كلفت أزمة الطاقة أوروبا عشرات المليارات من الدولارات، ولن تؤدي المواجهة الوشيكة مع روسيا إلا إلى تفاقمها.
هذا ما نشره موقع “أويل برايس” (Oil Price) الأميركي عن أزمة الطاقة في أوروبا وتحكم روسيا فيها. وقال كاتب المقال هالي زاريمبا إن من المقرر أن تشهد الأسر الأوروبية زيادة بنسبة 54% في تكلفة الغاز والكهرباء على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومات لإبقاء الأسعار منخفضة.
وأشار إلى أن روسيا توفر نحو 40% من الغاز الطبيعي لأوروبا، وإذا غزت روسيا أوكرانيا واستجابت الحكومات الأوروبية بفرض عقوبات فهناك احتمال أن ينقطع الإمداد.
وأضاف أن أزمة الطاقة تتفاقم في أوروبا رغم أن الحكومات ظلت تكافح في جميع أنحاء القارة لوقف الأزمة بتدابير سياسية لسد الفجوة والدعم.
ارتفاع مذهل
وشهد العام الماضي ارتفاعا مذهلا بنسبة 330% في أسعار الغاز في الأسواق الأوروبية، أصاب المستهلكين بشدة، في الوقت نفسه الذي يحاول فيه الاقتصاد العالمي التعافي والتكيف مع جائحة فيروس كورونا الجديد المستمر.
وحتى الآن، كانت الحكومات الأوروبية عاجزة إلى حد كبير عن وقف ارتفاع التضخم، فالقوى التي تواجهها -اقتصادية وصحية وسياسية- تفوق بكثير قدرات الاتحاد الأوروبي.
ونسب الموقع إلى محللي “بنك أوف أميركا” (Bank of America) تقديرهم أن متوسط ما أنفقته الأسر في أوروبا الغربية يبلغ بين 1370 دولارا سنويا على الغاز والكهرباء في عام 2020، مشيرين إلى أنه سيرتفع بنسبة 54%.
الأزمة مستمرة
وقال التقرير إن الجهود المبذولة لحماية المستهلكين وفرض السيطرة على الضرر على أسواق الطاقة تضمنت إزالة ضرائب القيمة المضافة على فواتير الطاقة المنزلية، وإرسال الإعانات مباشرة إلى الأسر الفقيرة، وفي بعض الحالات فرض حظر على تعدين العملات المشفرة، وهي ممارسة كثيفة الاستخدام للطاقة بشكل ملحوظ.
ويقول هاري ويبيرد، محلل المرافق الأوروبية في “بنك أوف أميركا سيكيوريتيز”، إن الإجراءات التي أُعلنت حتى الآن في أوروبا الغربية لن تغطي سوى ربع ارتفاع الأسعار في المتوسط.
بوتين يرفض فتح الصنابير
توفر روسيا نحو 40% من الغاز الطبيعي في أوروبا وأكثر من 50% من الغاز الطبيعي في ألمانيا، وتنتشر تكهنات تقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرفض فتح الصنابير وتلبية حاجة أوروبا للغاز الطبيعي من أجل تعزيز مصالحه والدفع بمبادرات مثل خط أنابيب “نورد ستريم 2”.
وأفاد موقع “أكسيوس” (Axios)، يوم الاثنين الماضي، في مقال بعنوان “اعتماد أوروبا على الطاقة”، بأن روسيا توفر نحو 40% من الغاز الطبيعي في أوروبا، وأكثر من 50% من الغاز الطبيعي في ألمانيا، وقد يرتجف الملايين وسط انقطاع التيار الكهربائي.
وختم الكاتب مقاله بالقول “إذا حدث قطع الإمدادات بالفعل ردا على العقوبات التي هدد بها زعماء العالم بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، فإن غولدمان ساكس يتوقع أن يحد الصراع من إمدادات الغاز إلى أوروبا إلى أجل غير مسمى”.
المصدر : أويل برايس