تصاعد حدة التصريحات وردود الافعال بعد الهجوم الصاروخي الذي قامت به الفصائل المسلحة المنفلتة على مقر السفارة الأمريكية في بغداد فجر يوم الجمعة الثامن من كانون الأول 2023 وتعالت الأصوات الرسمية الأمريكية المطالبة بالاقتصاص من الفاعلين ومتابعة تحركاتهم ومعرفة اتجاهاتهم واحالتهم للمحاكم المختصة، وتأكيد الجانب العراقي ممثل بشخص السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على أهمية مراعاة الجانب السيادي في اتخاذ أي اجراءات عسكرية أمريكية، بعدما أكد الجانب الأمريكي وفي اتصال هاتفي لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مع السيد السوداني على حق الرد والدفاع من قبلهم على المجاميع المنفلتة التي تساهم في الاعتداء على مقراتهم الرسمية وقواعدهم العسكرية والأمنية في العراق، وتحذير رئيس، الوزراء من الرد المباشر وتداعياته وانعكاساته على المشهد العام في العراق وان لا يتم اتخاذ أي اجراءات دون موافقة الحكومة العراقية وعدم تكرار ما حدث في منطقة جرف الصخر قبل أسابيع .
أن طبيعة المكالمة الهاتفية كانت قائمة على أساس تبادل المعلومات وبحث سبل التعاون في كافة المجالات الأمنية وتعزيز الشراكة بين بغداد وواشنطن والتأكيد على تنفيذ البنود الخاصة بالإتفاقية الاستراتيجية المنعقدة بين البلدين. ثم تأكيد وزير الدفاع أوستن على ضرورة الحد من هذه العمليات بما يحفظ أمن وسلامة مقرات البعثات الدبلوماسية َالعاملين فيها والحفاظ على مكانة العراق دولياً واقليمياً كونها تشكل عامل مهم يساهم في تقويض لسيادة وأمن البلاد.
تابع مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية المعلومات الميدانية وطبيعة الوسائل والإجراءات المتخذة تجاه الهجوم الذي طال مقر السفارة الأمريكية وتمكن من الحصول على معلومات دقيقة حول الاجتماع الموسع الذي عقدته القوى السياسية والشخصيات الحزبية ضمن تحالف الإطار التنسيقي بعد ساعات من عملية الهجوم، والذي تضمن دراسة الأحداث بشكل جدي واتخاذ القرارات الخاصة بكيفية التعامل مع الفصائل المنفلتة والتي صنفت على انها جماعات قامت بأعمال ( إرهابية) وتقرر رفع الغطاء عنها مهما كان موقعها أو تبعيتها ومتابعة عناصرها ومعرفة تحركاتهم وانزال القصاص بهم، وأن ما حدث اساءة واضحة لمكانة العراق الدولية والدور الميداني الذي تقوم به القوات العسكرية والأجهزة الأمنية وخروج عن مفهوم العلاقات الدبلوماسية وقواعدها التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي في مراعاة حماية مقرات البعثات الدبلوماسية.
وأكد جميع الحاضرين على دعم اجراءات الحكومة العراقية وتوجيه قيادات الأجهزة الأمنية بمتابعة العناصر الخارجة عن القانون والتي بفعلها احدثت شرخاً واضحاً في طبيعة علاقة العراق مع دول العالم وشكلت موقفاً حرجاً لحكومة السيد السوداني واساءت لجميع الجهود الفاعلة والسياسات الحكيمة والمواقف المتزنة التي يتصف بها السيد رئيس الوزراء. تبقى الإرادة الحقيقية في احترام مكانة العراق والسعي لتعزيز مكانته ومنع أي حوادث تؤدي إلى زعزعة حالة الأمن والاستقرار وتعكير صفو الجبهة الداخلية واقحام أبناء الشعب العراقي في مواجهات خارجية بغية تحقيق أهداف إقليمية تؤثر على حياة ومستقبل العراقيين، وكان للإجراء ات الحكومية وقعها المؤثر في تعزيز بنية العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية التي عبر عنها بيان البنتاغون الذي رحب ببيان السيد السوداني بإدانة الهجوم ووصفه بأعمال إرهابية.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية