يدلي الناخبون الجمهوريون في كارولينا الشمالية والديمقراطيون في نيفادا اليوم السبت بأصواتهمفي الانتخابات التمهيدية للسباق إلى البيت الأبيض في المحطة الثالثة من هذا المسار الطويل، مع ترقب انتصار كاسح لـدونالد ترامب، وفوز ولو بفارق ضئيللهيلاري كلينتون.
فهل تتواصل غربلة المرشحين الجمهوريين؟ فقد انخفض عددهم من 17 باشروا السباق إلى ستة تخطوا الاقتراع في ولايتي أيوا ونيوهامشير مطلع الشهر.
غير أن هذا العدد يبقى مرتفعا، وتشتت الأصوات بينهم يجعل من المستبعد أن يشكل أي منهم خطرا على رجل الأعمال الثري الذي يتصدر السباق.
وأقرب منافسي دونالد ترامب له هو سيناتور تكساس تيد كروز، وهو محافظ متشدد يحظى بتأييد اليمين المسيحي الإنجيلي، وفاز في انتخابات أيوا.
وكان الأسبوع الماضي حافلا بالسجالات الشديدة اللهجة، وشهدت مناظرة نظمت السبت الماضي تبادل هجمات عنيفة، حيث نعت دونالد ترامب خصمه تيد كروز بالكاذب وهدده بمقاضاته بعدما ذكر في إعلان ضمن حملته أن رجل الأعمال كان في ما مضى مؤيدا للحق في الإجهاض، كما هاجم البابا فرانشيسكو الذي شكك في إيمانه منتقدا مشروعه لبناء جدار على حدود المكسيك.
وإن كان تيد كروز ضمن لنفسه على ما يبدو مواصلة السباق فإن الآخرين سيناتور فلوريدا ماركو روبيو وحاكمها السابق جيب بوش وحاكم أوهايو جون كاسيك والطبيب المتقاعد بين كارسون ما زالوا يأملون في تحقيق نتيجة مشرفة تبرر مواصلة حملتهم المكلفة.
توحيد المعسكر
ويطمح روبيو وبوش وكاسيك إلى توحيد المعسكر المعادي لترامب، ولاح بصيص أمل لجيب بوش في الأيام الأخيرة، إذ تمكن من جمع حشود مدعوما من شقيقه الرئيس السابق جورج بوش الابنووالدتهما باربرا البالغة من العمر تسعين عاما.
أما جون كاسيك -وهو معتدل- فيحظى بالتأييد لأسلوبه الهادئ البعيد عن التوتر.
غير أن استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق ماركو روبيو على باقي المنافسين، وفي حال فاز بالمرتبة الثانية فسيكون ذلك بمثابة انتصار، خصوصا أنه حصل على تأييد حاكمة كارولينا الجنوبية نيكي هالي الواسعة الشعبية، وانضم إليه عدد من المسؤولين المحليين، مما يشير إلى أن نخب الحزب تميل إلى أصغر المرشحين.
وقالت أليس ستيوارت -مستشارة تيد كروز- لوكالة الأنباء الفرنسية “إذا لم يتوصل إلى الفوز بعد انضمام هذه الشخصيات الشديدة النفوذ فهذا يعني أنه يواجه مشكلات بالغة”، في محاولة واضحة لانتزاع المزيد من التأييد.
أما في صفوف الديمقراطيين فيترتب على هيلاري كلينتون الفوز في “مجالس الناخبين” في نيفادا لتحفيز معسكرها بعد هزيمتها في نيوهامشير أمام سيناتور فيرمونت بيرني ساندرز.
والمسألة تكمن في ضخ الحيوية وليس في حسابات الأرقام لأن وزيرة الخارجية السابقة متصدرة بفارق كبير في السباق للفوز بعدد الناخبين المطلوب لنيل ترشيح الحزب (481 مقابل 55 بحسب نيويورك تايمز) بفضل “كبار المندوبين” مسؤولي الحزب غير الملزمين بنتائج أي انتخابات تمهيدية والذين يدلون بأصواتهم في مؤتمر الحزب بفيلادلفيا في تموز/يوليو المقبل.
وهدف كلينتون هو احتواء موجة ساندرز قبل أن يفوت الأوان.
يشار إلى أن كلينتون فازت على باراك أوباما عام 2008 في نيفادا قبل أن يتغلب عليها في وقت لاحق ويفوز بترشيح الحزب ويدخل البيت الأبيض.
السود واللاتينيون
وتعول كلينتون على تأييد مجموعات السود والمنحدرين من أصول لاتينية وآسيوية والذين يمثلون نصف سكان الولاية.
وهذا التنوع الديمغرافي هو الذي جعل الحزب الديمقراطي يضع في 2008 نيفادا وأشهر مدنها لاس فيغاس في المرتبة الثالثة على الجدول الزمني للانتخابات التمهيدية.
وأوضح أستاذ التاريخ في جامعة لاس فيغاس مايكل غرين أن نيفادا أكثر تمثيلا للشعب الأميركي من أيوا ونيوهامشير.
وأضاف أن “المرشحين الذين يتخطون هذه المراحل الأولى يمكنهم بالتالي مواجهة نوع الناخبين الذين سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية”.
غير أن نظام “المجالس الانتخابية” الفريد وندرة استطلاعات الرأي يجعلان من المستحيل التكهن بالمشاركة والنتائج.
وفي “المجالس الانتخابية” تعقد اجتماعات يتجمع المشاركون فيها حول مرشحهم بدل الإدلاء بأصواتهم.
وفي الأيام الأخيرة احتدم السجال بين كلينتون وساندرز وأخرج كل منهما ملفات قديمة ليهاجم خصمه بها.
وأخذ معسكر كلينتون على بيرني ساندرز تصويته عام 2007 ضد ترتيب أوضاع مقيمين بصفة غير شرعية، فيما طالب فريق ساندرز هيلاري كلينتون بنشر نص خطاباتها المدفوعة الثمن أمام مصرف العمال “غولدن ساكس”.
وينظم الجمهوريون مجالسهم الانتخابية في نيفادا الثلاثاء، فيما تُجرى الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في كارولينا الجنوبية السبت المقبل.
والاستحقاق الكبير بعد ذلك سيكون يوم “الثلاثاء الكبير” في الأول من مارس/آذار المقبل، حيث تصوت 11 ولاية لمنح 18% و23% من المندوبين للمرشحين الديمقراطيين والجمهوريين على التوالي.
الجزيرة نت