سباق تسلّح إسرائيلي – إيراني – تركي سُوقه أوروبا

سباق تسلّح إسرائيلي – إيراني – تركي سُوقه أوروبا

برلين- كشف سعي ألمانيا للحصول على منظومة “سهم 3” (أو حيتس 3) الدفاعية الصاروخية الإسرائيلية عن سباق تسلّح بين إسرائيل وإيران وتركيا صارت أوروبا سوقا له بعد أن كانت معتمدة في الغالب على الأسلحة الأميركية، في وقت يعزو فيه محللون هذا التغيير إلى كون الأسلحة القادمة من الدول الثلاث تتسم بميزات مشجعة تدفع الأوروبيين إلى شرائها في ضوء تطورات الحرب في أوكرانيا.

ونجحت إسرائيل في الترويج لمنظوماتها الدفاعية، مثل “سهم 3” وطائراتها المسيّرة، وهو ما تشترك فيه مع إيران وتركيا اللتين أصبحتا تمتلكان مسيّرات فعّالة. وتبيع إيران لروسيا مسيّرات لتوظفها في الحرب التي شنتها على أوكرانيا، فيما تلهث تركيا خلف هدف الاستجابة لطلبيات مسيّرات بيرقدار التي يتقدم بها أكثر من بلد أوروبي بعد النجاحات التي حققتها هذه المسيرات في أذربيجان وليبيا وإلى حد ما في أوكرانيا.

◙ صيت المسيرات التركية في أوروبا زاد بعد حرب إقليم قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، ثم من خلال اعتماد أوكرانيا عليها في الحرب

وبعد أن بالغت الولايات المتحدة في تطوير المسيّرات، مما جعل أسعارها مرتفعة، وخصوصا أن من السهل إسقاطها بالمقارنة مع الطائرات بطيار، أصبح أساس “تفوق” أسلحة إسرائيل وإيران وتركيا أنها رخيصة وسهلة الاستخدام وفعّالة، وهو ما كشف عنه استخدامها في بعض النزاعات خلال السنوات الأخيرة.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الخميس إن وزير الدفاع بيني غانتس أجرى اتصالا مع وزيرة الدفاع الفيدرالية الألمانية كريستين لامبرخت، وإنهما ناقشا الإجراءات التي ستمكّن ألمانيا من الحصول على منظومة الدفاع الجوي “سهم 3″، التي تم تطويرها بين وزارة الدفاع الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية.

لكنّ هيئة البث الإسرائيلية أشارت إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تتجنب الموافقة على هذه الصفقة.

ووصفت الوزارة منظومة “سهم 3” بأنها “أكثر المنظومات تقدمًا في العالم، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الباليستية”.

وتم إنتاج هذه المنظومة أساسا لمواجهة خطر الصواريخ الإيرانية. كما تمتلك المنظومات الدفاعية الإسرائيلية خبرات في التصدي لصواريخ الفصائل الفلسطينية المنطلقة من غزة.

◙ الطائرات الإيرانية دون طيار تشكل تهديدا كبيرا

وتشير تقارير مختلفة إلى أن هناك طلبا متزايدا من دول أوروبا على الأسلحة التي تنتجها صناعة الدفاع الإسرائيلية التي توفر سوقا جاهزة للأسلحة المتطورة.

وبعد التدخل الروسي في أوكرانيا بدأت عدة دول أوروبية تبحث عن أسلحة جديدة ليس فقط بهدف شرائها لدعم أوكرانيا في الحرب، وإنما أيضا تحسّبا للتطورات التي قد تخلفها هذه الحرب إذا انتصرت روسيا التي يمكن أن توسع خططها إلى ما هو أبعد، خاصة بالنسبة إلى دول أوروبا الشرقية.

وكشفت هذه الحرب عن نجاحات غير متوقعة للمسيّرات الإيرانية، التي كان ينظر إليها في السابق على أنها مصنوعة لإزعاج الخصوم الإقليميين في الخليج. لكن اعتماد روسيا عليها في المعارك أظهر فاعلية كبيرة ما دفع أوكرانيا إلى الاحتجاج لدى إيران وسحب السفير.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قوات بلاده أسقطت أكثر من عشر طائرات مسيرة في منطقة دنيبروبيتروفسك الشرقية وأوديسا، وهو ما أوردته بدورها صحيفة وول تسريت جورنال الأميركية.

ويؤكد خبراء أن الخطر الأكبر الذي تمثله الطائرات المسيرة الإيرانية هو نشرها لدى الجماعات التابعة لها في المنطقة لاستخدامها في الحروب بالوكالة، إضافة إلى السماح لها بامتلاك تكنولوجيا تصنيعها.

وبحسب الصحيفة فقد تعرّف سلاح الجو الأوكراني على تلك الطائرات، وقال إنها طائرات مسيرة من طراز “شاهد – 136″، وطائرات “مهاجر – 6” المسيرة، ويمكنها حمل صواريخ واستخدامها في عمليات الاستطلاع.

وقالت الصحيفة إن الطائرات الإيرانية المسيرة صغيرة نسبيّا، وتحلّق على ارتفاع منخفض جدا، ما يجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية اكتشافها.

◙ الولايات المتحدة بالغت في تطوير المُسيّرات، ما جعل أسعارها مرتفعة قياسا بأثمان أسلحة إسرائيل وإيران وتركيا

ونقلت وسائل إعلام عن جنود أوكرانيين قولهم إن الطائرات الإيرانية دون طيار تشكل تهديدا كبيرا. وقالوا إن وصولها إلى ساحة المعركة يجعل حاجة الغرب إلى إرسال أسلحة حديثة إضافية أكثر إلحاحا.

وبالإضافة إلى المسيرات الإيرانية، التي ينتظر أن تلقى إقبالا بعد الحرب خاصة في جمهوريات “العالم الروسي”، تجد المسيرات التركية رواجا كبيرا في أوروبا، حيث تلقى اهتماما من بلدان مثل بولندا التي وقعت اتفاقا لشراء 24 مسيرة من نوع بيرقدار، وكذلك من ألبانيا ولاتفيا والمجر وصربيا وبيلاروسيا وبلغاريا وجمهورية التشيك، فضلا عن بلدان أخرى في أفريقيا وآسيا بعضها تسلم دفعات أولى والبعض الآخر يستعد لاستقبال هذه المسيرات.

وذاع صيت المسيرات التركية في أوروبا بعد حرب إقليم قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، ثم من خلال اعتماد أوكرانيا عليها في الحرب بشكل فاجأ روسيا في البداية قبل أن تنجح في الحد من تأثيرها لاحقا.

ويعزو خبراء الاهتمام الأوروبي بالأسلحة التي تأتي من إسرائيل وإيران وتركيا إلى كونها رخيصة قياسا بالأسلحة الأميركية، مشيرين إلى أن سعر مسيرة أميركية مثل آر كيو – 4 غلوبال هوك التي أسقطتها إيران في يونيو 2019 في مضيق هرمز يبلغ 131 مليون دولار، و180 مليون دولار إذا أخذنا كلفة التطوير في الحسبان، فيما يبلغ سعر المسيرات التركية حوالي 5 ملايين دولار، والمسيرات الإيرانية يقاس ثمنها بعشرات الآلاف من الدولارات وليس بالملايين.

العرب