أعلنت الأمم المتحدة مساء الثلاثاء أنها ستتواصل مع الأطراف المعنية بملف سد النهضة الإثيوبي بحثا عن حل للأزمة، وذلك بعد رفض إثيوبيا وساطة رباعية لتحريك المفاوضات المتعثرة منذ أشهر.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي إن المنظمة مستمرة في دعم جهود الاتحاد الأفريقي، معربا عن اعتقاده بأن جهود الوساطة (لم يحدد الرباعية أم الأفريقية) مهمة للغاية وينبغي أن تمضي قدما إلى الأمام.
وأضاف دوجاريك أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش ذكر ذلك عندما تحدث هاتفيا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، وتابع “نحن سنتحدث مع الأطراف وسنسعى إلى تحريك الأمور في الاتجاه الصحيح”.
والجمعة، أعلن غوتيريش خلال اتصال هاتفي أجراه مع شكري استعداد الأمم المتحدة لتقديم الدعم والمشاركة في عملية تفاوضية تقودها رباعية دولية بشأن السد.
من جانبه، شدد رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك على ضرورة توسيع الوساطة بشأن ملف سد النهضة، لتشمل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأجرى رئيس الوزراء السوداني اتصالا هاتفيا مع الأمين العام للأمم المتحدة تناول ملف َسد النهضة والأوضاع الإقليمية والمحلية.
وفي نفس السياق قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده مصرة على استمرار المفاوضات بشأن السد ولكن ليس إلى مالا نهاية. وشدد السيسي على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم يحقق مصالح جميع الأطراف، مشيرا إلى أن ما يجمع دول النيل أكثر مما يفرقها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قال مصدر مطلع بوزارة الري السودانية إن بلاده ستضطر إلى اللجوء لمجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية إذا واصلت إثيوبيا رفضها توسيع دائرة الوساطة.
وأكد أن الخرطوم لن تتراجع عن طلبها الوساطة الرباعية في مفاوضات سد النهضة، لتشمل -إلى جانب الاتحاد الأفريقي- الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
كما قالت وزارة الري والموارد المائية السودانية إنها تتحسب لكل السيناريوهات المحتملة التي قد تنجم عن التعبئة الأحادية لسد النهضة فى يوليو/تموز المقبل، بهدف الحد من التأثيرات السلبية المتوقعة.
وجاء ذلك بعدما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية دينا مفتي إن بلاده تتمسك بالمفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأفريقي فقط.
وقبل أسبوعين، أعلنت مصر تأييد مقترح السودان تشكيل وساطة رباعية دولية، كما سبق أن توسط كل من الولايات المتحدة والبنك الدولي قبل أكثر من عام في مفاوضات سد النهضة، غير أن وساطتهما لم تسفر عن نتائج.
وتصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك الخرطوم والقاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي، حفاظا على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، وسط تعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الأفريقي منذ أشهر.
المصدر : الجزيرة + وكالات