استنفار أمني في العراق عشية ذكرى اغتيال سليماني

استنفار أمني في العراق عشية ذكرى اغتيال سليماني

بغداد – شهدت العاصمة العراقية بغداد ومحافظات البلاد، السبت، استنفارا أمنيا في ظل دعوات فصائل مقربة من إيران، إلى التظاهر وتحسبا لهجمات صاروخية ضد مصالح أميركية.

ويأتي الاستنفار الأمني عشية الذكرى الأولى لاغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة “الحشد الشعبي” أبومهدي المهندس بغارة أميركية قرب بغداد في 3 يناير الماضي.

ودعا قائدا فصيل “بدر” هادي العامري، و”عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي المنضويين في “الحشد الشعبي” والمقربين من إيران إلى التظاهر بالمناسبة.

ورفع أنصار الفصائل الموالية لإيران، السبت، صورة أبومهدي المهندس فوق المطعم التركي في ساحة التحرير وسط بغداد.

ويأتي رفع صورة المهندس بالتزامن مع انطلاق حملة عبر منصة تويتر من أنصار الفصائل الولائية تحشد لتظاهرة ضخمة في “ساحة التحرير” في الساعة الواحدة من ظهر الأحد.

واعتبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أن رفع صورة “المهندس” فوق المطعم التركي هو استفزاز علني لمشاعر المتظاهرين.

وتخشى بغداد تجدد الهجمات الصاروخية ضد المصالح الأميركية سواء في “المنطقة الخضراء” وسط بغداد، أو القواعد التي تضم عسكريين أميركيين في المحافظات العراقية الأخرى.

وقال أحمد خلف ضابط في شرطة بغداد برتبة نقيب، إن “الوضع الأمني متوتر في بغداد وهناك انتشار أمني استخباري كبير في مناطق العاصمة تحسبا لأي محاولة لشن هجمات صاروخية تستهدف المنطقة الخضراء”.

وأضاف خلف أن الانتشار الأمني جاء وسط “تأكيدات بعدم وجود نية للفصائل المسلحة بمهاجمة المنطقة الخضراء أو أي وجود عسكري أميركي في ذكرى إحياء مقتل سليماني والمهندس”.

وشددت السلطات العراقية من الإجراءات الأمنية، وكثفت أجهزة أمن مكافحة الإرهاب، الجمعة، من تواجدها في المنطقة الخضراء، تحسباً لأي اعتداء على السفارات والبعثات الدبلوماسية والمواطنين، بالتزامن مع تأكيدات رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أنه “لن يسمح بحدوث أي تجاوزات على الدولة تحت أي عنوان”.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن قيادة العمليات المشتركة القول، أن الانتشار الأمني في بغداد رسالة لكل من يعتقد أن بغداد غير آمنة وغير مطمئنة، مضيفة “لدينا معلومات تفيد بأن الإرهاب يحاول القيام بعمل إجرامي”.

وأكدت “تكثيف الجهد الاستخباري والمراقبة الجوية والأبراج وإدخال معدات حديثة في المناطق التي تستخدم لإطلاق الصواريخ”، مؤكدة أن عمل القوات الأمنية فيه الكثير من التحديات، منها الإرهاب والسلاح غير المنضبط.

وكان الكاظمي قد تواصل مع الإيرانيين والأميركيين وحتى مع الفصائل المسلحة في العراق، في محاولة لمنع حدوث أي هجمات تطال المصالح الأميركية مع ذكرى اغتيال سليماني والمهندس.

وتأتي تحركات الكاظمي بعد أن ازدادت التهديدات من الفصائل المسلحة، خاصة “كتائب حزب الله” وحركة “عصائب أهل الحق” التي قال أمينها العام قيس الخزعلي في وقت سابق الجمعة، إن “الثأر لسليماني والمهندس دين في أعناقنا”.

وأطلق مجهولون في الـ20 من ديسمبر الماضي، 8 صواريخ على المنطقة الخضراء (وسط بغداد)، سقط معظمها على أبنية سكنية، فيما سقط أحد الصواريخ قرب حاجز أمني ما أدى إلى إصابة مجند، وفق بيان وزارة الدفاع العراقية.

وتسود المخاوف من شن الفصائل العراقية المقربة من إيران هجمات على القوات والمصالح الأميركية، وسط تحذير من واشنطن بأنها سترد بقوة على هجوم يوقع ضحايا أميركيين.

العرب