احتشدت أعداد ضخمة من المحتجين خارج وزارة الدفاع السودانية، أمس الخميس، للمطالبة بحكم مدني في تحد للمجلس العسكري الانتقالي الحاكم ودفعه للتخلي عن السلطة، في وقت أعلن فيه الأخير احتفاظه بالسلطة السيادية، على أن يتولى المدنيون المناصب الحكومية.
وقدر شهود الحشد بمئات الآلاف، وقام نحو مئة قاض سوداني بالمطالبة بحكم مدني للبلاد خلال مسيرة من المحكمة العليا في العاصمة الخرطوم إلى مقر اعتصام المعارضة خارج وزارة الدفاع لينضموا للمرة الأولى إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
مسيرة تندد بـ”تدخل” السيسي … وشركة روسية حاولت تشويه صورة الثورة
وأضاف أحد الشهود أن القضاة المرتدين لعباءاتهم السوداء حمل بعضهم لافتات كتب عليها “قضاة من أجل التغيير”، فيما ساروا في وسط الخرطوم. وهتف القضاة “مدنية مدنية، بالقضاء محمية”.
كذلك شارك مئات السودانيين في مسيرة من ميدان الاعتصام إلى سفارة القاهرة في الخرطوم، تنديدا بما وصفوه “تدخل” الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في الشأن السوداني.
وقال شهود إن المشاركين في المسيرة رددوا هتافات بينها “السيسي ده (هذا) السودان، إنت حدودك بس (فقط) أسوان”، في إشارة إلى الحدود بين البلدين.
ونشر نشطاء، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديوهات للمتظاهرين وسط الخرطوم، وهم يهتفون ضد السيسي.
واتفق المشاركون في قمة تشاورية بشأن السودان، استضافتها القاهرة، الثلاثاء، على تمديد مهلة الاتحاد الأفريقي لتسليم السلطة لحكومة انتقالية في السودان من 15 يومًا إلى 3 أشهر.
وبعد بدء توافد المتظاهرين إلى الاعتصام بوقت قصير، قال المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان إن المجلس سيحتفظ بالسلطة السيادية فقط، وإن المدنيين سيتولون رئاسة الوزراء وكل الوزارات الحكومية.
وقال المتحدث شمس الدين الكباشي “يكون المجلس العسكري الانتقالي له السلطة السيادية فقط دون ذلك مستوى رئاسة مجلس الوزراء والحكومة المدنية وكل السلطة التنفيذية هي مدنية بالكامل”.
إلى ذلك، قالت شبكة “سي أن أن” الأمريكية إنها حصلت على وثائق تكشف وضع شركة روسية مرتبطة برجل أعمال مقرب من الكرملين يدعى يوفجيني بريغوزين، ويُلقب بـ”طباخ بوتين”، خططا لتشويه صورة التظاهرات في السودان.
وحسب الشبكة “الشركة هي (إم إنفيست) ولها مكتب في الخرطوم، ومدرجة تحت قطاع التعدين، إلا أن نشاطاتها تعدت مجال المناجم، إذ وضعت خططا لقمع المظاهرات المناهضة للرئيس عمر البشير”.
ووفق إحدى الوثائق “كانت الخطة تبدأ بإشاعة مزاعم أن المتظاهرين يهاجمون المساجد والمستشفيات، وتشكيل صورة أن المظاهرات معادية للإسلام والعادات والقيم عبر زرع أعلام المثلية الجنسية وسط المظاهرات”.
القدس العربي