تعرّف على “ملكة التعذيب” لوكالة المخابرات المركزية

تعرّف على “ملكة التعذيب” لوكالة المخابرات المركزية

33
ألفريدا فرانسيس بكوسكي، والتي قامت بدورها الممثلة جيسيكا شاستاين في فيلم “صفر ظلام ثلاثون”، تعتبر واحدة من مهندسي التعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر.

طوال التقرير حول ممارسات التعذيب لوكالة المخابرات المركزية الذي نشر قبل بضعة أسابيع، بقي دور هذه العميلة السرية طي الكتمان، ليتم كشفه بالتفصيل من خلال التحقيق المطول الذي قامت قناة ان بي سي نيوز والذي بينت فيه مشاركتها النشطة في برنامج التعذيب السري الذي بدأته الوكالة، ومسؤوليتها في خدع الكونغرس حول فعالية الممارسات اللاإنسانية في مراكز احتجاز وكالة المخابرات المركزية، كما تعتبر هذه المرأة “المدافع الرئيسي” عن التعذيب لمرحلة ما بعد 11 سبتمبر.
وتم وصفها من قبل وسائل الإعلام “بملكة التعذيب”، فقد شاركت في “استجواب” خالد شيخ محمد، منفذ الهجمات على مركز التجارة العالمي، كما حضرت عملية الإيهام بالغرق للمشتبه به أبو زبيدة. كما أمرت باعتقال شخص مشتبه به دون أن يكون له أي ارتباط مع تنظيم القاعدة. وتم انتقادها لرفضها إعطاء أسماء الخاطفين للطائرات الذين ضربوا الأبراج والذين تم كشفهم عند الدخول إلى الولايات المتحدة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وهو ما يعتبر واحدة من أكبر إخفاقات أجهزة الاستخبارات الأمريكية.
ألفريدا فرانسيس بكوسكي
تم تحديد هذه المرأة، من قبل العديد من وسائل الإعلام، على أنها هي من قاد إدارة أوباما للمكان الذي تخفى فيه أسامة بن لادن. وهي أيضا المرأة التي ألهمت شخصية مايا، الدور الذي قامت به الممثلة جيسيكا شاستاين في الفيلم الذي يحكي غارة الكوماندوس في باكستان في فيلم “صفر ظلام ثلاثون”.
وتم الكشف عن اسمها يوم الجمعة الماضي من قبل الموقع الإلكتروني “انترسابت”: ألفريدا فرانسيس بكوسكي، هذا الاسم الذي سبق ذكره منذ بضعة أشهر من قبل “واشنطن بوست”، ما تسبب في الكثير من الجدل في الولايات المتحدة.
ووفقًا لقناة ان بي سي نيوز، التي قررت عدم الكشف عن اسمها، فإن جزءًا من المعركة خلال الأشهر الأخيرة بين الديمقراطيين في مجلس الشيوخ والبيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية كان حول حماية أو كشف هوية هذه المرأة، خوفًا من الانتقام. وكتب موقع “انترسابت” من جهته أنه قرر الكشف عن هويتها بعد أن تبين أن دورها كان بالغ الأهمية حتى يبقى مخفيًا.
واحدة من أفضل الخبراء في ملف تنظيم القاعدة
تبلغ من العمر 49 سنة، وتم وصفها من قبل ان بي سي نيوز على أنها واحدة من أفضل خبراء وكالة الاستخبارات المركزية في ملف تنظيم القاعدة، وتمتلك كفاءات غير مسبوقة في ذلك الوقت. ووفقًا للسيرة التي قدمتها وسائل الإعلام الأمريكية، فقد تم انتداب ألفريدا فرانسيس بكوسكي كمحللة مسؤولة عن الاتحاد السوفياتي، قبل أن تنضم إلى الوحدة المسؤولة عن تنظيم القاعدة في منتصف التسعينات، عندما كان هذا التنظيم الإرهابي لا يزال في مراحله الأولى.
وسرعان ما أصبحت ألفريدا فرانسيس بكوسكي، نائبة رئيس محطة أليك، وهو اسم وحدة بن لادن في وكالة المخابرات المركزية، من المناصرين الشرسين للتعذيب. ولم تتم معاقبتها على ذلك بل تمت ترقيتها لإدارة وحدة الجهاد العالمي.
ووفقًا لزميلها السابق، جون ماغواير، فهي “محللة كفء بشكل غير عادي ولديها شخصية قوية، كما أنها ذكية بشكل رهيب، وتعرف الكثير عن القاعدة كما لا يعرفه أي شخص آخر في وكالة الاستخبارات المركزية. كما أنه من الصعب التحكم فيها، ولكن أدائها متميز… ولم تكن خائفة من ارتكاب الأخطاء”.
هذا وقد قوضت كفاءاتها بسبب تقرير وكالة المخابرات المركزية، إذ يعتقد البعض الآن أنه يجب على ألفريدا فرانسيس بكوسكي أن تبرر ما قامت به من تعذيب أمام المحكمة، وبالنسبة لضابط سابق في المخابرات، نقلًا عن آن بي سي نيوز، فإنه من الممكن إيقافها عن العمل وحتى “زجها في السجن” لفشلها في منع هجمات 11 سبتمبر ومسؤوليتها في ممارسة التعذيب من قبل وكالة المخابرات المركزية.
نقلا عن التقرير

http://goo.gl/tUa9Km