هل ستكون تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بداية لمواجهة أمريكية إيرانية؟

هل ستكون تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بداية لمواجهة أمريكية إيرانية؟

اياد العناز 

هل ستكون تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بداية لمواجهة أمريكية إيرانية؟جاءت تصريحات رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ( رافائيل غروسي) في 20 شباط 2025 لتعيد العلاقة السلبية مع إيران وتمنح الوضع القائم سجالًا جديدًا ومنعطفًا ميدانيًا يؤشر لخلاف قادم بين الطرفين، بعد اعلان غروسي عن ضرورة ( منع إيران أو مساعدتها على إثبات عدم رغبتها في تطوير سلاح نووي وانه يبتعد عن أي أغراض عسكرية)

وجاء رفض السلطات الإيرانية لهذه التصريحات معتبرة أنها تمثل اتجاهًا سياسيًا ضدها وأنها لا تستمد إلى أي معايير علمية ومهنية .
ويعود موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سياسة إيران التي لازالت تعتمد إظهار القوة والتعنت عندما أعلنت بداية كانون الأول أنها بدأت بتغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو، والذي سيؤدي إلى زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60%،وهو ما ترى فيه الوكالة ان إيران ستصل إلى مستوى الوصول لإنتاج السلاح النووي.
وبتاريخ الثاني والعشرين من شباط 2025 وبمناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس وزارة الاستخبارات، قال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب إن (الجمهورية الإسلامية تتبنى إستراتيجية التهديد مقابل التهديد، والهجوم مقابل الهجوم، في مواجهة المغامرات والمداخلات والسلوك الشرير للولايات المتحدة والكيان الصهيوني)، وهو الأمر الذي ادى إلى موقف سياسي من الإدارة الأمريكية أعلنها ( مايكل والتز) ان أي مفاوضات مع إيران يجب أن يرافقها التخلي الكامل عن برنامجها النووي.
أن السياسة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اعتماد الضغط الأقصى قد أدت إلى تراجع ملحوظ في التعامل الإيراني مع إمكانية إجراء مفاوضات أو حوارات قادمة مع الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما أكده وزير الخارجية الإيراني ( عباس عراقجي) في استبعاد إجراء مباحثات مباشرة مع واشنطن بخصوص البرنامج النووي الإيراني.
اعتماد إيران سياسة المواجهة وعدم الركون للمفاوضات وللعرص السياسي الذي قدمته إدارة الرئيس ترامب أدى إلى تعزيز الرد الأمريكي باعتماد سياسة الضغط المواجهة وتشديد العقوبات، في حين تسعى قيادات سياسية ومنها الرئيس مسعود بزشكيان إلى اعتماد مبدأ المرونة والحوار وصولًا إلى بداية لمرحلة انتقالية في العلاقة مع واشنطن لتخفيف العقوبات ورفع القيود الاقتصادية والعودة لسوق الطاقة العالمية.
التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أشار إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بمقدار 1،690 كغم منذ آخر تقرير قدم قبل ثلاثة أشهر، وهذا ما يشكل قلقًا يهدد النقاط الرئيسية في الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، والعلاقة مع الدول الأوربية الراعية للاتفاق ( ألمانيا وفرنسا وبريطانيا).
امام هذه التطورات الميدانية والأحداث السياسية جاءت زيارة وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) لإيران في 25 شباط 2025 لتناقش في أحدى جوانبها الرئيسية مستقبل البرنامج النووي الإيراني، والذي رأي فيه الجانبان أن الضغوط السياسية لا تؤدي إلى نتائج إيجابية في حلحلة أي أزمة أو الاتفاق على صيغ واقعية لاتفاق جديد يرضى جميع الأطراف.
أن روسيا تعمل باتجاه المحافظة على علاقتها مع إيران بما يضمن مصالحها بعد التقارب الأمريكي الروسي الذي حدث بتولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا فهي حريصة على أن يكون لها دور في أي اتفاق بخصوص العلاقة بين إيران والوكالة الدولية وما ستؤول إليه العلاقات بين طهران وواشنطن.
يبقى السجال قائمًا بين الأطراف الثلاث الولايات المتحدة الأمريكية وإيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بخصوص الإجراءات السياسية والفعاليات العلمية والتطورات الميدانية التي تشهدها مراحل التقدم في البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم بنسب عالية وخزن الطرود المركزية، وبانتظار ما ستكون عليه مستقبل الإجراءات الأمريكية تجاه إيران وامعكاساتها على الأوضاع والأزمات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط.