يشهد الوسط اللبناني توترا ملحوظا ترافق بحملات تحريض ضد اللاجئين السوريين بين مُطالب بترحيلهم إلى بلدهم وآخر مُدافع عنهم، وذلك على خلفية أحداث عرسال وتصريحات بعض الساسة اللبنانيين.
واحتدمت حملات التحريض ضد اللاجئين، بعد اقدام خمسة انتحاريين على تفجير أنفسهم خلال مداهمات للجيش اللبناني في مخيمات للاجئين في بلدة عرسال الحدودية في نهاية يونيو الماضي، اعتقل الجيش إثر ذلك العشرات من السوريين من مخيمات عرسال قبل أن يعلن بعد أيام وفاة أربعة منهم لأسباب صحية.
ولم تقف حملة التحريض عند أحداث عرسال إنما ساهمت في تأجيجها تصريحات بعض الساسة اللبنانيين.
فقد قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، “نبهنا من اليوم الأول بأن ملف النازحين يشكل هاجسا أساسيا لدينا وأصبح حقيقة كونه يشكل ملجأ ومأوى لبعض الإرهابيين”، بحسب ما ذكرته “أ ف ب”.
وحذر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال مؤتمر صحفي مؤخرا أنه في حال “لم تقبل الأمم المتحدة إعادة النازحين إلى سوريا فنحن سنضعهم على أول باخرة متجهة إليها”.
إلا أن الرئيس اللبناني سارع إلى تهدئة الوضع، داعيا أمس إلى نبذ التحريض ضد السوريين في الأراضي اللبنانية، مشيرا إلى أن “حل أزمة النازحين السوريين في لبنان والحد من أعبائها السلبية على الوضع العام في البلاد، لا يكون من خلال نشر الكراهية وتعميمها بين الشعبين الشقيقين والجارين”، كما نوّه بضرورة “الحذر وعدم الانجرار إلى لعبة بث الحقد لأن نتيجتها لن تكون إيجابية على لبنان ولا على السوريين أيضا”.
وفي السياق، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجمات بين متهم للاجئين بتورطهم باعتداءات ضد الجيش اللبناني وبين مدافع ضد سوء معاملة اللبنانيين والجيش، للسوريين.
وفي خضم الأحداث نشر بعض النشطاء أمس “فيديو” لعدد من الفتيان يعتدون بالضرب على شاب سوري في لبنان ويشتمونه بكلمات نابية، لتعلن السلطات اللبنانية لاحقا إلقاء القبض على المعتدين، وفق وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق.
كما أطلق النشطاء ومستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغات جديدة بعنوان “لا_للعنصرية”، وتضمنت التغريدات انتقادات لانتشار ما سموه العنصرية في لبنان.
روسيا اليوم