بغداد – يؤدي زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، زيارة إلى الكويت بعد أن حقق تحالف “سائرون” المقرب منه المرتبة الأولى في الانتخابات العراقية الأخيرة، في خطوة قال مراقبون إن هدفها توجيه رسالة مزدوجة للدول العربية وإيران عن أن المرحلة القادمة في العراق لن تكون كسابقاتها.
وذكر المكتب الإعلامي للصدر في بيان له أن الصدر توجه إلى الكويت في زيارة رسمية بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين، دون المزيد من التفاصيل.
ويشير المراقبون إلى أن زيارة الصدر للكويت تريد أن تقول للدول العربية إن العراق، الذي يُتهم بأنه واقع تحت السيطرة الإيرانية، يعمل من أجل العودة إلى عمقه العربي، وزيارة الصدر جزء من هذه الرغبة. أما بالنسبة إلى إيران، فإن رسالة الصدر إليها بأن العراق لن يقبل بأي مظلة خارجية حتى لو كانت إيران نجحت في التسلل إلى غالبية مفاصل الدولة العراقية.
وقال مراقب سياسي عراقي لـ”العرب” إن توجيه الكويت الدعوة لمقتدى الصدر، كونه زعيم الائتلاف السياسي في الانتخابات التشريعية العراقية، هو خطوة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تعمق الشعور بإمكانية استعادة العراق لمحيطه العربي في وقت قياسي. وهو ما حرص الصدر على التأكيد عليه في برنامجه الانتخابي، بعيدا عن تدخلات سفارتي إيران والولايات المتحدة ومندوبيهما.
وأضاف المراقب أنه من المؤكد أن الصدر سيسعى من خلال هذه الزيارة إلى فهم مخاوف وهواجس وتطلعات دولة جارة مثل الكويت كما سيطلع الكويتيين على تفاصيل مشروعه السياسي الذي يبدأ بمكافحة الفساد والفاسدين وإنهاء الميليشيات والسلاح الفالت وإبعاد العراق عن أي صراع يمكن أن يقوم بين الولايات المتحدة وإيران.
وسبق للصدر أن زار الرياض والتقى وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ثم الإمارات والتقى بوليّ عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. ومن الواضح أن زعيم التيار الصدري يسعى لتغيير المزاج العام في العراق لفائدة العودة إلى الحضن العربي بعدما خبر العراقيون الدور التخريبي لإيران في بلادهم.
وأعرب الصدر، الثلاثاء، عن رفضه لتدخل إيران والولايات المتحدة في تشكيل الحكومة المقبلة. جاء ذلك ردا على سؤال من أحد أنصاره، حول تصريحات لبعض السياسيين العراقيين أشاروا فيها إلى عدم إمكانية تشكيل الحكومة العراقية القادمة دون التدخل الإيراني والأميركي.
وقال الصدر في البيان “أما إيران فهي دولة جارة تخاف على مصالحها، نأمل منها عدم التدخل بالشأن العراقي كما نرفض أن يتدخل أحد بشؤونها”.
العرب