محنة لبنان.. الأزمات الاقتصادية والسياسية منذ الحرب الأهلية

محنة لبنان.. الأزمات الاقتصادية والسياسية منذ الحرب الأهلية

يبدأ لبنان المفاوضات مع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع سعيا للحصول على مساعدات مالية منه للمرة الأولى في وقت تواجه فيه البلاد أزمة مالية حادة.
وتمثل المفاوضات مرحلة جديدة في أزمة تعتبر أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
ومع تزايد ندرة النقد الأجنبي فقدت العملة اللبنانية أكثر من نصف قيمتها منذ أكتوبر تشرين الأول الماضي ووجد أصحاب الودائع أنفسهم عاجزين عن سحب مدخراتهم وارتفعت معدلات التضخم والبطالة بشدة في الاقتصاد المعتمد على الاستيراد.
وفيما يلي أبرز الاضطرابات التي شهدها لبنان بعد الحرب الأهلية:

– 2005

اغتيل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط إثر انفجار قنبلة ضخمة لدى تحرك موكبه في بيروت، وسقط في الهجوم 21 شخصا آخرين.
وتلت ذلك مظاهرات حاشدة وضغوط دولية أجبرت سوريا على سحب قواتها من لبنان. ونظم حلفاء دمشق الشيعة في لبنان مظاهرات ضخمة دعما لسوريا.
وبدأ لبنان عهدا جديدا بعيدا عن الهيمنة السورية وأصبح لجماعة حزب الله اللبنانية، وهي جماعة مدعومة من إيران وحليفة مقربة من دمشق، تمثيل في الحكومة لأول مرة.

– 2006
في يوليو تموز، خطف حزب الله جنديين إسرائيليين من داخل إسرائيل وقتل آخرين وهو ما أدى لنشوب حرب استمرت خمسة أسابيع وسقط فيها ما لا يقل عن 1200 قتيل في لبنان و158 قتيلا من الإسرائيليين.
وتصاعد التوتر بسبب ترسانة حزب الله القوية بعد الحرب. وفي نوفمبر تشرين الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة التي كان يقودها رئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة المدعوم من الغرب، ثم نظم احتجاجات مناوئة للحكومة.
– 2007
واصل حزب الله وحلفاؤه اعتصاما ضد حكومة السنيورة استمر طوال العام. وكانت مطالبهم المعلنة هي الحصول على الحق في نقض قرارات الحكومة.
وفي مايو أيار، بدأت اشتباكات بين الجيش اللبناني ومتشددين من السُنة ينتمون لجماعة فتح الإسلام داخل مخيم نهر البارد الفلسطيني في شمال لبنان، مما أرغم آلاف اللاجئين الفلسطينيين على الفرار منه. وسيطرت قوات لبنانية سيطرة كاملة على المخيم في سبتمبر أيلول بعد قتال استمر لما يزيد على ثلاثة أشهر وأسفر عن مقتل أكثر من 300 شخص.

– 2008
في السادس من مايو أيار، اتهمت حكومة السنيورة حزب الله بإدارة شبكة اتصالات خاصة وتركيب كاميرات تجسس في مطار بيروت. وتعهدت الحكومة باتخاذ إجراء قانوني ضد هذه الشبكة.
وفي السابع من مايو أيار، قال حزب الله إن الإجراء ضد شبكة اتصالاته يعد إعلانا للحرب من جانب الحكومة. وبعد صراع قصير، سيطر حزب الله على بيروت الغربية ذات الأغلبية المسلمة.
وبعد جهود وساطة، وقّع الزعماء المتنافسون اتفاقا في قطر يوم 21 مايو أيار لإنهاء الصراع السياسي المستمر منذ 18 شهرا وانتخب البرلمان قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية.

– 2011
أُطيح بحكومة سعد الحريري الأولى في يناير كانون الثاني إثر انسحاب حزب الله وحلفائه منها بسبب خلاف بشأن المحكمة الخاصة بلبنان والتي تدعمها الأمم المتحدة.
وجهت المحكمة لاحقا اتهامات إلى أربعة من قيادات حزب الله فيما يتعلق بمقتل رفيق الحريري. وينفي حزب الله أي دور له في اغتيال رفيق الحريري وقال أمينه العام حسن نصر الله إن السلطات لن تتمكن من العثور على الرجال الأربعة الذين وجهت إليهم المحكمة اتهامات.
ووُجه الاتهام إلى عضو خامس في حزب الله عام 2013.

– 2012
انتشر مقاتلو حزب الله داخل سوريا سرا في بادئ الأمر لدعم قوات الحكومة السورية في مواجهة انتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وتلعب الجماعة دورا كبيرا في قمع هذه الانتفاضة.

– 2015
اندلعت أزمة بسبب القمامة حينما أغلقت السلطات المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل له، مما دفع الناس للخروج في احتجاجات حاشدة بعد تكدس تلال القمامة في الشوارع رافعين شعار “طلعت ريحتكم”. وبدت هذه الأزمة إشارة جلية على عجز نظام المحاصصة الطائفي عن تلبية احتياجات أساسية مثل الكهرباء والمياه.

– 2017
في نوفمبر تشرين الثاني، تدهورت بشدة علاقة سعد الحريري مع السعودية التي أغضبها اتساع نفوذ حزب الله في لبنان. وصار معلوما على نطاق واسع أن الرياض أجبرت الحريري حينئذ على الاستقالة واحتجزته داخل المملكة. وتنفي السعودية كما ينفي الحريري حدوث ذلك، لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد احتجاز الحريري في السعودية.

– 2019
مع ركود الاقتصاد وتباطؤ تدفقات رؤوس الأموال واجهت الحكومة ضغوطا للحد من العجز الهائل في الميزانية.
وواجهت مقترحات لتقليص أجور العاملين في الدولة ومشروع قانون بشأن معاشات التقاعد معارضة شديدة. وتعهدت الحكومة بتنفيذ إصلاحات طال انتظارها لكنها لم تحرز تقدما يسمح بوصول الدعم الأجنبي.
في 17 أكتوبر تشرين الأول، أدى تحرك الحكومة لفرض رسوم على الاتصالات عبر الإنترنت لخروج احتجاجات كبيرة ضد النُخبة الحاكمة. وشارك اللبنانيون من مختلف الطوائف في الاحتجاجات متهمين الزعماء بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد.
وفي 29 أكتوبر تشرين الأول، قدم الحريري استقالته على غير رغبة حزب الله.
وأصبح لبنان دون قيادة فيما تفاقمت الأزمة. ودفع شُح العملة الصعبة البنوك لفرض قيود صارمة على سحب الأموال والتحويلات إلى الخارج.

– 2020
بعد وصول محادثات استمرت شهرين لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة بقيادة الحريري إلى طريق مسدود، دعم حزب الله وحلفاؤه حسان دياب، وهو أكاديمي غير مشهور ووزير سابق للتعليم، لتولي منصب رئيس الوزراء.
أعلن دياب في السابع من مارس آذار أن لبنان غير قادر على دفع سندات مستحقة ودعا إلى مفاوضات لإعادة هيكلة ديونه.
وفي أول مايو أيار وقعت بيروت طلبا رسميا للحصول على مساعدات من صندوق النقد الدولي بعد إقرار خطة تحمّل النظام المالي خسائر كبيرة. ورفضت جمعية مصارف لبنان الخطة وقالت إن مقترحاتها لإعادة هيكلة القطاع المصرفي ستدمر الثقة بدرجة أكبر في لبنان.

رويترز