أبوظبي – بلغ مشروع أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة في أبوظبي مراحل متقدمة لإنتاج الوقود الحيوي والغذاء عبر زراعة الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر، والذي انطلقت مرحلته الأولى فعليا قبل عام.
وعقدت الاتحاد للطيران وشركة بوينغ الأميركية هذا الأسبوع اجتماعات لبحث مراحل إنتاج الطاقة الحيوية باستخدام مياه البحر لزراعة محاصيل لإنتاج الطاقة الحيوية وقام كبار المسؤولين في المجموعتين أمس بزيارة منشأة البحوث في مدينة مصدر للوقوف على تقدم الأبحاث.
وتؤكد مجموعة الاتحاد للطيران أن هدف المشروع يكمن في توفير الدعم والمساعدة لحملة الاستخدام التجاري لوقود الطيران المستدام في أبوظبي.
وكانت الاتحاد للطيران استخدمت الوقود الحيوي للمرة الأولى في يناير 2011 خلال رحلة على متن طائرة بوينغ 777 في أعقاب انضمامها إلى مجموعة مستخدمي وقود الطيران المستدام التي أنشئت في 2008 لتسريع تطوير وتجارة وقود الطيران الحيوي المستدام.
24 مليار دولار، قيمة السوق العالمية للوقود الحيوي بحلول عام 2020، وفق التقديرات العلمية
ويقول خبراء ومختصون إن هذه التكنولوجيا ستساعد في الحد من انبعاثات الكربون وستدعم الأمن الغذائي العالمي وخفض مستويات تلوث المياه جراء العمليات الصناعية لاستزراع الأسماك.
وأكدوا أن المشروع سيثبت مع مرور الوقت الجدوى الاقتصادية من الزراعـة باستخدام الميـاه المـالحة لتوفير الـوقود لقطاع الطيران وهو يتماشى مع إستراتيجية إمارة أبوظبي التي تطمح للحصول على 77 بالمئة من حاجتها للطاقة من مصادر بديلة بحلول 2020. ويعد تسويق الوقود الحيوي، الأنظف والأفضل في معدلات الأداء، خطوة أساسية نحو تقليل اعتماد شركات الطيران على الوقود الأحفوري.
وترجّح الدراسات أن تصل قيمة السوق العالمية للوقود الحيوي من الجيل الثاني إلى نحو 24 مليار دولار بحلول عام 2020.
وتمثل منشأة البحوث في مصدر أول منصة عالمية لاستكشاف الجدوى التجارية وإمكانية إنشاء نظام مستدام ومتكامل للطاقة الحيوية لإنتاج الغذاء والوقود دون استخدام الأراضي الصالحة للزراعة أو المياه العذبة.
وجاء إطلاق العمليات التشغيلية ضمن المنشأة البحثية في مارس 2016 في موقع يمتد على مساحة هكتارين في أبوظبي، وهي خطوة طموحة ضمن الجهود العلمية التي يقود بها معهد مصدر في مجال التنمية المستدامة.
بهجت اليوسف: المشروع يهدف للتغلب على مشاكل البيئة بتطوير حلول فعالة لإنتاج طاقة حيوية
ويُموّل المنشأة، التي يديرها معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدام، الذي يضم إلى جانب الاتحاد للطيران كل من شركة بوينغ لصناعة الطائرات وشركات تكرير وجنرال إلكترونيك وسافران.
ويحظى المشروع باهتمام كبير من قبل دول كثيرة تعاني من شحّ المياه والأراضي الزراعية لتعزيز قطاعات إنتاج الغذاء دون استنزاف وتلويث مصادر المياه العذبة.
ويهدف المشروع أيضا إلى مواجهة تحديات أمن الغذاء في الإمارات من خلال تطوير ممارسات مبتكرة تتيح تربية الأسماك وإنتاج الكتلة الحيوية اللازمة لإنتاج الوقود من خلال الزراعة في الأراضي الصحراوية المروية بمياه البحر.
وأكدت بهجت اليوسف، المدير المكلف لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا في تصريحات سابقة أن المشروع يسهم في تعزيز الدور الذي تلعبه أبوظبي ضمن الجهود العالمية الساعية إلى تطوير تقنيات متقدمة لإنتـاج طاقـة حيوية مستـدامة وذات جدوى تجارية.
وقالت إن “المشروع يسعى إلى التغلب على المشاكل البيئية من خلال تطوير حلول فعالة لإنتاج طاقة حيوية بديلة يمكن تطبيقها في مختلف دول العالم”.
وتشكّل عملية تطوير وقود حيوي مستدام عنصرا أساسيا ضمن إستراتيجية قطاع الطيران المتمثلة بالحدّ من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى نحو 80 بالمئة.
ويأتي انضمام شركة التكرير المملوكة لشركة أبوظبي الوطنية للبترول (أدنوك) للمشروع ليؤكد قدرة دولة الإمارات على إنشاء سلسلة توريد شاملة للوقود الحيوي بدءا من الأبحاث والإنتاج وصولا إلى التكرير والاستخدام في الطائرات.
وأكد جاسم علي الصايغ الرئيس التنفيذي لشركة تكرير أن ذلك الوقود الحيوي سيكون مكمّلا لجهود تكرير الرامية إلى تلبية الطلب المتزايد على وقود الطائرات في البلاد.
ولا تقتصر الأبحاث في المنشأة على إنتاج الوقود الحيوي، بل أيضا تبحث في سبل اعتماد أساليب مبتكرة لتحقيق الأمن الغذائي باستغلال المناطق القاحلة والقيام بريّ النباتات بمياه البحر.
وتعتبر تربية الأحياء المائية أو ما يُعرف بالاستزراع الصناعي للأسماك من أسرع قطاعات الأغذية نموّا في العالم، إذ يصل معدل نموّه إلى نحو 6 بالمئة سنويا.
وتساعد جامعة أريزونا، معهد مصدر في مجال تربية نباتات الساليكورنيا التي يستخدمها “اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة” حاليا في منشأته البحثية، وكذلك على مستوى نقل المعرفة الخاصة بزراعة النباتات الملحية.
ويقول كيفن فيتزسيمونز، أستاذ العلوم البيئية في الجامعة وهو خبير في أنظمة تربية الأحياء المائية، إن أنظمة تربية الأحياء المائية قد أثبتت جدواها ولها دور مستقبلي مهم في ضمان أمن الغذاء.
العرب اللندنية