تراجع أسعار النفط يعزّز الاستهلاك

تراجع أسعار النفط يعزّز الاستهلاك

تراجع أسعار النفط يعزّز الاستهلاك

انعكس انخفاض أسعار النفط فرصاً كثيرة، وأحيا كثيراً من الآمال بالسيطرة على معدلات التراجع الاقتصادي وتعزيز عوامل النمو لدى دول كثيرة عانت من التأثيرات السلبية لارتفاع أسعار الذهب الأسود خلال السنوات الأخيرة. وعلى رغم الأسعار الحالية، والتي تقل عن 40 دولاراً للبرميل، إلا أن دولاً عدة لم تستطع الاستفادة وفي الشكل المناسب من الأسعار المنخفضة في اتجاه تعزيز معدلات النمو وتسجيل طفرات اقتصادية غير مسبوقة من الممكن ألا تتكرر في المستقبل، فالوقت الحالي يشكل فرصة لإعادة بناء استراتيجيات الاستهلاك والاستيراد من النفط وبما ينعكس إيجاباً على القطاعات الاقتصادية الإنتاجية التي يعتمد عليها في المستقبل لدى الدول المستهلكة كافة.

ولفت التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال»، إلى أن «وفرة المعروض لدى أسواق النفط العالمية شكلت وستشكل سبباً رئيساً لزيادة الاستهلاك الإنتاجي وغير الإنتاجي لدى الدول كافة ومن دون القدرة على ضبطها والتحكم بها. وأضاف: «على رغم التطورات المتسارعة التي سجلها قطاع الطاقة، إضافة إلى التغيرات الجوهرية التي سجلها الاقتصاد العالمي، إلا أن تصنيف الدول على أساس الاستهلاك من النفط والطاقة بقي على حاله منذ فترة طويلة، إذ لا يزال الاقتصاد الأميركي يتصدر الاقتصادات العالمية بمعدل استهلاك يتجاوز 18.5 مليون برميل يومياً، تليه في التصنيف الصين بـ4.7 مليون برميل يومياً، فيما تأتي الهند في المركز الثالث بمعدل استهلاك بلغ 3.6 مليون برميل، تليها روسيا بنحو 3.2 مليون برميل، ثم تأتي السعودية بنحو 2.8 مليون برميل يومياً».

وأشار إلى «تباين أسباب ارتفاع أحجام الاستهلاك بين استهلاك إنتاجي صناعي وآخر غير إنتاجي، فيما تتزايد المخاوف من ارتفاع حجم الاستهلاك غير الإنتاجي كلما سجلت أسعار النفط انخفاضات على الأسعار». وأظهرت بيانات متداولة أن النفط الرخيص أدى إلى ارتفاع الاستهلاك من البنزين إلى ثلاثة أضعاف في الولايات المتحدة مسجلاً 240 ألف برميل يومياً، لتشكل هذه الزيادة واحدة من أضخم الزيادات خلال السنوات الـ40 الماضية، في ظل تأثر الاقتصاد الأميركي الكلي بالنمو الاقتصادي وارتفاع معدل التوظيف وانخفاض أسعار البنزين بدرجة كبيرة أدت إلى إحداث زيادة في استهلاك الوقود منذ منتصف عام 2014.

استهلاك الغاز

وأشار التقرير إلى أن «إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعت ارتفاع الاستهلاك من الغاز إلى 76.8 بليون قدم مكعبة يومياً خلال العام الحالي، بينما سجل الاستهلاك ارتفاعاً ملموساً في الجزائر العام الماضي بلغ 7.5 في المئة إلى 43 مليون طن شملت غالبية منتجات الطاقة مثل البنزين والديزل والكهرباء». يذكر أن استهلاك البنزين نما في الولايات المتحدة والصين والهند العام الماضي، بمعدل يفوق نصف الزيادات على الطلب العالمي على النفط.

واستعرض التقرير أبرز الأحداث في قطاع النفط والغاز خلال الأسبوع في منطقة الخليج، ففي السعودية، أعلن الرئيس التنفيذي لـ «أرامكو السعودية» أن الشركة تعتزم زيادة إنتاج الغاز الطبيعي إلى مثليه، ليبلغ 23 بليون قدم مكعبة يومياً خلال 10 سنوات. واستطاعت المملكة زيادة إنتاج الغاز من 3.5 بليون قدم مكعبة معيارية يومياً عام 1982 إلى أكثر من 12 بليوناً حالياً. ويُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى نحو 23 بليون قدم مكعبة معيارية خلال العقد المقبل.

وفي الإمارات، فازت شركة «بنسبن العالمية» بعقد من «شركة أبو ظبي للعمليات البحرية» (أدما العاملة) لتوفير الاستشارات في شأن الأعمال في جزيرة داس. ويستمر عقد الاستشارات الإدارية لمدة أربع سنوات، وبدأ في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وفي البحرين، أعلن وزير الطاقة عبدالحسين بن علي ميرزا، أن حجم مشاريع النفط والغاز في المملكة بلغ نحو 1.1 بليون دولار عام 2015، مشيراً إلى مشاريع نفطية تأتي في إطار التحركات الاستثمارية للهيئة الوطنية للنفط والغاز. وأوضح أن مشروع مرفأ البحرين للغاز الطبيعي المسال بكلفة تقدر بـ650 مليون دولار، يعتبر أحد المشاريع الكبرى التي تهدف إلى التعامل مع عمليات الغاز المستورد، إضافة إلى مشروع تنفيذ خط أنابيب النفط بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، الذي يبلغ طوله 115 كيلومتراً، منها 41 كيلومتراً مغمورة في المياه و74 كيلومتراً على اليابسة بقيمة 350 مليون دولار.

وأضاف أن هناك مشروع وحدة خفض الغاز التابع لـ «شركة تطوير للبترول»، والذي تبلغ كلفته 100 مليون دولار، حيث يعد أحد المشاريع لتلبية الطلب المحلي على الغاز. ووقع على اتفاق تزويد الغاز بين «الهيئة الوطنية للنفط والغاز» و «شركة ألمنيوم البحرين» (ألبا).

الحياة اللندنية