قبل أن تنتهي العملية العسكرية الهادفة إلى تحرير الموصل من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بدأ الحديث عن الخطوة التالية. على الرغم من أن نتائج العمليات العسكرية الجارية لا تزال غير واضحة. وهناك غموضٌ في النتائج المتوقعة والأوضاع التي ستترتب على معركة الموصل، فالهدف المعلن هو تحرير الموصل واستعادتها من قبضة التنظيم. لكن، لا حديث عن مصير أفراد التنظيم ومستقبله ذاته.
تقول التطورات الميدانية إن “داعش” ينقل حالياً نقاط تمركز قواته، بل ومقار إقامة عائلات أفراده. حتى الآن، تقع تلك الأماكن الجديدة داخل العراق، خصوصاً على الجانب الغربي من الموصل، حيث استغل “داعش” تركيز القوات المهاجمة على الجهة الشرقية، وراح يفتح ممراتٍ للخروج الآمن من الأطراف الغربية. السؤال الذي يفرض نفسه بالضرورة في ظل هذه التطورات، إذا كانت الدول والأطراف والقوات التي تحارب “داعش” تعلم بالتأكيد أن الفارق الكبير في القوة سيدفع “داعش” إلى التفكير مسبقاً في الهروب إلى مناطق أخرى.. وأن مسرح العمليات مرشّح للانتقال إلى تلك الأماكن، في مدى زمني لن يتجاوز عدد أيام الحملة الجارية على الموصل، فما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذت للتعامل مع هذا السلوك الطبيعي من أي قوة مُعرّضة للهزيمة والاندحار؟
يقول الواقع إنه لا إجراءات اتخذت، ولا خطط مستقبلية، على الأقل معلنة، جاهزة للتعامل مع مرحلة ما بعد الموصل. كأن تحرير الموصل من قبضة “داعش” سيُفضي تلقائياً، وبذاته، إلى انتهاء عناصر “داعش” وتبخر التنظيم بأفراده وعتاده في الهواء. بينما تقول التجارب السابقة إن “داعش” حين يخسر أرضاً، يعتمد مرحلياً على نشر عناصره في نقاط متفرقةٍ وتشكيل خلايا تساعد على تحويل الأراضي الجديدة إلى محطات تعبئةٍ للأفراد وانطلاقٍ نحو السيطرة على أراضٍ جديدة. وليس من الوارد هنا أن يضحّي قادة “داعش” وكوادره العسكرية بأنفسهم أو عائلاتهم.
يعيد هذا الوضع إنتاج الغموض وعلامات الاستفهام التي أحاطت بملف “داعش”، بدءاً بنشأتها مروراً باستيلائهاعلى الموصل، ثم مناطق أخرى في العراق وسورية، انتهاء بعمليات قصف جوي استمرت عامين، بواسطة التحالف الدولي لمحاربة “داعش” من دون نتائج ملموسة، وأخيراً معركة تحرير الموصل التي تقترب من ساعة الحسم فيها، وما من مؤشراتٍ إلى القضاء على “داعش” أو انتهاء ذلك الكابوس المسمى “الدولة الإسلامية”.
في المقابل، يبدو أن الخلافات الداخلية والإقليمية هي الهاجس الأكبر في مرحلة ما بعد معركة الموصل، فقادة الحشد الشعبي وعدد من الفصائل الشيعية اجتمعوا مع مقتدى الصدر، للتنسيق مرحلياً بشأن المعارك ودور الحشد فيها. وبدا جلياً أن اللقاء لتأجيل الخلافات القائمة وليس لحلها. أما الأزمة بين تركيا والعراق فليست بسبب رغبة أنقرة المشاركة في تحرير الموصل، أو وجودها العسكري في شمال العراق، جوهر الأزمة هو الدور التركي فيما بعد الموصل، وحدود النفوذ التركي في العراق وسورية. ومقابل تدخل تركيا في العراق، يلوح الحشد الشعبي (أي شيعة العراق) بالتدخل في سورية لملاحقة عناصر “داعش” هناك. هذا طبعاً بعد أن بدأت عناصره في الخروج بسلام من الموصل باتجاه الأراضي السورية، تحت سمع كل الأطراف وبصرها! وبالنسبة للأكراد، الأهم من الموصل وداعش مصير كركوك ومستقبل الحلم الكردي بالدولة.
لا يعني الحديث عن ما بعد الموصل “داعش” ولا يستهدفه، وإنما دور الأطراف المعنية ونفوذها بحجز حصص لها وتوسيع نطاقاتها كل على حساب الأخرى.. أما “داعش” فسيخرج من العراق إلى سورية، وقد تلاحقه بعض القوى هناك. لكن ليس للقضاء عليه، وإلا لكانت سعت جدياً إلى القضاء عليه منذ ظهوره داخل العراق قبل سنوات.
تقول التطورات الميدانية إن “داعش” ينقل حالياً نقاط تمركز قواته، بل ومقار إقامة عائلات أفراده. حتى الآن، تقع تلك الأماكن الجديدة داخل العراق، خصوصاً على الجانب الغربي من الموصل، حيث استغل “داعش” تركيز القوات المهاجمة على الجهة الشرقية، وراح يفتح ممراتٍ للخروج الآمن من الأطراف الغربية. السؤال الذي يفرض نفسه بالضرورة في ظل هذه التطورات، إذا كانت الدول والأطراف والقوات التي تحارب “داعش” تعلم بالتأكيد أن الفارق الكبير في القوة سيدفع “داعش” إلى التفكير مسبقاً في الهروب إلى مناطق أخرى.. وأن مسرح العمليات مرشّح للانتقال إلى تلك الأماكن، في مدى زمني لن يتجاوز عدد أيام الحملة الجارية على الموصل، فما هي الإجراءات الاحترازية التي اتخذت للتعامل مع هذا السلوك الطبيعي من أي قوة مُعرّضة للهزيمة والاندحار؟
يقول الواقع إنه لا إجراءات اتخذت، ولا خطط مستقبلية، على الأقل معلنة، جاهزة للتعامل مع مرحلة ما بعد الموصل. كأن تحرير الموصل من قبضة “داعش” سيُفضي تلقائياً، وبذاته، إلى انتهاء عناصر “داعش” وتبخر التنظيم بأفراده وعتاده في الهواء. بينما تقول التجارب السابقة إن “داعش” حين يخسر أرضاً، يعتمد مرحلياً على نشر عناصره في نقاط متفرقةٍ وتشكيل خلايا تساعد على تحويل الأراضي الجديدة إلى محطات تعبئةٍ للأفراد وانطلاقٍ نحو السيطرة على أراضٍ جديدة. وليس من الوارد هنا أن يضحّي قادة “داعش” وكوادره العسكرية بأنفسهم أو عائلاتهم.
يعيد هذا الوضع إنتاج الغموض وعلامات الاستفهام التي أحاطت بملف “داعش”، بدءاً بنشأتها مروراً باستيلائهاعلى الموصل، ثم مناطق أخرى في العراق وسورية، انتهاء بعمليات قصف جوي استمرت عامين، بواسطة التحالف الدولي لمحاربة “داعش” من دون نتائج ملموسة، وأخيراً معركة تحرير الموصل التي تقترب من ساعة الحسم فيها، وما من مؤشراتٍ إلى القضاء على “داعش” أو انتهاء ذلك الكابوس المسمى “الدولة الإسلامية”.
في المقابل، يبدو أن الخلافات الداخلية والإقليمية هي الهاجس الأكبر في مرحلة ما بعد معركة الموصل، فقادة الحشد الشعبي وعدد من الفصائل الشيعية اجتمعوا مع مقتدى الصدر، للتنسيق مرحلياً بشأن المعارك ودور الحشد فيها. وبدا جلياً أن اللقاء لتأجيل الخلافات القائمة وليس لحلها. أما الأزمة بين تركيا والعراق فليست بسبب رغبة أنقرة المشاركة في تحرير الموصل، أو وجودها العسكري في شمال العراق، جوهر الأزمة هو الدور التركي فيما بعد الموصل، وحدود النفوذ التركي في العراق وسورية. ومقابل تدخل تركيا في العراق، يلوح الحشد الشعبي (أي شيعة العراق) بالتدخل في سورية لملاحقة عناصر “داعش” هناك. هذا طبعاً بعد أن بدأت عناصره في الخروج بسلام من الموصل باتجاه الأراضي السورية، تحت سمع كل الأطراف وبصرها! وبالنسبة للأكراد، الأهم من الموصل وداعش مصير كركوك ومستقبل الحلم الكردي بالدولة.
لا يعني الحديث عن ما بعد الموصل “داعش” ولا يستهدفه، وإنما دور الأطراف المعنية ونفوذها بحجز حصص لها وتوسيع نطاقاتها كل على حساب الأخرى.. أما “داعش” فسيخرج من العراق إلى سورية، وقد تلاحقه بعض القوى هناك. لكن ليس للقضاء عليه، وإلا لكانت سعت جدياً إلى القضاء عليه منذ ظهوره داخل العراق قبل سنوات.
سامح راشد
صحيفة العربي الجديد