مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل ..واقع وتحديات

مشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل ..واقع وتحديات

6358cf3e-d2bb-4d60-a52c-d9e6af339107_16x9_600x338

مشروع نهر الكونغو ويسميه بمشروع ربط نهر الكونغو بنهر النيل هي فكرة مشروع ضخم بدأ التفكير به بشكل فعلي لأول مرة قبل 35عام وتحديدا عام 1980م وكان الهدف منه ضبط الموارد المائية في البلدان المستفيدة وهي مصر والسودان وجنوب السودان والكونغو وتقوم الفكرة على شق قناة تصل نهر الكونغو بأحد روافد نهر النيل في السودان .
و يعد نهر الكونغو ثاني أطول نهر في أفريقيا بعد نهر النيل، وأولها من حيث مساحة الحوض و ثاني أكبر نهر في العالم من حيث الدفق المائي بعد نهر الأمازون والميزة الأساسية أن مياه هذا النهر تتدفق طوال العام وليست مرتبطة بموسم الفيضان لفترة محدودة مرتبطة بسقوط الأمطار فى موسم واحد فقط، حيث يلقي هذا النهر ما يزيد عن ألف مليار متر مكعب من المياه في المحيط الأطلسي يبلغ طوله 4700 كيلو متر ،ولديه قوة هائلة في دفع الماء إلى البحر حيث يدفع قرابة 41700 طن من المياه في الثانية أي أنه أغزر من نهر النيل بحوالى 17 ضعفا.

2f1ce3259948c5b685287bf6779d49d3
اسباب ربط نهري النيل-الكونغو
يرجع العديد من المختصين في هذا المجال الاسباب الموجبة لتنفيذ هذا المشروع الى عدة عوامل :
1- وفرة مياه نهر الكونغو وزيادته عن حاجة البلاد الغنية بالأمطار الاستوائية المتوافرة طوال العام ويصل نصيب الفرد من المياه في الكونغو 35000 متر مكعب سنويا وهي من اعلى النسب في العالم بالإضافة إلى الف مليار متر مكعب سنويا تصب في المحيط.
2- حل مشكلة مصر المستقبلية التي تتنبأ بقلة المياه وشحها في الأعوام الخمسين المقبلة .
3- تقدم الكونغو المياه مقابل قيام مصر بتقديم الخبراء والخبرات لتطوير مجموعة من القطاعات في الكونغو وخاصة توليد الطاقة الكهربائية من المساقط المائية بافتراض أن المشروع سيجعل الكونغو من أكبر الدول المصدرة للطاقة في العالم ويحقق لها عائد مادي ضخم من توليد وتصدير الطاقة الكهربائية بالإضافة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الكهرباء لمصر والكونغو والسودان والنقل النهري بين بلدان الحوض الجديد .
4- قيام السودان بتخزين ما يحتاجه من الماء في حزانات عملاقة أو انشاء بحيرة عملاقة لتحويل المياه الاضافية للاستفادة منها ثم توليد وتخزين المياه الكونغولية الغزيرة التي ستوفرها القناة .
5- عدم وجود نص واحد في القانون الدولي أو في اتفاقيات دول حوض النيل يمنع إقامة تلك المشروع إلا في حالة واحدة إذا عارضت أو رفضت الكونغو المشروع .
6- توفير المياه لزراعة مساحات شاسعة من الأراضي مع توفر كمية هائلة من المياه يمكن تخزينها في منخفض القطارة بدلا من الماء المالح الذي يهدد خزان الماء الجوفي في الصحراء الغربية ونسبه التبخر من منخفض القطارة ستزيد من كمية هطول الأمطار في الصحراء الغربية .

في خضم الحديث عن مشروع نهر الكونغو -النيل برزت العديد من الاراء بين مؤيد ومعارض للمشروع وببطبيعة الحال فكل طرف يملك عدد من الاسباب التي تدعم نظرته ، وعليه لابد لنا من ان نعرض المزايا التي تعتبر رؤية المؤيدين وكذك العيوب او العراقيل التي تقف في طريق المشروع :

مزايا مشروع نهر الكونغو-النيل

يلحص لنا الخبراء عدد من المزايا التي في حال تم المشروع سوف تكون مكاسب مجزية للجانب المصري والدو المشترة بالمشروع :

• مواجهة ازمات المياه والجفاف التي تعصف بالمنطقة والعالم من خلال توفير كميات هائلة من المياه .
• تعظيم الاستفادة من مصادر المياه واثره على التنمية والبيئية
• يوفر المشروع لمصر 95 مليار متر مكعب من المياه سنويا توفر زراعة 80 مليون فدان تزداد بالتدرج بعد 10 سنوات إلى 112 مليار متر مكعب مما يصل بمصر لزراعة نصف مساحة الصحراء الغربية.
• المشروع يوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تكفي أكثر من ثلثي قارة أفريقيا بمقدار 18000 ميجاوات أي عشر أضعاف مايولده السد العالي. أي ما قيمته إذا صدر لدول أفريقيا حوالي21 مليار دولار.
• انتاج 330 مليار متر مكعب ماء، و30 جيجا كهرباء، أى ما يعادل ماتنتجه 30 محطة نووية.
• المشروع يوفر للدول الثلاثة مصر – السودان – الكونغو 320 مليون فدان صالحة للزراعة.

  • عراقيل في طريق المشروع

• وجود صعوبات وعراقيل فنية وهندسية وسياسية تحول دون تنفيذه على أرض الواقع.
• التكاليف الباهظة للمشروع ومرور المجرى المائي المقترح بمناطق صعبة.
• تشكيك بجدوى المشروع وتكلفته الباهظة على الجانب المصري المقدرة بــ40 مليار دولار.
• عدم الاستقرار الأمني في بعض المناطق التي يمر منها المشروع.
• المنافسة والمضايقة من قبل الشركات الاجنبية وخاصة الإسرائيلية المتواجدة في الكونغو لتدمير المشروع أو إيقافه .
ختاما يرى الخبراء ان مشروع نهري الكونغو والنيل يأتي لحل مشاكل الموارد المائية المحدودة لمصر ومواجهة الخلافات حول سد النهضة مع اثيوبيا وبالتالي قد يعود هذا المشروع بانعكاسات جيدة لمصر من حيث عوائد مالية مجزية وبالتأكيد التغلب على المشاكل المائية لري الاراضي بالإضافة الى تجاوز المشاكل المتعلقة بالمياه وخصوصا مع اثيوبيا حول سد النهضة كما ذكرنا ،و الاستفادة من فواقد نهر النيل في الهضبتين الأثيوبية والاستوائية.

عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية