اتفق الرئيسان السوداني عمر البشير والتركي رجب طيب أروغان الأحد على تشكيل مجلس للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، وذلك في زيارة رسمية تستمر يومين هي الأولى من نوعها لرئيس تركي إلى السودان منذ استقلاله.
وقال أردوغان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوداني بعد جلسة مباحثات في القصر الجمهوري بالخرطوم، “تم التوقيع اليوم على إنشاء مجلس التعاون الإستراتيجي بين البلدين، وسيجتمع مرة واحدة كل عام”.
وأضاف أردوغان أنه “تم أيضا التوقيع على 12 اتفاقية في المجالات الزراعية والاقتصادية والعسكرية”، وقال إن الاتفاقية الإستراتيجية التي وُقعت بين البلدين ستضمن تحقيق تقدم في العلاقة بين البلدين.
وأوضح أن “حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين يبلغ خمسمئة مليون دولار، وهذا لا يليق بنا، ونطمح لزيادته إلى مليار دولار تمهيدا لنصل إلى عشرة مليارات دولار”.
وأكد أن “السودان دولة مهمة بالنسبة لنا في علاقاتنا مع القارة الأفريقية التي تم إقرار علاقة إستراتيجية معها عام 2005 عندما كنت رئيسا للوزراء”.
زيارة تاريخية
من جانبه، أكد البشير توقيع الاتفاقات، وقال إن “هذه زيارة تاريخية، فلأول مرة يزور رئيس تركي السودان”، مؤكدا أن زيارة الرئيس التركي للسودان مؤشر مهم على العلاقة المتميزة بين البلدين.
وأضاف البشير أن الشعب السوداني يحيّي الرئيس أردوغان لمواقفه من الشؤون العربية والإسلامية، وخصوصا موقفه الأخير في قضية القدس.
وقد بدأ أردوغان اليوم الأحد زيارة رسمية للسودان تستمر ثلاثة أيام، وذلك في إطار جولة أفريقية تقوده أيضا إلى تشاد وتونس، وعقد خلالها مع الرئيس البشير محادثات في القصر الجمهوري.
وفي تصريحات قبيل وصوله إلى الخرطوم، قال أردوغان إن تركيا لن تنسى وقوف السودان حكومة وشعبا إلى جانبها، عقب المحاولة الانقلابية التي تعرضت لها منتصف يوليو/تموز 2016.
وثمّن أردوغان مشاركة البشير في قمة التعاون الإسلامي التي انعقدت في إسطنبول بشأن القدس الأسبوع الماضي.
ويضم الوفد المرافق للرئيس التركي أكثر من مئتين من رجال الأعمال، بالإضافة إلى وزراء الخارجية والمالية والاقتصاد والثروة الحيوانية وقائد أركان الجيش خلوصي أكار.
وفي وقت سابق، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو للصحافيين في مطار الخرطوم إن “السودان دولة مهمة بالنسبة لنا، ليس في أفريقيا فحسب ولكن في العالم، والرئيس أردوغان سيبحث العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية”.
من جهته، قال مراسل الجزيرة أحمد الرهيد إن زيارة أردوغان توصف في السودان بالتاريخية، وبأنها تتويج للعلاقة السياسية بين البلدين التي توطدت في الفترة الأخيرة، وهو ما يدفع متابعين إلى القول إنه ربما حان الوقت كي يستفيد السودان من تجربة تركيا العضو في مجموعة العشرين.
المصدر : الجزيرة + وكالات