عمان- كثير من الجدل وقليل من النتائج الواقعية، هكذا توصف المؤتمرات الدولية المتعلقة بمتابعة تنفيذ استراتيجية حظر انتشار الأسلحة النووية، ومؤتمر مبادرة ستوكهولم حول نزع السلاح النووي، الذي استضافه الأردن الأربعاء برعاية من الأمم المتحدة ليس استثناء، إذ لا يتوقع أن تتجسد مخرجاته على الأرض.
ورغم القلق المتزايد إزاء تكاثر الأسلحة النووية في مرحلة الحرب على الإرهاب تظهر مبادرات نزع الأسلحة النووية أنها مجرد منتديات للحديث عن الآثار الكارثية التي قد تنجر عنها إذا تم استخدامها، دون أن تتخذ تدابير كفيلة بوقف انتشارها.
ولا تخفي الأمم المتحدة مخاوفها بشأن البرامج النووية تستمر في إثارة التوترات، ودعت إلى اعتماد أسس حقيقية حول استخدام الأسلحة الكيميائية بالنظر إلى وجود علامات على المنافسة النشيطة للأسلحة، بما في ذلك اقتناء واستخدام تقنيات الأسلحة الجديدة.
مهام مؤتمر نزع السلاح
◙ وقف سباق التسلح النووي ونزع السلاح النووي
◙ منع الحرب النووية بما في ذلك جميع المسائل ذات الصلة
◙ منع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي
◙ اتخاذ ترتيبات دولية لتأمين الدول غير الحائزة على أسلحة نووية
◙ تقليص الأنواع الجديدة من أسلحة الدمار الشامل والمنظومات الجديدة من الأسلحة الإشعاعية
◙ تنفيذ البرنامج الشامل لنزع السلاح
◙ الشفافية في مسألة التسلح
وفي ظل تعاظم التهديدات الناتجة عن استمرار وجود الأسلحة النووية والتي يجسد انتشارها وامتلاكها أو حتى التهديد باستخدامها خطرا يتهدد العالم بأسره، لا تزال ازدواجية المعايير التي تنتهجها القوى الكبرى حاجزا يؤخر المساعي الجادة لتخليص العالم من خطر الأسلحة النووية.
وتوحد مبادرة ستوكهولم 16 دولة في جهودها للترويج لنزع السلاح النووي ويحظى هذا الموضوع بأهمية لأن معاهدة “نيو ستارت” بين الولايات المتحدة وروسيا للحد من استخدام الأسلحة النووية الاستراتيجية سينتهي سريانها في فبراير المقبل، دون متابعة.
إلى جانب ذلك، تدخل معاهدة الأمم المتحدة بشأن حظر الأسلحة النووية حيز التنفيذ في 22 يناير الجاري، بالرغم من أن القوى النووية الكبرى وأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) أبدوا رفضهم لها حتى الآن، بحجة أن المعاهدات الحالية التي تحد من استخدام الأسلحة النووية كافية.
وقبل انطلاق المؤتمر في العاصمة عمّان، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن قلقه إزاء الانتكاسات المتعلقة بنزع السلاح النووي في السنوات الأخيرة. وقال “هذا الاتجاه في غاية الخطورة”. لكنه أكد أن نزع السلاح وإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية هما من الاهتمامات الأساسية لألمانيا وسيظلان كذلك لأسباب ليس أقلها أن أمن أوروبا يعتمد عليها.
وكانت سيما بحوث، المندوبة الدائمة للأردن في الأمم المتحدة، والتي تم انتخاب بلادها لترأس المؤتمر، قالت قبل أسابيع إن منطقة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية والكيميائية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل هدف طويل الأمد طال انتظاره، بالنظر إلى تاريخ المنطقة الطويل في عدم الاستقرار والحرب والظلم والمعاناة الإنسانية”.
وحثت سيما بحوث الدول المعنية إلى العمل بصورة جماعية وشاملة لتهيئة أفضل بيئة للتغلب على التحديات الإقليمية، بما في ذلك الإرهاب، بهدف صياغة معاهدة توافقية ملزمة قانونا تسترشد بالشمولية والمساءلة.
وعقب نهاية الحرب الباردة، انخفض عدد الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم بشكل كبير في البداية، لكن التهديد النووي يتزايد الآن مرة أخرى، ففي العام الماضي، انهارت معاهدة حظر الصواريخ النووية متوسطة المدى الأرضية بين الولايات المتحدة وروسيا، كما أصبح مستقبل المعاهدة المركزية الثانية لنزع السلاح بين البلدين غير مؤكد، مع اقتراب انتهاء اتفاق خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية في الخامس من فبراير المقبل، ولا يزال الاتفاق على التمديد معلقا.
وفضلا عن ذلك، يتم تحديث ترسانات الأسلحة النووية الحالية وهناك خطر متزايد من ظهور قوى نووية جديدة. وأصبحت اتفاقية حظر الأسلحة النووية الإيرانية على حافة الهاوية منذ انسحاب الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب. وفي حالة تمكن إيران من تصنيع قنبلة ذرية، فقد يؤدي ذلك إلى سباق تسلح نووي في المنطقة.
ولذلك، ظهرت دعوات تقودها ألمانيا بضرورة تغيير هذه السياسة وأنه يتعين إيجاد طريق إلى مسار الرقابة على التسلح النووي ونزع السلاح بشكل فعال ولهذا الغرض، تم تأسيس ما يسمى بمبادرة ستوكهولم في العام الماضي.
ويشدد الخبراء العسكريون على أهمية الحوار عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الأمنية العالمية، لأن خطر الحرب النووية لا يزال قائما. في ظل وجود حوالي 15 ألف سلاح نووي حاليا مخزّن في تسع دول، مع وجود المئات في حالة تأهب قصوى وقدرة على الانطلاق في غضون دقائق.
وطيلة سنوات، فشلت الجهود الدولية للحد من خطر انتشار الأسلحة النووية في العالم، مع اقتراب الذكرى السنوية الـ17 لقرار مجلس الأمن رقم 1540، والذي يقضي على الحكومات بمنع الجهات الفاعلة من غير الدول أو الإرهابيين من حيازة وانتشار واستخدام أسلحة نووية وبيولوجية و كيميائية.
ويشكل عدد من المعاهدات الأساس للمناطق الخالية من الأسلحة النووية الحالية، والتي تعترف بها الأمم المتحدة، وهي معاهدة تلاتيلولكو في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ومعاهدة راروتونغا في جنوب المحيط الهادئ ومعاهدة بانكوك في جنوب شرق آسيا ومعاهدة بليندابا في أفريقيا ومعاهدة سيميبالاتينسك في آسيا الوسطى، وعلاوة على ذلك اعترفت الجمعية العامة أيضا بوضع منغوليا كدولة خالية من الأسلحة النووية.
العرب