هل تخاطر الولايات المتحدة بالوقوع في “فخ الالتزام” مع إسرائيل؟

هل تخاطر الولايات المتحدة بالوقوع في “فخ الالتزام” مع إسرائيل؟

يمثل الانتشار العسكري الأميركي في إسرائيل وشرق البحر المتوسط سيفاً ذا حدين، فبينما تعهدت واشنطن بمضاعفة الالتزام والولاء والدعم العسكري لإسرائيل، تواجه الآن خطر الوقوع في ما يسمى “فخ الالتزام”، إذ لا يمكن للولايات المتحدة على المستوى الاستراتيجي والسياسي بسبب الضغوط الداخلية الهائلة أن تقف مكتوفة الأيدي إذا شن “حزب الله” أو إيران هجوماً كبيراً على حليفتها إسرائيل، إلا أن الأمر محفوف بمخاطر محتملة كبيرة بخاصة بعد تعرض عديد من القواعد الأميركية في العراق وسوريا لـ 16 هجوماً منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري فقط، مما تسبب في إصابة 19 أميركياً بإصابات دماغية. فما هو فخ الالتزام؟ وهل ينذر بتوسع الحرب أم بردعها؟

ما فخ الالتزام؟

يتعلق فخ الالتزام بأن ترسم دولة ما خطوطاً حمراء لدولة أو طرف من الخصوم ثم الشعور بالاضطرار إلى توجيه ضربات عسكرية تقليدية أو انتقائية أو الدخول في حرب عندما يتجاوز الطرف الآخر هذه الخطوط الحمراء، كما يقع فخ الالتزام حينما تلتزم دولة ما دعم وحماية دولة أخرى أو تتعهد بدخول الحرب إذا انتهكت دولة خصم اتفاقية بينهما، وعلى سبيل المثال أدى انتهاك ألمانيا لحياد بلجيكا بغزوها في الحرب العالمية الأولى إلى إعلان بريطانيا الحرب ضد ألمانيا بسبب مخاوفها من الهيمنة الألمانية على أوروبا.

وخلال هذه الحرب أيضاً، هدد الرئيس الأميركي وودرو ويلسون بأنه إذا انتهكت ألمانيا تعهد “سوسكس” عام 1916 الذي ينص على عدم مهاجمتها للسفن التجارية في المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، فإن الولايات المتحدة سوف تقطع علاقتها مع ألمانيا وتتخلى عن حيادها في إشارة إلى أنها قد تدخل الحرب إلى جانب بريطانيا وفرنسا، ومع استئناف ألمانيا هجمات الغواصات على السفن التجارية بما فيها الأميركية في عام 1917، كان هذا أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت الولايات المتحدة إلى إعلان الحرب على ألمانيا بعد تردد كبير واعتراض عديد من أعضاء الكونغرس.

كما كان الرئيس دوايت أيزنهاور هو الذي أوقع أميركا في حرب فيتنام عندما أنشأ وزير خارجيته، جون فوستر دالاس، منظمة معاهدة جنوب شرقي آسيا (سياتو) ووافق الموقعون على اتفاقية “سياتو” على مساعدة فيتنام الجنوبية، واضطر الرئيس ليندون جونسون إلى نشر أول قوات برية أميركية كاملة في فيتنام عام 1965، وخلق إرثه المتمثل في “حرب جونسون” قبل أن يصعد الرئيس جون كينيدي من التدخل العسكري في فيتنام.

وفي ربيع عام 2000 كتب أستاذ العلوم السياسية بجامعة ستانفورد سكوت ساغان مقالة في مجلة الأمن الدولي حول “فخ الالتزام” وكان موضوعه هو استخدام إدارة بوش للغموض المدروس لردع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عن استخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية في الفترة التي سبقت حرب الخليج الثانية، فقد سعى كبار المسؤولين الأميركيين بعد بدء واشنطن في التخلص من أسلحتها الكيماوية والبيولوجية إلى ردع استخدامها من قبل الآخرين من خلال إصدار تحذيرات مثل استخدام رد ساحق ومدمر في إشارة إلى استخدام الأسلحة النووية.

وجادل سكوت، بأن التهديدات المستترة باستخدام الأسلحة النووية أوقعت المسؤولين الأميركيين في “فخ الالتزام” فإذا تم استخدام الأسلحة الكيماوية أو البيولوجية فعلياً من قبل خصم ما، فقد تشعر واشنطن بأنها مضطرة إلى تنفيذ تهديدها، مما يؤدي إلى تكاليف لا حصر لها، ولكنها كبيرة على عاتقها، بينما الامتناع عن تنفيذ تهديدها، يمكن أن تفقد واشنطن بسببه مكانتها الدولية، مما يدعو خصومها إلى الخداع مجدداً ويدفع بأصدقائها للتشكيك في مدى حماية المظلة النووية الأميركية.

التزام الدفاع عن إسرائيل

ومع الاضطرابات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط حالياً في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة “حماس” على إسرائيل هذا الشهر وأدى إلى مقتل 1400 شخص، ورد إسرائيل بضربات جوية ومدفعية عنيفة على قطاع غزة أدت إلى مقتل أكثر من 7400 حتى الآن، أرسلت إدارة جو بايدن 2000 جندي من مشاة البحرية إلى المنطقة وزادت عليهم 900 جندي آخرين في المنطقة فضلاً عن أنظمة الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) وأنظمة (باتريوت) إلى جانب مجموعتين من حاملات الطائرات.

ووصف مسؤولو البنتاغون هذا الحشد العسكري الأميركي بأنه استعراض للقوة يهدف إلى ردع الهجمات على المصالح الأميركية والحلفاء في إشارة واضحة إلى إسرائيل بعدما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إسرائيل إنه طالما وجدت أميركا فلن تكون تل أبيب مضطرة لأن تدافع عن نفسها وحدها وهو ما يعد التزاماً أميركياً واضحاً من رئيس دبلوماسيتها.

لكن ما يزيد مخاوف الإدارة الأميركية أن تتطور المناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى حرب بين “حزب الله” وإسرائيل، وتفتح فعلياً حرباً على جبهتين يمكن أن تجلب إيران إلى حرب واسعة النطاق، وما يزيد من تعقيد الحسابات الأميركية وجود 2500 جندي أميركي في العراق و900 جندي آخرين في شرق سوريا، وهم في مهمات ضد تنظيم “داعش”، وتعرضوا بالفعل لهجمات بطائرات مسيرة أدت في الأيام القليلة الماضية إلى إصابة 21 جندياً بإصابات طفيفة، الغالبية العظمى منهم إصاباتهم دماغية، وهو ما دفع القوات الأميركية إلى الرد بتنفيذ ضربات جوية بطائرات “أف 16” ضد منشأتين في شرق سوريا يستخدمهما الحرس الثوري الإيراني والجماعات التي يدعمها.

غير أنه مع وجود الميليشيات الموالية لإيران بشكل عام في كلا البلدين، فإن القوات الأميركية معرضة لمزيد من الهجمات إذا قررت الولايات المتحدة قصف مواقع “حزب الله” على رغم أن الهدف الأميركي المعلن هو الردع ضد حرب أوسع نطاقاً.

سيف ذو حدين

وكانت مشاركة القوات الأميركية في الدفاع عن إسرائيل بدأت فعلياً الأسبوع الماضي عندما أسقطت مدمرة الصواريخ الأميركية الموجهة كارني، ثلاثة صواريخ كروز و طائرات “درون” أطلقتها جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن، التي كانت متجهة إلى أهداف في إسرائيل حسبما أعلن المسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية.

ويعتبر محلل الأمن القومي في واشنطن، المساعد السابق في لجنة القوات المسلحة بالكونغرس جو سيرينسيون أن الانتشار العسكري الأميركي يعد سيفاً ذا حدين، حيث تحتاج الإدارة إليه لردع الآخرين عن الانضمام إلى الهجمات على إسرائيل، ولكن إذا تم شن هجمات بالفعل، فقد تصبح القوات الأميركية جزءاً من تصعيد الصراع الذي تخشاه الولايات المتحدة.

وبعد أن تعهدت إدارة بايدن بمضاعفة الولاء والدعم العسكري لإسرائيل في أعقاب هجمات “حماس”، تواجه الآن خطر الوقوع في “فخ الالتزام”، وبحسب سيرينسيون، سيكون من الصعب أن نرى كيف يبقى “حزب الله”، أو الميليشيات الموالية لإيران في سوريا، خارج الصراع، إذا واصلت إسرائيل قصف غزة ثم شنت غزواً برياً أدى إلى مقتل آلاف الفلسطينيين.

اقرأ المزيد

غارات أميركية على منشأتين للحرس الثوري الإيراني في سوريا

الولايات المتحدة تساند إسرائيل لكنها تخشى الاحتمالات الرهيبة للحرب

إسرائيل والعبرة من أخطاء أميركا بعد “11 سبتمبر”
خطر اتساع الحرب

وإذا ظل “حزب الله” وإسرائيل متمسكين بنظرية التراشق المحدود والضربات المتناسبة فلن تكون الولايات المتحدة طرفاً وستترك لإسرائيل الرد، لكن على المستوى الاستراتيجي والسياسي، لا يمكن للولايات المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي إذا شن “حزب الله” هجوماً كبيراً على إسرائيل، وهذا أمر محفوف بنتائج كارثية محتملة وفقاً لتحليل عديد من الخبراء الاستراتيجيين في واشنطن، لأنه في ظل هذه الظروف المتصاعدة قد تشعر إيران أن ليس أمامها خيار سوى الدخول في الصراع مباشرة، وعندها ستقع الولايات المتحدة في “فخ الالتزام”، فعندما تلتزم أميركا الدفاع عن حليفتها على أمل ردع الحرب، وتفشل عملية الردع، فإنها تنخرط في الحرب بطريقة لم تكن ترغب فيها أبداً.

وعلى رغم أن إيران تستخدم خطابها العدواني، إلا أنه من غير المرجح أن ترغب في حرب مع إسرائيل، لكن سيرينسيون يرى أن هذا هو بالضبط سيناريو الحرب العالمية الأولى، إذ تتعهد الدول لدول أخرى ويجرها المتحاربون إلى حرب لا يسعون إليها.

احتمال مثير للقلق

لا شك في أن هذا الاحتمال المثير للقلق أدى إلى إثارة جولة محمومة من الدبلوماسية التي قام بها بلينكن، لحث إسرائيل على الدعوة إلى هدنة إنسانية لهجومها على غزة، لكن خلف الكواليس، حث مسؤولون عسكريون أميركيون إسرائيل على الامتناع عن شن هجوم بري واسع النطاق على غزة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين وتأجيج التوترات الإقليمية، بحسب موقع “بوليتيكو”.

ومن أجل كسب تأييد الزعماء الإسرائيليين المتعطشين للانتقام والرغبة في الوفاء بتعهدهم بتدمير “حماس” إلى الأبد، حذر الأميركيون من تكرار الأخطاء التي ارتكبتها القوات الأميركية في العراق، عندما توغلت في المراكز السكانية المكتظة، فيما يخشى باحثون من ألا يؤدي الانتشار العسكري الأميركي إلى ردع طهران وحلفائها بخاصة إذا استمرت الصور القادمة من غزة في إثارة صدمة الناس في المنطقة، ما قد يدفع إلى شن هجمات على أهداف أميركية.

أميركا على المحك

وترى كبيرة الباحثين في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط والمديرة السابقة لإدارة الخليج في مجلس الأمن القومي الأميركي كريستن فونتنروز، أن التزام الولايات المتحدة سيكون على المحك إذا وقع هجوم على إسرائيل أو شركاء أميركا في المنطقة ولم تكن الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عنهم، لأن هذا يعني أن النفوذ الذي تتمتع به الولايات المتحدة على أسواق الشحن والطاقة العالمية قد يحل محله نفوذ الصين التي تعد شريكاً تجارياً متساوياً أو أكبر مع دول المنطقة، بخاصة أن أي نفوذ أميركي على السياسات المتخذة في المنطقة يرتكز على الثقة التي تم بناؤها قبل 60 عاماً.

في المقابل، يبدو أن النظام في طهران، الذي قام بتسليح “حماس” طوال عقدين من الزمن، ينظر إلى الصراع الدائر في إسرائيل باعتباره “انتصاراً”، وسوف يسعد قادة إيران بمحاربة إسرائيل حتى آخر مدني فلسطيني، أو لبناني، أو عراقي، أو سوري، أو يمني، في حين أن الآثار غير المباشرة لهذا الصراع تتماشى مع مصالح النظام الإيراني، فالصراع يحط من سمعة إسرائيل في ما يتعلق باليقظة والاستعداد العسكري، ويثير المشاعر المعادية لإسرائيل وأميركا والغرب في عديد من المجتمعات الإسلامية، ويوفر ساحة ثانية إضافة إلى أوكرانيا لاختبار الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، ويضع واشنطن في موقف صعب، حيث تتحمل مخاطرة كبيرة بسمعتها من خلال إرسال أسلحة إلى شريك يواجه تحدياً خطيراً من دون سيطرة حقيقية على الأرض على كيفية استخدام هذه الأسلحة.

استثمار إيران

وتشير كريستن فونتنروز إلى أن طهران تعرف أن المعركة التي تخوضها ميليشياتها ضد إسرائيل وأصدقائها هي احتمالية الفوز أو الخسارة للجميع، ولهذا إذا اختارت إشعال حرب على مستوى المنطقة، فمن المرجح أن تفعل إيران كل ما يلزم لحشد كل ما في وسعها إذ لا ينبغي النظر إليها باعتبارها مراقباً مهتماً، أو مشجعاً داعماً، أو حتى مقامراً متفائلاً.

وتبدو القضية بالنسبة إلى إيران في أنها تريد أن يكون العائد على استثمارها في تسليح “حماس” مرتفعاً، وأن يؤتي ثماره في نهاية المطاف، لكن إذا تم سحق “حماس” وقرر وكلاء آخرون مثل “حزب الله” عدم المشاركة في هذا الصراع أو تعرضوا لنكسات كبيرة بعد الاشتباك مع إسرائيل، فإن قيمة ووضع إيران سوف ينخفضان بشدة.

ولهذا السبب لم يكن مستغرباً أن تصدر هذه المجموعة الشاملة من الميليشيات والحوثيين في اليمن تصريحات متطابقة تقريباً حول دعمهم لـ “حماس” وعزمهم على التخطيط معاً للقيام بأعمال ضد إسرائيل والولايات المتحدة، لكن إذا أعلنت الجماعات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن عن دخولها المعركة، وتم صدها جميعاً، فسوف يكون ذلك بمثابة تأكيد على رؤية إيران الفاشلة للعالم.

طهران تلعب بالنار

ويرى مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن تشارلز ليستر، أن حكومة الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من أننا نسير نحو أزمة إقليمية، حيث تشير الهجمات الأخيرة على القوات الأميركية في سوريا والعراق إلى أن إيران لديها شبكة واسعة من الوكلاء المسلحين والمنسقين جيداً في جميع أنحاء المنطقة، التي أنشأتها لهذا السيناريو، وهم يختبرون حالياً الخطوط الحمراء، ولكنهم لا يضغطون بشدة، بل يضعون عبء الرد على الولايات المتحدة.

ويعتبر توبياس بورك، وهو باحث كبير في الدراسات الأمنية للشرق الأوسط في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، أن إيران تلعب بالنار حرفياً لأن ما نراه هو المستوى التالي من حرب غزة، وقد تمت معايرة كل هذا بعناية لإظهار التضامن مشيراً إلى أن إيران تقول، نرى حاملات الطائرات لكننا لسنا خائفين ويمكننا أن نؤذيكم أيضاً وهذا أمر خطير للغاية، كما أنها تريد من الناس أن يفهموا أن طهران هي التي تتحكم في الخيوط.

على عكس ريغان

لكن هذا الالتزام الأميركي حيال إسرائيل يشتمل ضمناً على إدراك حقيقة مفادها أن استقرار الشرق الأوسط لم يعد سوى حبر على ورق، وأن الأخطار المترتبة على صراع أوسع نطاقاً أصبحت حقيقية قائمة مع الغزو البري الإسرائيلي في أعقاب القصف المستمر، وهذا يتناقض مع مزاج المسؤولين الأميركيين قبل 40 عاماً، الذين كانوا يشعرون بالرضا عن أنفسهم عندما تصوروا أن مشاة البحرية الأميركية يتمتعون بوضع محمي كجزء من قوة حفظ السلام الدولية، ولم يتوقعوا مثل هذه الأخطار عندما هاجم انتحاري من ميليشيات “حزب” الله اللبنانية في 23 أكتوبر عام 1983 ثكنة عسكرية أميركية في بيروت، مما أسفر عن مقتل 241 من أفراد الخدمة، معظمهم من مشاة البحرية، وأدى هجوم منفصل شبه متزامن على قاعدة عسكرية فرنسية في المدينة إلى مقتل مظليين.

بالنسبة إلى المسؤولين الأميركيين مثل لاري كورب، الذي كان آنذاك مساعداً لوزير الدفاع الأميركي ويعمل الآن خبيراً متميزاً في مركز التقدم الأميركي وهو مركز أبحاث في واشنطن، فقد كان الأمر أشبه بـ “بيرل هاربور” تقريباً، حيث كانت ضربة مدمرة للقوة التي دخلت العاصمة اللبنانية التي مزقتها الحرب في العام السابق كقوات حفظ سلام وليس كمقاتلين.

وفي أعقاب هذا الهجوم ضغط الصقور في إدارة الرئيس رونالد ريغان آنذاك من أجل شن هجوم انتقامي على إيران، راعية “حزب الله”، لكن ريغان الذي خالف توجهاته المتشددة اعترض واختار مساراً مختلفاً، فأعاد بقية أفراد مشاة البحرية إلى سفنهم في ما أطلق عليه “إعادة الانتشار الاستراتيجي”.

لكن في حين كان ريغان قادراً على تجنب الفخ المخيف المتمثل في التوسع التدريجي المتزايد للتدخل المحدود بما يتجاوز أهدافه الأصلية المحدودة، فقد يكون من الصعب على الرئيس جو بايدن أن ينفذ ما يبدو أكثر تعقيداً وتقلباً لذلك السيناريو الذي دخله مشاة البحرية في عام 1982.