أعلنت حركة طالبان أنها سيطرت على 4 نقاط تفتيش بولاية باميان وسط أفغانستان، ومدينة يورا في ولاية “غور” بالغرب، في حين عززت سلطات كابل أمن مطار المدينة بنشر بطاريات صواريخ، وبدأت عدد من الدول إجلاء دبلوماسييها خوفا من تفاقم الوضع.
وقال المتحدث باسم القوات الأفغانية إن قواته تمكنت من استعادة 5 مديريات من طالبان في 3 ولايات أفغانية، كما أعلنت وزارة الدفاع نصب منظومة دفاعية وسط كابل لحمايتها من الصواريخ.
وفي السياق ذاته، قال حاكم ولاية طخار عبد الله قارلوق إن القوات الأفغانية قتلت 55 من مسلحي طالبان وأصابت 90 آخرين وألحقت بها “خسائر فادحة”.
كما أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية على تويتر أن ما يزيد على 10 من مقاتلي طالبان قُتلوا في ضربات جوية شنها سلاح الجو على مخابئ في مدينة طالقان وسط ولاية طخار.
وقبل أيام دخل مقاتلو طالبان عاصمة ولاية بادغيس غربي البلاد واستولوا على منشآت للشرطة والأمن، وحاولوا الاستيلاء على مكتب الحاكم قبل أن تجبرهم القوات الخاصة على التراجع.
وشنت الحركة حملة جديدة للسيطرة على عدة مناطق في الأسابيع الماضية، تزامنا مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأفغانية أمس الأحد تشغيل نظام دفاع جوي لحماية مطار كابل، وذلك بعد أن باتت طالبان تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية، مما أثار الخشية من شنّ هجوم على كابل أو مطارها في المدى المنظور.
وقالت وزارة الداخلية الأفغانية -في بيان- إنّ نظام الدفاع الجوي الحديث الإنشاء دخل طور التشغيل عند الساعة 02:00 من فجر الأحد.
وأضافت أن هذه المنظومة “أثبتت فاعليتها في أرجاء العالم، في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف”.
وكانت تركيا أعلنت التزامها بضمان أمن مطار كابل مع انتهاء انسحاب القوات الأميركية والأجنبية المرتقب في 31 أغسطس/آب، بينما كشف الرئيس رجب طيب أردوغان -الجمعة- أنّ أنقرة وواشنطن اتفقتا على “ترتيبات” تسلّم قوات بلاده المطار.
على مستوى التحركات السياسية وصل وفد رفيع المستوى من المكتب السياسي لحركة طالبان إلى عشق أباد عاصمة تركمانستان. وأفاد بيان للحركة أن الوفد التقى نائب وزير الخارجية التركماني ومسؤولين آخرين.
وبحث الطرفان القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الصلة، إضافة إلى موضوع السلام في أفغانستان.
في غضون ذلك، أعرب وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي عن خشية حكومة بلاده من اشتعال حرب أهلية في أفغانستان، وأكد أن السيطرة على أفغانستان بالقوة العسكرية من قبل أي طرف لن تحل المشكلة، على حد وصفه.
من جانبه، حذّر المتحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية من تدفق لاجئين أفغان إلى الأراضي الباكستانية، مع تدهور الوضع الأمني في أفغانستان. يأتي هذا في وقت تستمر فيه باكستان في إغلاق معبر “تُرخم” مع أفغانستان منذ الثلاثاء الماضي، منعا لتفشي فيروس كورونا.
وفي واشنطن جدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي دعوة الأطراف الأفغانية للتوصل إلى حل سياسي “غير مفروض من الخارج”، لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وأكد كيربي -الذي كان يتحدث في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”- أن واشنطن ستحافظ على حضور دبلوماسي في أفغانستان.
وفي انعكاس للمخاوف المتنامية من الاشتباكات قرب قندهار، أعلنت الهند إجلاء موظفيها من قنصليتها في كبرى مدن الجنوب الأفغاني.
وقالت وزارة الخارجية الهندية إنّ “القنصلية العامة (في قندهار) لم تغلق أبوابها، ولكن بسبب القتال العنيف قرب قندهار، جرى إجلاء موظفيها الهنود في الوقت الحالي”.
وأضافت أنه “تدبير مؤقت تماما، إلى حين استقرار الوضع. تتابع القنصلية عملها بفضل موظفيها المحليين”.
وأفاد مصدر أمني في كابل بأنّ نحو 50 شخصا هنديا من موظفي السفارة، بينهم 6 دبلوماسيين، جرى إجلاؤهم من قندهار، من دون معرفة إن كانت وجهتهم الأخيرة العاصمة الأفغانية أو نيودلهي.
وكانت روسيا أيضا أغلقت حديثا قنصليتها في مزار شريف، أبرز مدن ولاية بلخ المحاذية للحدود مع أوزبكستان، في قرار اتّخِذ على خلفية المعارك في شمال أفغانستان.
كما دعت بكين رعاياها إلى مغادرة البلاد، وأجلت 210 في بداية يوليو/تموز الجاري.
من جهتها، دعت وزارة اللاجئين الأفغانية الدول الأوروبية إلى التوقف عن ترحيل مهاجرين في الأشهر الثلاثة المقبلة، بسبب “تصاعد العنف” وتفشي وباء كوفيد-19.
وحاول أجمل عمر شينواري بثّ الطمأنينة الأحد، نافيا سيطرة طالبان على 85% من مساحة البلاد كما تدّعي، وهي تصريحات يستحيل التثبت من صحتها بصورة مستقلة.
وقال “ليس صحيحا. المعارك مستمرة في غالبية المناطق” التي تدّعي طالبان الاستيلاء عليها، مكررا دعوة الشبان للالتحاق بالجيش، وأوضح أن الحكومة يسرت إجراءات التجنيد.
ويأتي هذا التصريح تزامناً مع حشد الحكومة وزعماء حرب يناهضون طالبان مليشيات محلية، مما يثير الخوف من وقوع حرب أهلية جديدة.
لكن سفير باكستان لدى كابل منصور أحمد خان، حذّر أمس السبت من نشر هذه المليشيات، موضحا أن من شأن ذلك مفاقمة الوضع في البلاد وإفساح المجال أمام تنظيمي القاعدة أو الدولة الإسلامية.
المصدر : الجزيرة + وكالات