قال المتحدث باسم حاكم ولاية هرات إن السلطات الأفغانية تستعد -اليوم السبت- لاستعادة معبر حدودي رئيسي مع إيران، سيطر عليه مقاتلو حركة طالبان التي تواصل حملتها بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية، بينما أعلنت الشرطة الأفغانية مقتل 4 أشخاص وإصابة 7 آخرين في تفجيرين بالعاصمة كابل وولاية قندهار جنوبا.
وقال جيلاني فرهاد المتحدث باسم حاكم هرات -لوكالة الصحافة الفرنسية- إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان، وأضاف أن “التعزيزات لم ترسل بعد إلى إسلام قلعة، لكن سيتم إرسالها إلى هناك قريبا”.
وبعد ساعات الخميس من كلمة للرئيس الأميركي جو بايدن الذي برر الانسحاب الأميركي، أعلنت طالبان أن مقاتليها استولوا على معبرين في غرب أفغانستان، مستكملين بذلك قوسا يمتد من الحدود الإيرانية إلى الحدود مع الصين.
وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان، وتمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين. وحصلت كابل على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيرانيين، على الرغم من العقوبات الأميركية.
من جهة ثانية، قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن 69 مسلحا من حركة طالبان قتلوا في غارة جوية نفذتها القوات الأفغانية في مديرية دند بولاية قندهار جنوبي أفغانستان.
من جانب آخر، نقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن مصدر أمني أن مسلحي حركة طالبان سيطروا ليلة أمس على مديرية سُرْخ بَارسا بولاية بروان شمالي العاصمة كابل، وأضاف المصدر أن الحركة سيطرت أيضا ليلة أمس على مديرية “عليشنك” بولاية لغمان شرقي أفغانستان.
تفجيران مختلفان
ونقلت قناة “طلوع نيوز” المحلية عن شرطة كابل قولها -في بيان- إن تفجيرا وقع عند مكتب عقاري بالحي الثامن بكابل صباح اليوم، وأضاف البيان أن التفجير تسبب في مقتل مدنيين اثنين وإصابة 4 آخرين، وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقا في الحادث.
تشغيل الفيديو
وفي حادث منفصل، قالت مصادر أمنية إن مدنيين قتلا وأصيب 3 آخرون -بينهم ضابطا شرطة- في تفجير استهدف سيارة حاكم مقاطعة دامان في قندهار، وأوضحت المصادر أن حاكم المقاطعة بير محمد نجا من الحادث. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثين.
من جهته، كشف الرئيس الأفغاني أشرف غني عن أن 400 شخص يقتلون أو يصابون جراء تردي الوضع الأمني في البلاد، وتساءل عن مبرر التصعيد الأمني والميداني في الوقت الذي انسحبت فيه القوات الأميركية، وطالب جميع الأطراف بأن يتعظوا مما يجري في سوريا واليمن وليبيا، وفق تعبيره.
ونبّه الرئيس الأفغاني إلى أن الحكومة هي فقط من تعمل على إطلاق معتقلي طالبان.
وكانت طالبان قد أعلنت أن 85% من الأراضي الأفغانية باتت تحت سيطرتها، مؤكدة أنها تسعى لأن تشارك مكونات الشعب الأفغاني كافة في إدارة البلاد.
وأظهرت بيانات نشرتها صحيفة “لونغ وور جورنال” (Long War Journal) توسعا لنفوذ حركة طالبان على الأرض، وسيطرتها على مناطق واسعة في الشمال، فضلا عن تقدّمها في محافظات بالجنوب.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -في تغريدة على تويتر- إن الوضع الأمني بأفغانستان يستدعي المزيد من الضغط الدولي للتوصل إلى تسوية سياسية متفق عليها، لإنهاء الصراع ومنح الشعب الأفغاني الحكومة التي يريدها ويستحقها.
وأضاف أوستن أنه يمكن للعالم بأسره المساعدة عبر الاستمرار في الضغط.
وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في تغريدة على تويتر- إنه تحدث مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بشأن دعم قطر لمفاوضات السلام الأفغانية، ودورها في دفع السلام والأمن في المنطقة.
كما قالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني تلقى اتصالا هاتفيا من بلينكن، جرى خلاله استعراض تطورات الأوضاع في أفغانستان.
وأكد الوزير القطري على التزام بلاده بتقديم الدعم السياسي لعملية السلام في أفغانستان، ومواصلة الحوار بين جميع الأطياف للتوصل إلى حل سياسي.
وفي سياق آخر، قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن مسؤولي السفارة الأميركية في أفغانستان يطورون خططا لخفض عدد المتعاقدين الأفغان والأميركيين والأجانب، مع تدهور الوضع الأمني هناك.
ونقلت الصحيفة الأميركية أن المراجعة المدروسة تأخذ بعين الاعتبار إمكانية إرسال بعض هذه الوظائف إلى الولايات المتحدة، وما إذا كان يمكن تخفيض وظائف أخرى أو تقليصها.
المصدر : الجزيرة + وكالات