بيروت – يشير قرار نشر القوات اللبنانية على كامل الحدود مع سوريا إلى وجود رغبة في التأكيد على أن الجيش هو الطرف الوحيد الذي يملك صلاحيات إدارة العملية العسكرية. وقال مراقبون إن انتشار القوات يمثل خطوة لمنع تحرك حزب الله الذي قام بعمليات منفصلة ودون تنسيق مع الجيش اللبناني، بالإضافة إلى تدخّله في سوريا.
وقال قائد الجيش اللبناني العميد الركن جوزيف عون، الجمعة، إن الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود الشرقية للبلاد بأكملها مع سوريا وسيظل هناك بعد أن استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على مناطق من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى مراقبون أن التصريحات تؤكد ما قالته جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بأنها ستسلم نقاطا كانت تسيطر عليها على الحدود إلى الجيش اللبناني.
وقال عون، خلال مراسم إحياء ذكرى جنود لبنانيين قتلهم تنظيم داعش، إن “الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود الشرقية لحماية الأرض”.
وانتهى هجوم للجيش الشهر الماضي بانسحاب المتشددين من آخر معقل لهم على طول الحدود في إطار اتفاق وقف إطلاق نار. وحارب الجيش السوري وحزب الله المتشددين بشكل منفصل على الجانب السوري.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، في يوليو الماضي، إنه سيكون مستعدا لتسليم أراض تحت سيطرته إذا طلب الجيش ذلك.
وقاد حزب الله حملة في المنطقة ذاتها في ذلك الشهر لطرد مقاتلي جبهة النصرة من آخر معقل لهم على طول الحدود.
وقالت مصادر أمنية إن حزب الله بدأ تسليم النقاط التي يسيطر عليها.
ولعب حزب الله المدعوم من إيران دورا حيويا في القضاء على المقاتلين السنة في منطقة الحدود خلال الحرب السورية المستمرة منذ ستة أعوام في إطار دعمه العسكري للرئيس السوري بشار الأسد.
كما لعبت الجماعة، وهي حليف للرئيس ميشال عون، دورا مهما في هزيمة المتشددين في منطقة القلمون إلى الجنوب في 2015 وبلدة القصير عام 2013.
وتراقب بعثة مؤقتة تابعة للأمم المتحدة حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل. وضبط الجيش اللبناني، السبت، مخزنا للذخيرة فيه عدد من القذائف والصواريخ في منطقة عرسال شرق لبنان.
الجيش اللبناني سينتشر على طول الحدود الشرقية للبلاد بأكملها مع سوريا وسيظل هناك بعد أن استعاد في الآونة الأخيرة السيطرة على مناطق من داعش
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إنه “في منطقة عرسال (وادي الزعرور- وادي حميد)، ضبطت مديرية المخابرات مخزنا للذخيرة وبداخله عدد من قذائف الهاون وصواريخ متعددة الأنواع وخمس عبوات ناسفة معدة للتفجير، حيث أجري اللازم بشأنها”.
وأوقف الجيش اللبناني، الجمعة، في بلدة عرسال اللبنانية المحاذية للحدود السورية رئيس بلديتها السابق علي الحجيري الملقب بـ”أبو عجينة” حسب ما ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية.
وأوضحت الوكالة أن “دورية لمخابرات الجيش أوقفت الحجيري في عرسال ونقلته إلى إحدى الثكنات العسكرية”.
ويأتي توقيف الحجيري بعد يوم واحد من تشييع العسكريين اللبنانيين العشرة الذين قُتلوا على يد تنظيم داعش، في مراسم رسمية بمقرّ وزارة الدفاع شرقي العاصمة بيروت، ومطالب بفتح تحقيق حول ظروف اختطاف العسكريين. وقالت وسائل إعلام محلية إن توقيف الرجل يأتي في إطار تلك التحقيقات.
واختطف الجنود العشرة عام 2014 في عرسال (شرق)، إبان فترة رئاسة الحجيري لبلديّتها، وتم الكشف عن جثامينهم في معركة “فجر الجرود”.
وأطلق الجيش اللبناني، في التاسع عشر من شهر أغسطس الماضي، عملية “فجر الجرود” لتحرير جرود مناطق رأس بعلبك والقاع والفاكهة شرق لبنان من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، في الـ30 من أغسطس الماضي، انتصار لبنان على الإرهاب، في معركته ضد تنظيم داعش في الجرود، فيما أعلن قائد الجيش العماد جوزيف عون انتهاء معركة “فجر الجرود” وانتصار الجيش فيها.
وتزامنا مع بدء الجيش عمليته، بدأ حزب الله اللبناني والجيش السوري هجوما على تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة القلمون الغربي على الجهة السورية من الحدود.
ومنذ بدء المعركة ضد داعش، على الحدود السورية اللبنانية، سعى حزب الله للتسويق إلى أنه يتقدّم الصفوف الأولى في هذه المعركة برفقة الجيشين اللبناني والسوري.
وألقى تدخل حزب الله بظلاله على نجاحات الجيش اللبناني إذ يتهمه كثيرون بسرقة انتصارات القوات وأيضا عدم احترام فكرة أن الجيش هو الطرف الوحيد في العمليات العسكرية.
وبعد أسبوع من المعارك توصل حزب الله إلى اتفاق مع التنظيم يقضي بانسحاب عناصره من نقاط تواجده في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا باتجاه محافظة دير الزور السورية مقابل كشف مصير العسكريين المخطوفين.
وأثارت الصفقة استياء كبيرا محليا. كما أنها أثارت غضب التحالف الدولي في سوريا، وغضب بغداد أيضا، الذي يقاتل لدحر التنظيم المتطرف من مناطق سيطرته في عدة مناطق عراقية.
وتشير التطورات إلى تناقض صارخ في استراتيجية حزب الله والتشكيلات الأخرى الموالية لإيران، بالإضافة إلى حالة الإرباك والخلافات بين أذرع طهران في المنطقة.
وإثر معارك عنيفة في بلدة عرسال الحدودية في العام 2014 خطف التنظيم وجبهة النصرة 30 عسكريا أفرجت الأخيرة في العام 2015 عن 16 منهم بعدما أعدمت أربعة وتوفي خامس متأثرا بإصابته.
العرب اللندنية