ورأى أن المستجد بالنسبة إلى هذه الظاهرة “هو انتشارها في العاصمة بيروت ومنطقة جبل لبنان، حيث كانت نسبة ‘النكاشين’ فيها سابقا قليلة جدا”.
وأضاف أن عمل “النكاشين” له وجه “إيجابي على مستوى أزمة النفايات المزمنة في لبنان لكنه لا يسهم في حلّ هذه الأزمة، لأن حلها ينبغي أن يكون مؤسساتيا ابتداءً من الفرز من المنزل والجمع والمعالجة. أما عمل ‘النكاشين’ فيفتقد إلى الإطار التنظيمي ويتمثل بفرز عشوائي لقسم صغير من النفايات”.
وتابع الشامي “ما نشهده اليوم هو انتشار النكاشين في شوارع العاصمة حيث يبحثون في الحاويات عن أصناف من النفايات ويقومون بتجميعها في بعض زوايا الشوارع، ليأتي لاحقاً من يشتريها”، لافتاً إلى “وجود آثار سلبية لهذه الظاهرة على المستوى الاجتماعي والصحي”.
واعتبر أن الظاهرة تفاقمت حاليا لعدة أسباب “أولها الأزمة الاقتصادية التي أسفرت عن ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، والسبب الثاني هو أن النفايات التي يتم جمعها تباع بالدولار الأميركي، وبسبب انهيار سعر صرف الليرة أمام الدولار، بات المردود المادي لبيعها ذا جدوى مقبولة اقتصاديا”.
وقال المهندس مروان فخر “نجد عند مدخل بعض المكبات مافيات لم تستطع القوى الأمنية أن توقف عملها، وأفراد هذه المافيات هم الذين يسمحون لبعض ‘النكاشين’ بالدخول إلى المكبات ولا يسمحون لآخرين، وذلك خاضع لمبدأ الجدوى الاقتصادية وفرض القوة، ومن يدفع أكثر يحصل على إذن بالدخول”.
وكشف أنه “قبل العام 2019 كان عدد ‘النكاشين’ في لبنان قليلا جداً، وكان بعض هؤلاء يتخصصون بجمع بعض الأصناف كالبلاستيك القاسي مثلاً أو الحديد. أما اليوم فبات عددهم أكبر حيث يقومون يجمع كل ما يمكن بيعه”.
ولفت إلى أن “عملية جمع النفايات تأثرت بالأزمة الاقتصادية والمالية، فكانت الشركات المكلّفة بجمع النفايات ورفعها تقوم بعملها أربع مرات في الأسبوع في شوارع بيروت، أما اليوم فهي تقوم بذلك مرة كل 10 أيام”.
وأوضح فخر أن “فرز النفايات عنصر أساسي من عناصر حل أزمة النفايات ويسهم بحلّ حوالي 20 في المئة من هذه الأزمة، ولكن ما يقوم به ‘النكاشون’ هو سيف ذو حدين، فهم من ناحية يجمعون المواد من الحاويات وهي لا تزال بحالة جيدة قبل أن يؤثر على جودتها عامل الوقت، وهذا أمر إيجابي، إلا أن عملية البحث في النفايات تتم بطريقة عشوائية وتؤدي إلى أضرار بيئية وصعوبة في تنظيف محيط الحاويات بعد رفع النفايات”.
العرب