الرباط – تستعد جبهة البوليساريو لتنظيم مناورات عسكرية ضخمة بالمنطقة العازلة، تيفاريتي الأحد المقبل، غير عابئة بقرارات مجلس الأمن الذي دعاها إلى الانسحاب من المنطقة العازلة ووقف استفزازاتها.
وقالت تقارير إعلامية مغربية الجمعة إن البوليساريو قررت إحياء ما يسمى بـ”الذكرى الـ45 لاندلاع الكفاح”، بمنطقة تيفاريتي، وتعتبرها تحدّيا صارخ للمغرب الذي أكد أن “تحركات التنظيم الانفصالي في المنطقة العازلة يسعى لتغيير الوضع الفعلي والتاريخي والقانوني لها، ويمكن أن تدفع المنطقة إلى المجهول”.
وبحسب ذات المصادر فإن برنامج الاحتفالات يتضمن تنظيم استعراضات عسكرية ضخمة ومناورات عسكرية بتيفاريتي تنفيذا لتعليمات صادرة عمّا تسمى “وزارة الدفاع الصحراوية”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أعرب نهاية الشهر الماضي عن “قلقه” بشأن تواجد عناصر البوليساريو في منطقة “الكركرات”، وأمرها بإخلاء هذه المنطقة التي تقع في المنطقة العازلة “على الفور”.
وجاء في قرار مجلس الأمن رقم 2414، الذي مدد مهمة بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر 2018، أن المجلس “يعرب عن قلقه لتواجد جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالكركرات ويدعو إلى انسحابها الفوري من هذه المنطقة”. وحظي هذا القرار بتأييد 12 عضوا وامتناع ثلاثة عن التصويت، فيما لم يسجل أي رفض.
كما أعرب مجلس الأمن عن قلقه إزاء إعلان البوليساريو نقل منشآت إدارية إلى منطقة “بير لحلو”، شرق منظومة الدفاع، مطالبًا إياها بـ”الامتناع عن مثل هذه الأفعال المزعزعة للاستقرار”. ودعا مجلس الأمن الأطراف المتنازعة إلى احترام التزاماتها ذات الصلة والامتناع عن أي عمل من شأنه زعزعة استقرار الوضع.
وجاء موقف مجلس الأمن بعد حملة سياسية أطلقها المغرب للتصدي لمحاولات البوليساريو لفرض أمر واقع في المنطقة العازلة. وأخطر المغرب مجلس الأمن الدولي مطلع أبريل الماضي، بالتوغلات شديدة الخطورة لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة بالصحراء المغربية. وحذر في رسالة قدمها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال إلى رئيس مجلس الأمن، غوستافو ميازا كوادرا، من اندلاع الحرب في حال تواصلت تجاوزات الانفصاليين.
مجلس الأمن يعرب عن قلقه إزاء إعلان البوليساريو نقل منشآت إدارية إلى منطقة “بير لحلو”
واتهم رسميا البوليساريو أمام الأمم المتحدة باختراق المنطقة العازلة الواقعة شرق الجدار الأمني المغربي، وهي نفس المنطقة التي تقع فيها بلدتا تفاريتي وبئر الحلو، وهو ما اعتبره خرقا لقرار وقف إطلاق النار. إلا أن ستيفان دوجاريك نفى اتهامات المغرب، خلال جلسة إحاطة في مقر الأمم المتحدة، مؤكدا أن بعثة المينورسو لم تسجل أي خرق لاتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة العازلة.
وذكرت صحيفة “هسبريس” المغربية أن برنامج الاحتفالات المزمع تنظيمها الأحد، يتضمن حضور بعثة الأمم المتحدة خلال عمليات تدمير الألغام بتيفاريتي، وهو ما يعني أن الأمم المتحدة لا تعتبر منطقة تيفاريتي ضمن المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاقية وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة “البوليساريو”. ولفتت إلى أن الانفصاليين قرّروا نقل أشغال “برلمان البوليساريو” إلى بلدة تيفاريتي تجسيداً لــ”السيادة الصحراوية على الأراضي المحررة”، في خطوة من المرتقب أن تُعيد التوتر بشكل غير مسبوق إلى الأقاليم الجنوبية.
وكان المغرب قد هدد في أكثر من مناسبة بالرد بقوة في صورة ما لم يضع المجتمع الدولي حدا لهذه الاستفزازات. وقال سعدالدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية في إطار الحملة السياسية والدبلوماسية التي أطلقها المغرب، إن رد بلاده على استفزازات جبهة البوليساريو سيكون أقوى مما تتصوّره.
وشدد العثماني الذي كان يتحدث حينئذ في اللقاء الذي جمع قادة الأحزاب المغربية مع منتخبي الأقاليم الصحراوية وممثلي القبائل، على أن الموقف المغربي بخصوص ما تعرفه المنطقة العازلة في الصحراء المغربية قوي قانونيًا وتاريخيًا، وما يزيده قوة هو الإجماع الوطني.
وتأتي هذه التطورات بينما تصاعد السجال بين المغرب والجزائر الداعم الكبير للبوليساريو في المنطقة. واتهمت الرباط مطلع الشهر الجاري الجزائر بالتوسط بين قيادات من البوليساريو وحزب الله اللبناني.
وكانت العلاقات بين الجزائر والمغرب المتوترة بالفعل قد شهدت تصعيدا على خلفية النزاع الخاص بالأقاليم الصحراوية، بعد قطع الرباط العلاقات مع إيران بسبب ما وصفته بدعم حليفها حزب الله لجبهة البوليساريو النشطة في النزاع.
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربية في وقت سابق الشهر الجاري، إن “المغرب يتفهم حرج الجزائر، وحاجتها للتعبير عن تضامنها مع حلفائها حزب الله وإيران والبوليساريو” عقب قرار المملكة قطع العلاقات مع إيران.
العرب