على امتداد الحدود العراقية الشمالية الغربية تجد العديد من مقاتلي حزب العمال الكردي التركي تنتشر في بعض المباني والطرقات ونقاط السيطرات الأمنية، في المدن القريبة من ربيعة وجبل ومدينة سنجار، لتؤشر واقعا جديدا في تلك المنطقة، فرضته التطورات الأمنية الأخيرة في الصراع مع تنظيم «الدولة».
وخلال جولة «القدس العربي» في سهل الموصل شمال غرب العراق، وتحديدا في مدينة وجبل سنجار بعد تحريرها من سيطرة تنظيم «الدولة»، كانت هناك العشرات من نقاط السيطرة الأمنية والمقرات الخاصة بحزب العمال الكردي التركي التي تمتد على طول الطريق بين دهوك وسنجار المحاذي للحدود العراقية السورية المشتركة.
وقد أكد المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان كفاح محمود كريم لـ»القدس العربي» ان سنجار قضاء تابع لمحافظة نينوى العراقية وبالتالي لا يمكن بقاء عناصر حزب العمال التركي فيه بعد تحريره».
وأشار إلى قيام نائب محافظ نينوى عبد القادر وقائمقام سنجار محما خليل باللقاء بقادة حزب العمال في سنجار وشكروهم على مساهمتهم في مساعدة الأهالي في معركة تحرير المنطقة، كما أبلغوهم ان الإدارة المحلية تحتاج إلى البدء بإعادة تأهيل المدينة وتقديم الخدمات لكي يعود سكانها النازحون إليها بأسرع وقت ممكن، ومبدين رغبتهما بمغادرة عناصر حزب العمال وباقي التشكيلات المسلحة للمنطقة.
وذكر قائد البيشمركه في سنجار سيد وحيد باركوزي للصحيفة أيضا، أن حزب العمال التركي كانت له مشاركة محدودة مع البيشمركه في معركة تحرير سنجار من سيطرة تنظيم «الدولة» في 12 تشرين الثاني / نوفمبر الماضي. ومنذ ذلك الوقت أتخذوا لهم بعض المباني أو السيطرات الأمنية، مقرات لعناصر الحزب.
وذكر أن عناصر حزب العمال جاءوا عبر الحدود مع سوريا وشاركوا بدور في معركة تحرير سنجار، وكان يفترض ان ينسحبوا بعد تحرير المنطقة من التنظيم، مثلما فعلنا عندما ساعدتهم البيشمركه في طرد التنظيم من مناطق سورية ثم عادت إلى العراق، ولكنهم ظلوا في مواقعهم بل ودعوا إلى إقامة إقليم سنجار، مؤكدا ان وجودهم في المنطقة مخالف للدستور العراقي الاتحادي ولقوانين إقليم كردستان العراق.
وكانت الحكومة المحلية في محافظة نينوى وقضاء سنجار، قد طالبت جميع التشكيلات العسكرية التابعة للأحزاب والميليشيات، بالانسحاب من مدينة سنجار وإخلاء المباني التي تحتلها، لكي يمكن إعادة تأهيل المدينة وتوفير الخدمات تمهيدا لعودة النازحين منها.
وقد شاهد مراسل الصحيفة في العديد من المباني ونقاط الحراسة في المنطقة، العديد من مقرات عناصر حزب العمال وعليها أعلام حزب العمال التركي وصور القائد الكردي أوجلان، كما ينتشر فيها مقاتلون أكراد من تركيا يرتدون الزي الكردي العسكري المميز.
ولاحظ مراسل الصحيفة أن هناك أحزابا كردية سورية أخرى، شاركت في معركة تحرير سنجار كنوع من التضامن بين الأحزاب الكردية في طرد التنظيم من تلك المنطقة ومن مناطق كردية أخرى في سوريا.
وكان مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني ملا بختيار، قد تحدث عن دور ووجود حزب العمال في سنجار، قائلا : إن «حزب العمال الكردستاني كان له دور في تحرير المدينة، وهم صرحوا قبل التحرير انهم بعد تحرير المدينة سينسحبون منها، وهذا قرار صائب وننتظر منهم تنفيذ هذا القرار».
وعن مستقبل شنكال (سنجار) قال ملا بختيار «هناك اقتراح من قبل حكومة إقليم كردستان وكل الاحزاب، بأن تصبح شنكال محافظة كردستانية، تابعة لإقليم كردستان، ونحن كاتحاد وطني طلبنا ان تصبح شنكال محافظة وان تكون جزءا من إقليم كردستان».
ويذكر ان حزب العمال الكردي التركي، يتخذ من جبال شمال العراق ملاذا من هجمات وغارات الجيش التركي المتواصلة على مواقعه.
وكان هناك اتفاق بين الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والحكومة التركية منذ عام 1995على السماح للطائرات التركية بشن هجمات على مواقع الحزب المذكور الذي تعتبره تركيا منظمة إرهابية، والذي يوجد في المناطق الجبلية بين العراق وتركيا، وقد سيطر حزب العمال على بعض المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا بعد اندلاع الثورة السورية ضد النظام هناك.
مصطفى العبيدي
صحيفة القدس العربي