أطلق المكتب الاعلامي لتنظيم الدولة الاسلامية بولاية الرقة السورية بتاريخ 30 اب 2015 شريطا صوتيا باسم (رسالة الى تركيا) منسوبا لأحد قادة التنظيم بعد ان اصدرت الحكومة التركية قرارها بالمشاركة الفعلية في التحالف الدولي وملاحقة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية وضرب مقراتهم واستهداف قادتهم وتحركاتهم ومشاركة المقاتلات التركية في ضرب أوكار التنظيم داخل الاراضي السورية
ويأتي هذا التسجيل في مسعى للتنظيم بالرد على الاجراءات والتوجيهات التي تبنتها الحكومة التركية ونفذتها المؤسسة العسكرية التركية
وفي قراءة متأنية لما جاء في هذا الشريط يمكن لنا ان نسجل عددا من الملاحظات الاتية:
1.”نداء للشعب التركي بالاعتصام بحبل الله وبأمير المؤمنين ابو بكر البغدادي ،حتى فتح القسطنطينية التي يعمل الخائن أردوغان ليل نهار على تسليمها للصليبين
2.ان الطاغوت أردوغان حكم بغير ما انزل الله وفتح قواعد عسكرية تركية لقصف أهل الاسلام في الشام وملاحقتهم وايذائهم” .
3.خاطب الاتراك قائلا:” لابد أن تقوموا وتقاتلوا هؤلاء الصليبين والملحدين والطواغيت الذين خدعوكم وجعلوكم عبيدا للصليبين”.
4.دعا الشعب التركي للكفر بالديمقراطية والعلمانية ونبذ القوانين الوضعية وعدم تطبيقها والاعتراف بها وهدم القبور الشركية حتى يكون جهادهم جهادا مباركا.
5.حذر الاتراك من مغبة استمرار أردوغان في التعامل مع الامريكان قائلا: “اذا استمر الطاغوت الهالك في العمالة حفاظا على كرسيه سترون قريبا شرق البلاد بيد حزب العمال الملحدين وغرب البلاد بيد الصليبين الكفرة”.
6.وصف أردوغان بـأنه موال للصليبين أولياء اليهود ولميليشيات حزب العمال التركي وللجيش السوري الحر وقياداته الميدانية.
7.أشار الى :” قادة المؤسسة العسكرية التركية واصفا اياهم بالملحدين وأنهم أعلنوا حربهم على المسلمين وهذا يعني اعلان(الكفر المباح) الذي يجب مواجهته والتصدي له “.
8.وصف الرئيس التركي أردوغان بأنه:” حامي القانون الوضعي ورافع راية العلمانية وأنه سلم المسلمين للكفار”، في اشارة للإجراءات العسكرية والامنية للمسؤولين الاتراك.
واذا ما اردنا ان نحلل هذا الخطاب بتوجهاته السياسية والعسكرية الاستراتيجية يمكن لنا أن نتوصل الى الاتي :
1.ان هذا اول خطاب وكلام يوجه مباشرة للرئيس التركي وحكومته وأول نعت يوصف به أردوغان بالطاغوت الهالك وحامي القوانين الوضعية.
2. انه رسالة واضحة وصريحة للشعب التركي للثورة والعصيان والتمرد على النظام السياسي التركي ومواجهته بكل السبل لأنه أصبح مناصرا للصليبين واليهود الكفرة.
3. انه أول ادانة واضحة من تنظيم الدولة الاسلامية لتوجهات وعلاقات الاتراك بالولايات المتحدة الامريكية وقيادة التحالف الدولي معتبرا ان الرئيس التركي سلم البلاد للكفار وأباح دماء المسلمين.
4.ان وصف الجيش التركي وقياداته ومقاتليه ب(الملحدين) يعني في استراتيجية وفكر التنظيم المواجهة والتصدي لهم وانهم اصبحوا ضمن أهدافهم التعبوية الميدانية.
5.دعا الشعب التركي للتهيؤ وانتظار الفرصة المناسبة لفتح القسطنطينية وهي دعوة تؤكد الرؤية الاستراتيجية لقادة التنظيم في مواجهه قادمة داخل الاراضي التركية وتحذير أولي يراد به ايصال رسالة واضحة للقيادة التركية .
6.تناسى وأغفل الخطاب ان الدولة التركية كانت ومازالت أحد أعضاء حلف الناتو وعلى أراضيها قواعد عسكرية أمريكية فما الذي استجد الان لكي توصف الدولة التركية وقادتها بالملحدين ، الا أن مصالح التنظيم قد تضررت وأصابها بعض العثرات في العلاقة مع الجانب التركي؟؟؟
7.ان الحكومة التركية لم يعرف عنها أنها على علاقة مع حزب العمال التركي بل هي تعده هدفا عسكريا استراتيجيا وتواصل مطاردته ومكافحته وضرب مقراته وقواعده ، وهذا خلاف لما جاء في الخطاب ، الا اذا استثنينا أن التنظيم يعد حزب العمال التركي ومقاتليه هو القوة العسكرية الوحيدة على الارض التي تواجهه بشراسة وقوة.
8.ان المواجهة العسكرية بين حكومة أنقرة وتنظيم الدولة الاسلامية نراه(حتميا) وسوف يؤجل الان لانشغال الطرفين بقضايا داخلية تؤثر على رسم سياساتهم المستقبلية في المواجهة.
9.المغزى والمعنى من صدور الخطاب من ولاية الرقة السورية التي يعد التنظيم عاصمته السياسية أنه اشارة الى ان القرار السياسي بمهاجمة الاراضي التركية لم يتخذ بعد وانما هو تحذير واشارة لمنع القادة الاتراك من المشاركة بالفعاليات العسكرية للتحالف الدولي.
10.اصدر تنظيم الدولة الاسلامية مجلة تعنى بالشأن التركي وباللغة التركية وكان عنوان أول عدد لها وعلى غلاف المجلة (فتح القسطنطينية) مؤكدا فتح اسلامي جديد لكبرى المدن الاسلامية(إسطنبول) وهذا يعكس الرؤية والاهداف الاستراتيجية لعمل التنظيم في منطقة مهمة تحظى باهتمام دولي واقليمي وعربي .
ان الرد على هذا الخطاب جاء بعد يومين عندما خاطب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ابناء مدينة (ريزا) التي تقع شمال تركيا بالقول(لا مجال للتراخي بشان مكافحة الارهاب وسنخاطبهم باللغة التي يفهموها وسنمضي قدما للقضاء على الارهاب ) .
فهل ما سنراه في قادم الايام مواجهة فعلية بين الاتراك ومقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية أم ستكون للأحداث والوقائع الاقليمية كلاما اخرا، سنتابع ونرى .
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية