280 طفلا بلا حقوق في سجون الاحتلال الإسرائيلي

280 طفلا بلا حقوق في سجون الاحتلال الإسرائيلي

0715a68c939542849932f68180d7b9d0

طالب مركز الأسرى للدراسات الفلسطينية الأحد العالم بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، للالتزام باتفاقية حقوق الطفل التي تم إقراراها في العام 1989 بتوقيع 193 طرفا من العالم.

وأكدت هذه الاتفاقية على حق الطفل في البقاء، والتطور والنمو إلى أقصى حد، والحماية من التأثيرات المضرة، وسوء المعاملة والاستغلال، والمشاركة الكاملة في الأسرة، وفي الحياة الثقافية والاجتماعية.

يأتي ذلك، فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي اعتقال قرابة (280) طفلًا قاصرًا  (ما دون سن الـ 18 وفقًا للقوانين الدولية)، يعيشون ظروف القهر في سجون “عوفر” و”مجدو” و”هشارون”، وفق إحصائية رسمية حتى نهاية عام 2014، وهو ما يعني أن عددهم يفوق ذلك خاصة وأن الاعتقالات بصفوف الفلسطينيين لا تتوقف في الضفة والقدس خاصة.

وتعبر الطفلة  ملاك الخطيب (14 عاما) من بيتين في رام الله، أصغر أسيرة فلسطينية، وكانت اعتقلت قبل أكثر من شهر وحكم عليها بالسجن لمدة شهرين، وفرضت عليها غرامة مالية قدرها 6 آلاف شيقل.

وأشار المختص في شؤون الأسرى، رأفت حمدونة إلى معاملة الأطفال القاسية في السجون الإسرائيلية والمشابهة لمعاملة البالغين منذ لحظة الاعتقال الأولى مرورًا بالتحقيق وأشكال التعذيب الجسدي والنفسي.

 وقال إن تعذيب الأطفال يتم بوسائل عنيفة كالجلوس على كرسي التحقيق مقيدي الأيدي والأرجل، والحرمان من النوم، والعزل الانفرادي، والضرب المبرح بأدوات متعددة، والتفتيش العاري، والتهديد النفسي.

وأكد مدير مركز نفسي في غزة محمد الزير أن تعرض الأطفال في المعتقلات الإسرائيلية للعنف وسوء المعاملة يولد لديهم صدمات نفسية وآثار اجتماعية ومخاوف وانعكاس على تحصيلهم الدراسي، ودعا العالم للتدخل لحمايتهم والضغط على الاحتلال للإفراج عنهم.

حملة لإطلاق الأسرى الأطفال

وأطلقت منظمات ومراكز حقوقية حملة دولية للإفراج عن الأسيرة ملاك وجميع الأطفال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وبالتزامن أطلق نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية تطالب بالإفراج عن الأطفال من سجون الاحتلال.

ومن بين هؤلاء المعتقلين،  طفل حكم عليه بالسجن المؤبد، وثلاثة أطفال محكومون مدة 15 عامًا، وأربعة أطفال محكومون  من 5-9 سنوات. وأطفال حكموا من 1-3 سنوات بتهمة الانتماء للتنظيمات الفلسطينية، وبقية الأطفال محكومون من 6-18 شهرًا بتهمة إلقاء الحجارة. وغالبًا ما يكون الحكم مقرونًا بغرامات مالية تتراوح من 1000-6000 شيقل.

وتنتهج حكومة الاحتلال سياسة التمييز العنصري ضد الأطفال الفلسطينيين؛ فهي تتعامل مع نظرائهم الإسرائيليين من خلال نظام قضائي خاص بالأحداث، وتتوفر فيه ضمانات المحاكمة العادلة.

وفي ذات الوقت، تعتبر الطفل الإسرائيلي هو كل شخص لم يتجاوز سن 18 عامًا، في حين تتعامل مع الطفل الفلسطيني بأنه كل شخص لم يتجاوز سن 16 عامًا.

وخلافًا لالتزاماتها بتوفير ضمانات قضائية مناسبة لاعتقال الأطفال ومحاكمتهم بموجب اتفاقية حقوق الطفل والقانون الدولي الإنساني، طبقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أوامر عسكرية عنصرية على الأطفال الفلسطينيين الأسرى، وتعاملت معهم من خلال محاكم عسكرية، تفتقر للحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة، خصوصًا الأمر العسكري 132، الذي يسمح لسلطات الاحتلال باعتقال أطفال في سن 12 عاماً.

أصغر أسيرة

ويقول والد  ملاك أصغر أسيرة فلسطينية، إن طفلته الصغرى تعاني من شدة البرد ونقصان الملابس والأغطية، مشيرا إلى أنها كانت  تحضر للمحكمة ووجهها أزرق من شدة البرد، ويداها ترجفان، ولا ترتدي الملابس الكافية في هذا البرد القارس، فالأسيرات في سجن هشارون حيث ملاك الآن يعانين من قلة الأغطية والملابس.

وأضاف الوالد: سمح لنا أن نتحدث لدقيقتين فقط مع ملاك في قاعة المحكمة، وعندما سألناها لماذا تبدو بهذا الشكل قالت لنا إنها كانت مريضة، وأخبرتنا أيضا أن الأسيرات يعتنين بها ويوفرن لها الملابس.

وأكد أن “السلطات الإسرائيلية أحضرت طفلته للمحكمة وهي مقيدة اليدين والرجلين، متجاهلين طفولتها ولين جسدها وضعفها“.

وتؤكد العائلة أنها تنتظر يوم الإفراج عن أصغر أفراد العائلة ملاك، ولكن العائلة تشتكي من عدم مقدرتها على دفع قيمة الكفالة والبالغة 6000 شيكل أي قرابة 1500 دولار أمريكي.

وتساءلت والدتها والألم يعتصر قلبها: كيف يوجهون هذه التهم لطفلة صغيرة لم تتجاوز 14 عاماً، هذه التهم باطلة، ودائما تكون هذه التهم جاهزة لدى الاحتلال.

وتشير إلى أنها تقف على شباك منزلها يوميًا لتشاهد زميلات وصديقات ملاك وهن في طريق الذهاب والإياب للمدرسة، فيما طفلتها في باستيلات الاحتلال.

وقال إن العائلة لا تعرف شيئا عن طفلتها سوى أنها تقبع في سجن هشارون في سجن السيدات، حيث تمنع سلطات الاحتلال حتى الآن زيارة العائلة أو المحامي للطفلة.

بدوره، اعتبر رئيس هيئة الأسرى والمحررين عيسى قراقع أنه من العار على العالم وعلى الأمين العام للأمم المتحدة وعلى كل من يعمل بمنظمات ومؤسسات حقوق الإنسان في العالم أن يسمح لدولة الاحتلال باعتقال طفلة صغيرة مثل ملاك، واستمرار اعتقال مئات الأطفال الفلسطينيين القاصرين.

وأضاف: يرفعون الحصانة عنهم وعن طفولتهم، ينكلون بهم، يعذبونهم يعرضونهم أمام محاكم عسكرية جائرة مثل الكبار، ينتزعون منهم اعترافات بالقوة، عار على العالم أن يسمح لإسرائيل أن تدمر المستقبل الفلسطيني من خلال اعتقال الأطفال، وتدمر المجتمع الفلسطيني من خلال اعتقال أطفال ليعذبوا أسرهم.

وتساءل قراقع: ليتخيل الأمين العام للأمم المتحدة أو أي رئيس دولة أو مسؤول في العالم أن ملاك ابنته، هل يسمح بزجها في السجن، واعتقالها بهذا العمر الصغير في تلك الظروف القاهرة، التي تعيشها الطفلة سواء في الاعتقال أو التحقيق أو داخل المعتقل.

وشدد قراقع على ضرورة أن يتحرك العالم ليلزم إسرائيل باحترام اتفاقية الطفل، وباحترام المواثيق الدولية، وشدد أن الوقت قد حان لكي ينتصر العالم لمبادئه ولثقافته ولإنسانيته لضميره كي ينتصر للشعب الفلسطيني ولحقوقه.

محمد الشريف – التقرير