قبع الدولار -اليوم الجمعة- قرب أقل مستوى في شهر تقريبا وبصدد تسجيل أسوأ أداء أسبوعي منذ مايو/أيار من العام الجاري.
وتسببت تصريحات -من مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي- تميل إلى التيسير النقدي، بجانب بيانات اقتصادية مخيبة للتوقعات، في خسارة العملة الأميركية قوة الدفع بسبب موجة صعود مستمرة منذ شهر.
وبلغ مؤشر الدولار، الذي يتتبع أداء العملة الأميركية -في مقابل سلة من 6 عملات أخرى- 91.96 في أحدث التعاملات بعد أن نزل إلى 91.855 أمس الخميس، وهو مستوى لم يسجله منذ 29 يونيو/حزيران الماضي.
وعلى مدى الأسبوع، تراجع المؤشر 1%، في أسوأ أداء أسبوعي منذ أوائل مايو/أيار الماضي، أما على مدى الشهر، فإن المؤشر انخفض 0.5% حتى الآن عقب صعود 2.8% في يونيو/حزيران الماضي.
وبدأ الاتجاه النزولي للدولار بعدما فاجأ رئيس مجلس الاحتياطي، جيروم باول، المراهنين على ارتفاع الدولار -عقب اجتماع بشأن السياسات هذا الأسبوع- بقوله إن زيادة أسعار الفائدة “بعيدة جدا”، وإن سوق العمل ما زالت “أمامها بعض المجال للتعافي”.
ولم يتلق الدولار دعما يُذكر الليلة الماضية من بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي.
وفي حين نما الاقتصاد الأميركي بوتيرة سنوية 6.5% في الربع الثاني، بدعم من مساعدات حكومية ضخمة، فإن النمو جاء أقل من توقعات خبراء اقتصاد لتسارعه 8.5%.
واستقر الدولار عند أدنى مستوى في أسبوعين مقابل الين الياباني الذي يُعتبر ملاذا آمنا عند 109.54.
وارتفع اليورو لأعلى مستوى في شهر مقابل الدولار ليبلغ في أحدث تعاملات 1.1880 دولار، قبل بيانات أولية لنمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني في فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومنطقة اليورو، وكذلك بيانات أولية للتضخم في يوليو/تموز الجاري في الأماكن نفسها، كما ستعلن منطقة اليورو عن بيانات البطالة لشهر يونيو/حزيران الماضي.
وتعافى اليوان الصيني معوضا معظم الهبوط الذي سجله يوم الثلاثاء الماضي ليبلغ 6.4645 للدولار.
وتلقت المعنويات الدعم من سعي الصين لتهدئة المستثمرين القلقين عبر إبلاغ شركات الوساطة الأجنبية بألا “تبالغ في تفسير” أحدث إجراءات على الصعيد التنظيمي.
وحوم الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي، المعتمدان على نمو الاقتصاد العالمي والصيني، قرب أعلى مستوياتهما في أسبوعين.
وحوم الجنيه الإسترليني قرب أعلى مستوياته في أكثر من شهر بدعم من ضعف الدولار الأميركي، وانخفاض الإصابات بفيروس كورونا في بريطانيا.
صعود الذهب
واستقرت أسعار الذهب والدولار، اليوم الجمعة، بعد مكاسب قوية للمعدن النفيس وخسائر فادحة للعملة الأميركية، إثر قرار الاحتياطي الفدرالي الأميركي الإبقاء على سياسة نقدية بالغة التيسير إلى أجل غير محدد.
وبحلول الساعة 7:00 (توقيت غرينتش)، سجلت أسعار الذهب في التعاملات الفورية ارتفاعا طفيفا بمقدار 21 سنتا أو بنسبة 0.01%، ليتداول عند 1828.54 دولارا للأوقية.
ونزل الذهب في العقود الأميركية الآجلة 4.5 دولار أو بنسبة 0.25%، إلى 1826.7 دولار للأوقية.
وأمس الخميس، ارتفعت أسعار المعدن الأصفر بقوة لتسجل مكاسب بنحو 1.5%، مع بلوغها أعلى مستوى في أسبوعين.
ويتجه الذهب لتسجيل مكاسب أسبوعية بنحو 1.5%، بعد أن سجل الأسبوع الماضي خسارة بنحو 0.2%.
وزادت جاذبية الذهب مع قرار الاحتياطي الفدرالي -الأربعاء الماضي- إبقاء سعر الفائدة في نطاق صفر-0.25%، والاستمرار في برنامج واسع لضخ السيولة بشراء سندات خزانة أوراق مالية بضمان رهون عقارية بمعدل 120 مليار دولار شهريا.
والإجراءان معمول بهما منذ مارس/آذار 2020، مع بدء تفشي فيروس كورونا في الولايات المتحدة.
ومن شأن إبقاء سعر الفائدة منخفضا تقليل كلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، في حين تعزز برامج الدعم وضخ السيولة الإقبال على المعدن النفيس باعتباره أداة تحوط من التضخم.
ويتلقى الذهب دعما من هبوط الدولار إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهر، إثر قرار الاحتياطي الأميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات + رويترز + وكالة الأناضول