مع الاعلان عن انتهاء المرحلة الثانية من عمليات نينوى العسكرية في مواجهتها لمقاتلي داعش وسيطرتها على جميع الاحياء السكنية التابعة لمنطقة الساحل الايسر بمركز مدينة الموصل،شرعت القيادات العسكرية والامنية العراقية بوضع اللمسات الاولى لبدأ المرحلة الثالثة التي تتعلق بالتوجه الى مناطق تواجد عناصر داعش وأوكارهم ومقراتهم في الساحل الايمن وبالتنسيق مع قيادة التحالف الدولي وباشراف ميداني مباشر من قبل الولايات المتحدة الامريكية وأجهزتها الآمنية والآستخبارية والعسكرية وبالتعاون مع قطعات ومستشاريين من الجيش الفرنسي ضمن اطار عملية التشاور وتبادل الخبرات وتدعيم عمل وفعالية دائرة العمليات المشتركة في بغداد وأربيل .
ان جميع هذه الاجراءات تسعى لتحديد الآطر الدقيقة والصحيحة في كيفية التعامل القادم مع حركة وانتقال وانتشار قيادات ومقاتلي داعش في منطقة الساحل الآيمن ومعالجة جميع الآخطاء والسلبيات التي رافقت عملية التقدم التي قامت بها القطعات الامنية والعسكرية ضمن المحاور الآربعة التي رسمت صورة المواجهة التي بدأت فجر يوم 17 تشرين الآول 2016 .
ولهذا فان المرحلة القادمة من المواجهة العسكرية مع تنظيمات مقاتلي داعش يمكن أن تحدد في الآطر السياسية والعسكرية والميدانية الآتية :
1.تعزيز صورة التعاون الميداني والآستراتيجي لقيادة التحالف وبخبرة المستشاريين الامريكان المتواجدين مع القطعات العسكرية الميدانية العراقية والتي ترافقها بشكل متوازي وتقدم جميع المشورات والخبرات الآمنية الآستخبارية والهندسية والتي من شأنها دعم واسناد عملية التقدم الميداني لهذه التشكيلات .
2.المشاركة الأوروبية والمتمثلة بوجود مستشاريين وضباط وجنود فرنسيين يبلغ عددهم (200) عنصر ترافق حركة وانتشار القوات العراقية على جميع ميادين المواجهة مع مقاتلي داعش وتساعد على عملية ادامة زخم المواجهة العسكرية والمساعدة في عمليات التطهير والانتشار ومعالجة جميع أنواع المتفجرات التي استخدمها داعش وتسهيل مهمة عبور وتنفيذ المهام القتالية الموكلة للقوات العراقية .
3.تعزيز عملية القصف الجوي المركز من قبل طائرات التحالف الدولي وباشراف الولايات المتحدة الامريكية واستخدام جميع أنواع الطائرات ذات الفعالية الهجومية الكبيرة ممثلة بـ(طائرات اف16-طائرات الآباتشي – القاصفات الجوية) وابداء جميع التسهيلات التي تساهم في عملية التقدم نحو الآهداف المرسومة للقطعات العراقية ومحاولة الآبتعاد عن اصابة السكان المحليين والمدنيين .
4.قيام طائرات القوة الجوية العراقية وتشكيلات طيران الجيش بمساهمات جدية وفعالة في تعزيز عملية المواجهة وقصف الآهداف العسكرية والمباني التي يحتمي بها مقاتلي داعش واستهداف مقراتهم وأماكن تواجدهم مما يعزز عملية التعاون والتنسيق مع قيادات التحالف الدولي ،حيث شهدت عملية السيطرة على الجانب الايسر لمدينة الموصل طلعات جوية مكثفة بلغت في اليوم الواحد (120) طلعة جوية .
5.تحديد المهام والآهداف وسياقات العمل الميداني بشكل مرسوم ودقيق ولكل الجهات المساهمة في عملية التقدم نحو الساحل الآيمن ورسم الآطر الدقيقة لتنفيذ جميع المهام القتالية للتشكيلات العسكرية العراقية(الشرطة الآتحادية – قوات مكافحة الآرهاب – الفرق العسكرية المتجحفلة)والاستفادة من جميع الجوانب السلبية وتلافيها والتي رافقت عملية السيطرة على الساحل الايسر لمدينة الموصل .
6.العمل بشكل جدي ومتواصل لمنع عملية التسلل التي يقوم بها مقاتلي داعش عبر الضفة الغربية لنهر دجلة باتجاه الآحياء السكنية القريبة من الساحل الآيسر والمطلة على نهر دجلة والتي بدأت عناصر داعش في استخدامها وسلوكها بشكل يومي ومحاولة القيام بعمليات تعرضية على أماكن تواجد القطعات العسكرية في أحياء (الضباط – البعث – فلسطين – يارمجة – الرشيدية) ومعالجة هذه المحاولات باستخدام النواظير الليلية والاسلحة الساندة وطيرات التحالف الدولي الذي يعيق عملية العبور عبر نهر دجلة .
7.اعطاء أهمية بالغة لأمكانية توفير الآمن والآستقرار للآحياء السكنية التي تم السيطرة عليها من قبل القوات العراقية وتدعيم حالة التمكين للآفرادها بتشكيل قوة مشتركة من قبل قيادة العمليات العسكرية لتأمين مستلزمات الحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم داخل الساحل الآيسر بتشكيل قوة مؤلفة من (مقاتلي مكافحة الآرهاب – الشرطة الآتحادية – مديرية شرطة محافظة نينوى – تشكيلات الحشود العشائرية والمدنية التي تم تشكيلها قبل بدأ العمليات العسكرية في محافظة نينوى).
8.تعزيز الجوانب الساندة لفعالية وتقدم القطعات العسكرية العراقية من خلال ايجاد غطاء جوي مروحي كثيف وقدرة استطلاعية متقدمة مع قوات متدربة على حرب العصابات والمدن وتعزيز الاسناد الناري والنوعي والذي يشكل اسنادا خلفيا لدعم التشكيلات العسكرية المتقدمة .
9.ستشهد الآحياء السكنية لمنطقة الساحل الآيمن نزوحا كبيرا من قبل السكان نتيجة اشتداد القصف الجوي لمناطقهم وزيادة عمليات القصف الميداني بالهاونات من قبل جميع الآطراف مما يشكل تهديدا لسلامتهم وأمنهم ،وتشكل عملية النزوح كارثة انسانية جديدة بسبب عدم وجود أي ممرات أمنة لهم وتشديد الحصار عليهم من قبل عناصر داعش وعدم توفير معسكرات للآيواء النازحين في هذا الجانب من المدينة مما يشكل حالة تعبوية تعيق عمل وتقدم القطعات العسكرية وسنكون أمام تضحيات ميدانية كبيرة للسكان المحليين وبحالة أكثر كارثية مما شهدناه في منطقة الساحل الآيسر .
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية