مدفوعات جانبية لتوزيع أدوار الهيمنة على إعلانات الإنترنت

مدفوعات جانبية لتوزيع أدوار الهيمنة على إعلانات الإنترنت

لندن – قالت مؤسسة بيرنيستين للأبحاث إن غوغل ضاعفت مدفوعاتها لشركة أبل 3 مرات هذا العام مقارنة بالعام الماضي لكي تحافظ على موقعها المهيمن كمحرك بحث رئيسي على أجهزة آيفون وآيباد.

وأكدت أن غوغل كانت تدفع مليار دولار سنويا لشركة أبل منذ عام 2014 ورجحت أن تصل المدفوعات إلى 3 مليارات دولار في العام الحالي لأن أجهزة أبل أصبحت أحد المنافذ الرئيسية لسوق الإعلان على الإنترنت.

وتمكّنت أبل مؤخرا من توسيع “خدمات الأعمال” التي تقدمها للأطراف التجارية مثل غوغل، وسجلت تلك الخدمات نموا كبيرا مقارنة بنسبة نمو الخدمات المقدمة للمستخدمين. ومن المتوقع أن يدخل قسم “خدمات الأعمال” ضمن قائمة أكبر 500 شركة في العالم.

وقالت بيرنيستين إن المبالغ التي تحصل عليها أبل من غوغل تمثل مصدر إيرادات سهلة وهي تعادل نحو 5 بالمئة من إجمالي الأرباح التشغيلية لأبل في العام الحالي. وتوقعت أن ترتفع لتمثل 25 بالمئة من إجمالي الأرباح التشغيلية في غضون عامين.

لكن تقرير مؤسسة بيرنيستين أشار إلى أن تلك هذه المدفوعات المالية يمكن أن تحمل بعض السلبيات إلى جانب الإيجابيات الواضحة.

بيرنيستين: غوغل ضاعفت مدفوعاتها لأبل 3 مرات لتبقى محرك البحث الرئيسي لآيفون وآيباد
وذكرت أن غوغل يمكن أن تقرر في المستقبل التخلي عن دفع تلك المبالغ لأبل، إذا اقتنعت أن محرك البحث الخاص بها مشهور بشكـل كبير، وأنه أبل إذا لم تضعه كمحرك بحث رئيسي في آيفون وآيباد، فإن المستخدمين سيقومون بالعودة إليه حتى لو لم يكن الخيار التلقائي.

في المقابل فإن غوغل لا يمكنها المغامرة بالمردود الهائل الذي تحققه من مستخدمي آيفون وآيباد التي تضع غوغل كمحرك بحث رئيسي تلقائيا.

وترى بيرنيستين أن ذلك يعني أن غوغل غير قادرة عن التخلي على هذه الخدمة من شركة أبل. ولذلك فإنها لن تتجرأ على التوقف عن دفع تلك المبالغ الضخمة لشركة أبل.

ويرى محللون في بيرنيستين أن الصراع على سوق الإعلانات على الإنترنت يدفع غوغل لتقديم هذه المبالغ الضخمة لشركة أبل لضمان هذه الميزة التي تعني فرصا إضافية لمواصلة هيمنة محرك البحث الذي يعرض الإعلانات ويجني أرباحا تعادل عشرات أضعاف ما تقدمه لشركة أبل.

وتلجأ غوغل لطرق عديدة للحفاظ على صدارتها في سوق الإعلانات إلى جانب دفع هذه المبالغ لأبل وهي تستخدم طرقا تقنية تساعدها على جذب الزبائن ومستخدمي خدماتها.

ويقول خبير التسوق على الإنترنت ديفيد أريكسون إن شركة غوغل تقوم بمراقبة جميع مشتريات مستخدمي خدماتها وتتعقب زياراتهم إلى المحلات التجارية ورحلاتهم السياحية وخطوط الطيران والمطارات والفنادق التي ينزلون فيها والدول التي يزورونها.

وأشار إلى أن غوغل تعمل على رسم خارطة استهلاكية لكل مستخدم عبر توظيف قدراتها التقنية المتعددة، ومنها “تطبيق الخرائط” الموجود في أغلب الهواتف الذكية، وتقوم بتسجيل جميع تحركاتهم لتعزيز إيرادات الإعلانات.

ديفيد أريكسون: شركة غوغل تعمل على رسم خارطة استهلاكية تفصيلية لكل مستخدم
وبلغت إيرادات إعلانات غوغل في العام الماضي نحو 79 مليار دولار وهو ما يعادل نسبة 88 بالمئة من إجمالي إيرادات شركة الشركة الأم ألفابيت.

وتتربع غوغل على عرش قائمة عوائد الإعلان العالمية حيث بلغت نحو 3 أضعاف ما حققته فيسبوك خلال العام الماضي والبالغ نحو 27 مليار دولار.

ولم تكتف غوغل بالهيمنة على سوق الإعلانات على الإنترنت في الأجهزة التقليدية، بل تخطط لطرح إعلانات في مجال الواقع الافتراضي. وقد أعلنت قبل شهرين عن مشروع لاستكشاف سبل توسيع الإعلان في العالم الافتراضي.

ولم تمنع قلة الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة الواقع الافتراضي حتى الآن، شركة غوغل عن الاستثمار في كيفية إيصال الإعلانات إليهم. ويعني ذلك أن غوغل تعتقد أن هناك آفاقا مستقبلية كبيرة لهذه لهذه التقنية التي يمكن أن تنافس السبل التقليدية لاستخدام الإنترنت.

وتعمل هذه التقنية عبر وضع الإعلانات داخل العالم الافتراضي أو عن طريق النقر على مكعب تزرعه هناك ويكفي النظر إليه لفترة محددة مـن الزمن لإطـلاق عـرض الإعلان.

وتبدو فرص جني ثمار الإعلان في الواقع الافتراضي في مرحلة مبكرة من التطوير، ومن غير المرجح أن يشاهدها الكثير من الأشخاص في الوقت الراهن، لكنها يمكن أن تتسع وتتطور في السنوات المقبلة.

ويرى خبراء في تقنية الإعلانات إنه من المنطقي جدا أن تدرس غوغل أشكال الإعلانات في الواقع الافتراضي وخاصة أن عملاق البحث يستمد الجزء الأكبر من دخله من الإعلانات عبر الإنترنت.

العرب اللندنية