فشل رهان أردوغان على قمة إسطنبول

فشل رهان أردوغان على قمة إسطنبول

باريس – تتضاءل آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عقد قمة رباعية بشأن سوريا بعد أن قللت فرنسا من فرص عقد هذه القمة معتبرة أن الوقت غير ملائم لعقدها، في وقت كان أردوغان يراهن عليها لتلميع صورته وإظهار تماسك بلاده في مواجهة العقوبات الأميركية.

وذكر قصر الإليزيه، الجمعة، أنّ القمة التي دعا إليها أردوغان بشأن سوريا يبدو أنها لن تنعقد في هذا التوقيت.

وقال مصدر بمقر الرئاسة الفرنسية إن السابع من سبتمبر كموعد للقمة التي يحضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل “يعتبر موعدا مبكرا نسبيا بالنسبة لقمة على هذا المستوى”.

وأضاف المصدر أن باريس ترغب أولا في وضع ضمانات بشأن الهدنة وكذلك بشأن الإصلاحات السياسية في سوريا على جدول أعمال القمة.

ويعتقد متابعون للشأن التركي أن عقد قمة عن سوريا في إسطنبول، وفي وضع لم تحقق فيه مفاوضات الحل السياسي أي تقدم، لن يحقق أي إضافة في غياب جهات أخرى مؤثرة عن القمة مثل نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإيران والولايات المتحدة، لافتين إلى أن القمة ستبدو شكلية لو تمت دون توفير ضمانات نجاحها.

وإلى حد الآن فشلت روسيا ومعها إيران وتركيا في التوصل إلى حل سياسي يحوز على رضا الأطراف الدولية المختلفة، التي لا ترى أن التسويات الميدانية التي ترعاها موسكو كافية لإنهاء الأزمة السورية، والمغامرة بإعادة الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلادهم في وضع أمني وسياسي غامض.

وكانت فرنسا قد رفضت كذلك أي اقتراح بشأن إمكانية بدء عودة الملايين من اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وهو ما يتناقض مع مساعي روسيا التي تدعم نظام بشار الأسد.

وقالت أنييس فون دير مول، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الخميس، إن “بحث عودة اللاجئين في ظل الظروف الراهنة ضرب من الأوهام”.

وأعلنت الولايات المتحدة أن وجودها في سوريا سيستمر للتصدي لتهديد إرهاب داعش والقلق من وجود الفصائل والقوات الإيرانية.

وفشلت لقاءات متعددة لمسؤولين روس وأميركيين في التوافق على استراتيجية موحدة لضمان انسحاب إيران من سوريا. كما أن واشنطن متمسكة بدعم الفصائل الكردية السورية بالرغم من الصخب الذي أحدثه الموقف التركي وقاد إلى توتير العلاقة مع واشنطن.

العرب