مقال عن دكتاتورية أردوغان في مجلة الإيكونوميست يستنفر الآلة الإعلامية للنظام في تركيا

مقال عن دكتاتورية أردوغان في مجلة الإيكونوميست يستنفر الآلة الإعلامية للنظام في تركيا

أنقرة – انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجلة الإيكونوميست الأسبوعية بسبب تقرير صدر مؤخرا يحذر من “انزلاق تركيا إلى دكتاتورية كاملة في ظل حكم أردوغان”، قائلا إن “مجلة بريطانية لا يمكنها أن تقرر مصير البلاد”.

وتضمن غلاف العدد الأخير من مجلة الإيكونوميست علم تركيا وصورة مظللة لوجه أردوغان، وعنوانا رئيسيا يقول “دكتاتورية تركيا التي تلوح في الأفق: تقرير خاص عن إمبراطورية أردوغان”.

ويجادل التقرير بأن تركيا على شفا كارثة في ظل “رئيسها غير المنتظم بشكل متزايد” وأن سلوك أردوغان مع اقتراب الانتخابات “يمكن أن يدفع ما هو اليوم ديمقراطية معيبة بشدة إلى دكتاتورية كاملة”. وينص المقال أيضا على أن أردوغان يستوعب تدريجيا أدوار رئيس الوزراء ورئيس الحزب ومحافظ البنك المركزية في سلطته.

وتم إصدار عدد المجلة بعد أن اقترح أردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الرابع عشر من مايو كان من المقرر إجراؤها في الثامن عشر من يونيو.

كما انتقد مدير الاتصالات الرئاسية في تركيا فخرالدين ألتون في سلسلة تغريدات تقرير الإيكونوميست. واحتاج ألتون إلى ما مجموعه سبع تغريدات على تويتر للرد على ما ورد في المقال المنشور بعد ساعات قليلة من اجتماع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في واشنطن الأربعاء.

وقال “ها نحن ذا مرة أخرى! الإيكونوميست تعيد سرد تصويرها الكسول الفكري الممل والجاهل عن قصد لتركيا. يبدو أنهم يشعرون بأنهم ملزمون بإعلان نهاية الديمقراطية التركية من خلال إعادة نشر الكليشيهات والمعلومات المضللة والدعاية الصارخة”.

وأضاف ألتون “العناوين الفاحشة والصور الاستفزازية قد تساعدهم على بيع ما يسمى بمجلتهم، لذلك نهنئهم على تقنياتهم التسويقية المبتكرة! لكن يجب أن نذكر الجماهير بأن هذه صحافة مثيرة تعتمد على الدعاية الرخيصة والمعلومات المضللة”.

وتابع “لقد أظهر الشعب التركي التزامه بالديمقراطية والمساواة والحرية مرارا وتكرارا. لقد مر نظامنا السياسي بالعديد من المحن بما في ذلك محاولة الانقلاب الغادرة في عام 2016 عندما سفك شعبنا دماءه لإنقاذ ديمقراطيتنا”.

وغرد ألتون “عندما دعا رئيسنا مواطنينا إلى مقاومة الانقلابيين، كان ردهم درسا للعصور. ومن الواضح أن من يسمون بالصحافيين والمحررين في مجلة الإيكونوميست لم يهتموا أبدا بتقديم صحافة لائقة حول نضال شعبنا من أجل ديمقراطيتنا”، مشيرا إلى أن “هذا يرجع إلى حد كبير إلى كراهيتهم المستمرة وغير المبررة ضد رئيسنا المنتخب ديمقراطيا، والذي فاز في كل انتخابات دخلها. إذا كنت لا تستطيع أن تزعج نفسك بالتحقيق في كيف ولماذا يثق الجمهور التركي بأردوغان، فلماذا يجب على أي شخص أن يأخذك على محمل الجد؟”.

وتابع ألتون “تتجه بلادنا إلى موسم انتخابي آخر حيث يدور نقاش حيوي حول كيفية حل تحدياتنا. هناك سياسات ديمقراطية حقيقية تجري والمعارضة تحاول تحديد إستراتيجيتها منذ شهور. حيوية الديمقراطية التركية وملكية شعبنا لنظامه السياسي قوية للغاية. أنا مقتنع بأن الإيكونوميست لن تكلف نفسها عناء الإبلاغ عما يحدث بالفعل في تركيا. أريد فقط أن أحذر القراء المطمئنين من حالتهم الحزينة!”.

ولم يكتف ألتون بتغريدات بل صرح لوكالة الأناضول أن “المجلة أعادت إطلاق تصويرها لتركيا على أساس جهل فكري ممل ومتعمد بقولها: (لقد بدأوا من جديد)”.

وأشار إلى أن “النظام السياسي التركي نجا من العديد من المصائب بما في ذلك محاولة الانقلاب الفاشلة في الخامس عشر من يوليو عام 2016، وذلك من خلال تضحية الشعب بدمه لحماية الديمقراطية”. وتابع “لعل سبب هذا التصرف هو كراهيتهم التي لا يمكن تفسيرها والتي لا تنتهي لرئيسنا المنتخب ديمقراطيا والذي فاز في كافة الانتخابات التي شارك فيها”.

ولفت إلى أن المجلة البريطانية سبق أن ظهرت بقصة غلاف مماثلة قبل انتخابات 2018، اتهمت حينها أردوغان مرة أخرى بالدكتاتورية، مشيرا إلى أن مقال المجلة تضمن تقديم بعض التكتيكات الانتخابية لأحزاب المعارضة التركية.

ودعا المجلة إلى الالتفات للأزمات الاقتصادية والسياسية في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، بدلا من مهاجمة سياسي فاز 12 مرة في انتخابات ديمقراطية. وتوقع أن تعمل وسائل الإعلام الغربية الرافضة لفهم حقيقة “تركيا الجديدة”، على تغذية خطابات جماعات الضغط المناهضة لتركيا، ووصولها إلى ذروتها خلال فترات الانتخابات.

وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام ومراكز الفكر في واشنطن وبروكسل وبرلين لا تتردد في طباعة نصوص دعائية تحليلية تحت عنوان “ما الذي يجب فعله لإخفاء أردوغان؟”.

وأكد أن المقالات الدعائية التي تريد إيقاف تركيا من خلال الإطاحة بالرئيس أردوغان لن تغيب في وسائل الإعلام الغربية. وأضاف “من الواضح أن حملات وسائل الإعلام الغربية، المناهضة لتركيا حتى في محاربة الإرهاب، ستثير مخاوف الناخبين الأتراك بشأن بقائهم وتعزز المشاعر المعادية للغرب”.

ويذكر أنه خلال استفتاء في أبريل 2017، تحولت تركيا من نظام حكم برلماني إلى نظام رئاسي تنفيذي منح الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم العدالة والتنمية سلطات واسعة وتعرضت لانتقادات بسبب إزالة الضوابط والتوازنات الدستورية، مما أدى إلى المزيد من إضعاف الديمقراطية التركية. ويطلق النقاد على النظام اسم “حكم الرجل الواحد”.

وأثارت الردود المتشنجة لأردوغان وألتون وحتى الصحافة التركية الموالية تساؤلات عن سبب كل هذا الهجوم على مقال واحد. ويعتقد مغردون أن المقال أصاب كبد الحقيقة التي يحاول أردوغان إخفاءها بأي ثمن لذلك فقد أغضبه.

العرب