الكويت- اعتقلت السلطات الأمنية في الكويت مؤخرا خلية تابعة لحزب الله اللبناني تنشط في تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سوريا واليمن، في حادثة من شأنها أن تزيد من حجم التوتر بين لبنان ودول الخليج.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن خلايا تابعة للحزب الموالي لإيران تنشط على أراضي الكويت، لعل أبرزها خلية العبدلي التي تم اعتقال عشرين من أفرادها في العام 2015، وكشفت حينها السلطات الكويتية عن مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات بحوزتهم.
ويسعى حزب الله جاهدا إلى اختراق الوسط الشيعي في الدول الخليجية، لتجنيد المزيد من الشباب في صفوفه والزج بهم في جبهات القتال التي يخوضها بدافع من إيران، فضلا عن الحصول على موارد لتغطية نفقاته المالية.
وذكرت وسائل إعلام كويتية السبت أن وزارة الداخلية تلقت تقريرا أمنيا من دولة شقيقة يفيد بوجود خلية مكونة من 4 أشخاص أحدهم ابن نائب سابق، وآخر شقيق نائب سابق أيضا، وثالث ورد اسمه في قضايا سابقة منذ خطف طائرة الجابرية في الثمانينات، ورابع يقال إنه من كبار رجال العمل الخيري.
وأفاد مسؤولون أمنيون بأنه تم اعتقال الأشخاص الأربعة ويجري التحقيق معهم من طرف جهاز أمن الدولة في عدد من التهم من بينها تبييض أموال لحزب الله، وتمويل الشباب الكويتي لتشجيعهم على الانضواء تحت عباءة الحزب، والمشاركة في أعماله الإرهابية، وتهريب المخدرات في كل من سوريا واليمن.
وأكّد أحد المسؤولين أن المتهمين أقروا بجمع تبرعات من المساجد من غير تصريح مسبق، مشيرا إلى أنهم سيحالون إلى النيابة العامة عقب اكتمال تحقيقات جهاز أمن الدولة معهم. ويأتي اعتقال الخلية بعد أسابيع قليلة على إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على كيانات وأفراد، بينهم كويتيون متورطون في شبكة دولية لتمويل الحزب اللبناني.
وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية، التابع لوزارة الخزانة الأميركية، حدد أعضاء، من بينهم حاملون للجنسية الكويتية، في شبكة دولية من الميسّرين الماليين والشركات الواجهة التي تعمل لدعم حزب الله وفيلق القدس الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن “هذه الشبكة تداولت عشرات الملايين من الدولارات من خلال الأنظمة المالية الإقليمية، وأجرت عمليات تبادل العملات وتجارة الذهب والإلكترونيات لمصلحة كل من حزب الله والحرس الثوري”، مؤكدة أن “حزب الله، وبدعم من فيلق القدس، يستخدم عائدات هذه الشبكات لتمويل الأنشطة الإرهابية، ولإدامة عدم الاستقرار في لبنان وأنحاء المنطقة”.
ومن بين الأسماء الكويتي طالب حسين علي جارك إسماعيل الذي قام بتحويل الملايين من الدولارات إلى حزب الله من الكويت عبر شخص يدعى جمال حسين عبد علي عبدالرحيم الشطي، وسبق أن سافر إسماعيل إلى لبنان للقاء مسؤولي الحزب للتبرع بالمال للمجموعة.
ويرى مراقبون أن محاولات الحزب الدؤوبة لاختراق المجتمعات الخليجية بدافع تجنيد شبان، أو جمع أموال من شأنها أن تزيد من إحراج موقف لبنان، الذي يعاني جراء سياسات الحزب من عزلة متزايدة، كان آخر تمظهراتها سحب دول خليجية بينها الكويت لسفرائها من بيروت.
العرب