تعبر أصوات إسرائيلية وأميركية عن حالة انزعاج من الوجود الصيني في الموانئ الإسرائيلية عن طريق التجارة والاستثمار، ولا سيما من اتفاقية تتولى بموجبها شركة صينية إدارة ميناء حيفا.
وألقت مجلة نيوزويك الأميركية الضوء على هذا الملف، مشيرة إلى ما يقال عن تبعات محتملة على أمن إسرائيل والعمليات العسكرية الأميركية في المنطقة.
ونقلت المجلة عن صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” قولها إن ميناء حيفا يقع بالقرب من قاعدة للقوات البحرية الإسرائيلية يعتقد أنها تؤوي قوة الغواصات النووية الإسرائيلية.
ويفترض أن تتسلم مجموعة “شنغهاي إنترناشونال بورت غروب” في عام 2021 إدارة ميناء حيفا الذي تمت توسعته حديثا، بموجب عقد مدته 25 عاما، وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت.
وفازت شركة صينية أخرى بعقد لبناء ميناء جديد في مدينة أسدود جنوبي إسرائيل، وفقا لصحيفة هآرتس.
وتواصلت نيوزويك مع رئيس أركان القوات البحرية الإسرائيلية سابقا شاؤول حوريف -وهو حاليا ضابط برتبة عميد في قوات الاحتياط – وقد أبلغها أن الوضع يقتضي آلية جديدة لمراقبة الاستثمارات الصينية في إسرائيل.
وأطلع حوريف المجلة على وثيقة تلخص نتائج مؤتمر عقدته جامعة حيفا في نهاية أغسطس/آب الماضي بشأن مستقبل الأمن البحري في شرق المتوسط. وبحسب الوثيقة، عبر المشاركون في المؤتمر عن قلقهم بشأن العقد الصيني لإدارة ميناء حيفا لأنه قد “يقيد أو يمنع” التعاون الإقليمي مع البحرية الأميركية.
وحذر حوريف وزملاؤه في المؤتمر من أن إسرائيل تفتقر إلى آلية لتحليل ما تنطوي عليه الاستثمارات الاقتصادية من انعكاسات على الأمن القومي، ودعوا إلى إنشاء هذه الآلية على وجه السرعة.
دمج المدني والعسكري
وأشارت نيوزويك إلى أن الهيمنة الصينية على موانئ إستراتيجية عديدة وممرات بحرية في أنحاء العالم تأتي في إطار “مبادرة الحزام والطريق”، التي قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنها تدمج بين العسكري والمدني.
وفي ضوء ذلك، يمنح عقد إدارة ميناء حيفا الجيش الصيني نظريا منشأة مفيدة في البحر المتوسط على واحد من أهم مسارات التجارة العالمية.
وقد يؤثر العقد في العلاقة بين الولايات المتحدة والجيش الإسرائيلي. ويقول الأدميرال الأميركي المتقاعد غاري روغهيد الرئيس السابق لعمليات البحرية إنه يؤيد زيادة التعاون الإسرائيلي الأميركي بوجه عام لكن إدارة الصينيين لميناء حيفا تعني أن السفن الأميركية لن تتمكن من استخدام القاعدة البحرية الإسرائيلية المجاورة بشكل منتظم.
وبحسب ما جاء في وثيقة المؤتمر الذي عقد في جامعة حيفا، شرح روغهيد أن الشركة الصينية المشغلة للميناء ستتمكن من مراقبة تحركات السفن الأميركية عن قرب والاطلاع على أنشطة الصيانة وقد تصل أيديها إلى المعدات المتنقلة على مواقع الإصلاح وتتعامل بحرية مع الطواقم الأميركية لفترات طويلة.
المصدر : نيوزويك