في 17تشرين الأول/أكتوبر 2016، أعلنت الحكومة العراقية عملية عسكرية لاستعادة مدينة الموصل بعد حوالي ستة أشهر من الإعداد لها؛ وقد نجحت القوات العراقية في استعادة الجانب الشرقي من المدينة بعد حوالي مئة يوم من المعارك العنيفة مع تنظيم الدولة، الذي سيطر على المدينة، في 10 يونيو/حزيران 2014، ومدن أخرى في محافظات كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار
وفي 19شباط/فبراير 2017، أعلنت الحكومة العراقية بدء المرحلة الثالثة من عملية “قادمون يا نينوى” لاستعادة الجانب الغربي (الساحل الأيمن) من المدينة، بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان عن استعادة كامل الجانب الشرقي، في 24كانون الثاني/يناير 2017، بدعم طيران التحالف الدولي وقوات أخرى واجهت خلالها القوات العراقية مقاومة عنيفة من قبل مقاتلي داعش. في نهاية المطاف ستتمكن القوات العراقية والتحالف الدولي من تحرير الموصل من قبضة داعش في وقت مبكر من هذا العام. في سياق مرحلة ما بعد داعش يطرح سؤال مركزي ما طبيعة المنطقة بعد تحرير الموصل؟ أن نتائج معركة الموصل ستحدد مستقبل المنطقة؛ إما حروبًا أهلية وإقليمية ودولية مستمرةأو حكومات اتحادية تنهي سيطرة الحكومات المركزية؟
لا يؤسس الدستور العراقي الحالي الذي أنتج كل أزمات النظام السياسي العراقي في مرحلة ما بعد عام 2003م، والذي يخدم بقاء المكون الشيعي كمسيطر على حكم العراق لحالة استقرار مجتمعي بل سيعمق من حالة القلق الاجتماعي؟ فهل الولايات المتحدة الأمريكية الراعية الرسمي لذلك النظام السياسي في العراق بالتعاون مع دول جوار العراق الحريصة على انهاء النفوذ الإيراني فيه، ستعمل على تغيير هذا الدستور ليحكم العراق من قبل نخبة عراقية وطنية علمانية؟.
وما لم يحدث تغييرٍ جذري في طبيعة السياسة العراقية، فإن معركة الموصل وتداعياتها الفوضوية المحتملة قد تمهّد الطريق أمام اندلاع تمرّدٍ سني جديد – سواء جاء على شكل تنظيم داعش – أو تنظيم «القاعدة في العراق» المولود من جديد، أو تنظيمٍ إسلامي جديد على غرار «جيش رجال الطريقة النقشبندية»، أو غيرها. ومن المحتمل أن يتحقق هذا الاحتمال خصوصاً إذا بقي تنظيم داعش محتمياً في سورية ويستغل وجوده هناك لشن عملياتٍ في العراق. ومثل هذه النتيجة ستضمن استمرار حاجة بغداد إلى شريك/موفّر للمساعدة الأمنية المتمكنة، سواء كان واشنطن أم طهران. ولدى الولايات المتحدة رغبة شديدة في أن تكون هي الشريك المختار، إلّا أنّ قرب النظام الإيراني وتساؤلاته العالقة حول موثوقية الولايات المتحدة سوف تدفع العراق على الأرجح إلى الاستمرار في تجنب المخاطر مع طهران. وفي الوقت نفسه، سوف يستمر الوكلاء الإيرانيين المحليين في الانخراط في عمليات التطهير الطائفي في المناطق “المحررة” من أجل تأمين خطوط حاسمة للاتصالات وحماية المجتمعات الشيعية المعزولة أو المحاصرة.
يرى النظام الإيراني أنَّ الوجود الشيعي في البيئة العربية وخاصة المشرقية منها يُشكل أقليّة متناثرة وسط أكثرية سُنّية متصلة جغرافياً؛ ولاختراق الجغرافية السُنّية لابدَ من إحداث تغييرات ديموغرافية في الكتلة البشرية للجغرافية التي يُشكّل العرب السُنّة غالبيتها العظمى، والتي تمتد من الموصل القريبة نسبياً عن إيران إلى مناطق شمال حلب مروراً بمدنٍ عراقية، مثل تلعفر وسنجار بموازاة الحدود مع تركيا في سورية والعراق.وعلى امتداد الجغرافيا التي يستهدفها النظام الإيراني، فهو يعمل على تعزيز ودعم وإحداث تواجد لمراكز قوى موالية له على امتداد هذه الجغرافيا من خلال تعزيز بؤر التواجد الكردية الحليفة له والقائمة أصلاً، وخلق بؤر شيعية طارئة بتمكين ما يمكن أنْ نسميه الشبكات الإيرانية التي تمثلها أحزاب أو شخصيات أو مجموعات مسلحة شبه عسكرية تلتقي على الولاء للنظام الإيراني وتنفيذ سياساته. واستطاع خلال العقود الماضية تأسيس بنى متينة لمثل هذه الشبكات تغلغلت في مفاصل بعض الدول حتى باتت تمثل أحياناً دولة الظل، كما هو حال حزب الله اللبناني، أو دولة داخل الدولة؛ أو هو الدولة ذاتها، كما هو متوقع لدور الحشد الشعبي مستقبلاً بعد أنْ تحوّلَ الجيش العراقي، إلى جيشٍ رديف للحشد الشعبي شبه العسكري؛ وهي حالةٌ غير مسبوقة في التاريخ المعاصر حيث تتشكل جيوش شعبية أو شبه رسمية كرديفٍ مؤازر لمؤسسة الجيش التابعة للدولة، وليس العكس.
وبالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يحاول النظام الإيراني بناء طريق بري عبر العراق وسورية من أجل تجهيز معبره الجوي إلى دمشق الذي يستعين به لإعادة تجهيز «حزب الله» ونظام الأسد مع إحكام نفوذه في المشرق العربي. ويبحث النظام الإيراني بشكلٍ عام عن خطوط اتصالٍ متكررة من أجل تأمين المرونة لشبكته من الوكلاء والشركاء. وفي حين أنّ المعبر الجوي سيبقى الاتصال الأكثر ملاءمة والوسيلة الأساسية لنقل القوات إلى هناك، فإن المعبر البري سيمكّن النظام الإيراني من إرسال الإمدادات اللازمة الأقل إلحاحاً بواسطة الطريق البري الأقل تكلفة. وسيوسّع هذا المعبر أيضاً الخيارات المتاحة له إذا اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية يوماً ما الخطوة غير المرجحة بإنشاء منطقة حظر جوي فوق سورية، أو إذا أغلقت إسرائيل مطار دمشق أثناء حربٍ مستقبلية مع «حزب الله». ولعلّ الأهم من ذلك، أن ممراً برياً سيمكّن النظام الإيراني من توسيع اتصالاته مع السكان المحليين، مما يخلق فرصاً لممارسة نفوذه وتشكيل التطورات في جميع أرجاء المشرق العربي. وبالفعل، تظهر اليوم مؤشرات على أنّ وحدات الحشد الشعبي المدعومة من النظام الإيراني التي استولت مؤخراً على قاعدة تلعفر الجوية من تنظيم داعش تحوّلها اليوم إلى منطقة تجمّع لنشر نفوذه في شمالي العراق وسوريا لدى سقوط الموصل وتوافر المزيد من الميليشيات الشيعية العراقية.
كان النظام الإيراني المستفيد الخارجي الأول من قيام الولايات المتحدة بالإطاحة بنظام طالبان في عام 2001 وبنظام صدام حسين عام 2003، وهما أهم عدوين إقليميين له في ذلك الوقت. واليوم أيضاً، إذا لم تتخذ الولايات المتحدة الإجراءات الوقائية المناسبة، سيكون النظام الإيراني المستفيد الأول من تدمير داعش وتفكيك ما تُدعى بالخلافة في العراق. وبالفعل، عبّر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب عن هذه المخاوف خلال النقاش الرئاسي النهائي في تشرين الأول/أكتوبر، مشدداً على أنّ النظام الإيراني سيكون “الرابح الأكبر” عندما يستعيد التحالف الدولي الموصل. وسيتطلب تفادي هذه النتيجة مزيجاً من الخطوات الثابتة من أجل الحفاظ على وحدة هذا التحالف المناهض لداعش، ودعم قدرات العراق على مكافحة التمرد، والمحافظة على سيادة بغداد، وردع النظام الإيراني بعد انتهاء معركة الموصل.
اليوم نضجت إرادة دولية لانتزاع العراق من قبضة النظام الإيراني، بعد أن امتدت نيران ما يحدث في العراق وسورية إلى أنحاء العالم وخاصة الدول الأوروبية والولايات المتحدة التي لم يعد بإمكانها البقاء متفرجة. وإذا تم قص أصابعه في الشرق الأوسط، فمن غير المستبعد أن يؤدي ذلك إلى نهاية مشروع الثورة الإيرانية الذي بدأ قبل 38 عاما، وقد يؤدي سقوط ذلك الحجر الكبير إلى انهيارها وربما تقسيم إيران، وهذا موضوع آخر.أكبر فخ لإخراج إيران خارج عجلة التاريخ كان الاتفاق النووي، الذي مثل بداية نهاية مرحلة بدأت عام 1979 بوصول الخميني من كهوف التاريخ إلى السلطة، ليشعل فتيل ظهور الأحزاب الدينية في جميع الدول الإسلامية، لتنخر جسد المجتمع المدني وأجهزة الدول المدنية.نظام الحكم في إيران لن يتغير خلال أيام، لكن الاتفاق النووي أدخله في مخاض وصراع بين من يبيعون الشعارات الدينية، وبين من يريدون إبرام الصفقات والاستثمارات من أجل إنعاش الاقتصاد الإيراني. وسوف يتعمق ذلك الصراع تدريجيا بعد أن أصبح لدى الإيرانيين ما يمكن أن يخسروه. وهو ما ظهر جليا في رعبها من احتمال إلغاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لذلك الاتفاق. طهران لا تستطيع اليوم العودة إلى ما كانت عليه قبل رفع العقوبات، فهي تصدر الآن أكثر من ضعفي ما كانت تصدره من النفط، وتتسابق إليها الشركات لاستكشاف فرص الاستثمار، وعليها أن توفر مناخ الاستثمار المنضبط تدريجيا، وهي مسألة وقت لا أكثر.
يراقب مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية ما يجرى من أحداث في المنطقة من زيارات لأجهزة المخابرات وتنسيق لمؤتمرات المعارضة بعين ثاقبة، حيث تذكره تسارع الأحداث في هذا العام بما وقع عام 2003م، حيث تسير في نفس السياقات وقد تكون نفس النتائج. فالجمهوريون في عهد إدارة جورج دبليو هم الذين أسقطوا حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وقد يتكرر هذا المشهد ضد النظام الإيراني في عهد دونالد ترمب الجمهوري، وستكون الإجراءات الأمريكية من أهمّ عوامل صياغة السلوك الإيراني في العراق بعد انتهاء معركة الموصل، فكلّما تراجعت واشنطن، تقدّمت طهران. ومن المرجح أن يؤدّي تكرار انسحاب التحالف السريع وفك ارتباطه بين عامي 2009 و2011 إلى تشجيع طهران على زيادة حزمها في العراق ويضعها في موقع أفضل لمواجهة النشاطات الأمريكية هناك. بالإضافة إلى ذلك، تشكّل الحكومة العراقية أيضاً عاملاً أساسياً لتحديد السياسة الإيرانية في العراق. فكلما كانت علاقة واشنطن ببغداد قوية، كلما كانت أسهم الولايات المتحدة المحلية محمية على نحو أفضل. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق: ما العمل في حال فشل إدارة الرئيس دونالد ترمب في مواجهة النفوذ الإيراني بالعراق سلميّا؟ حيث توحي تصريحاته في أثناء حملته الانتخابية وبعد تسلمه منصبه الرئاسي في 20كانون الثاني/يناير من العام الحالي، بأن الحرب القادمة ستكون ضد النظام الإيراني وهذا يعني أن مركز العمليات العسكرية سيكون العراق ودول الجوار العراقي والإيراني. فما مدى استعداد النظام الإيراني لهذه الحرب؟ وهل سيعتمد النظام الإيراني على حلفائه من الأحزاب الشيعية، وهل –لايزال- لهذه الأحزاب أي تأثير على الشارع الشيعي بالعراق مقارنة ما بعد عام 2003م؟ أم أن النظام الإيراني سيعمل على توسعة مظلة “الحشد الشعبي” الحرس الثوري الإيراني الجديد في العراق؟ وفي إطار تمتين النظام الإيراني تحالفاته في العراق، زار 9 آذار/مارس الحالي، وفد إيراني بغداد والتقى بقيادات حليفة للنظام الإيراني ومنها المجلس الأعلى الإسلامي وحزب الدعوة التقى مع نوري المالكي نائب رئيس جمهورية العراق، والتقى أيضًا مع شخصيات شيعية أخرى. وطلب هذا الوفد إجراء لقاء مع حزب الإسلامي العراقي بعد رجوعهم من مؤتمر اسطنبول. وكما كلّف الوفد بعض القيادات الشيعية التحرك على سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي وبعض القيادات السُنية الأخرى لإرضائهم واستمالتهم حيث يهدف هذا التحرك لعدم انجرارهم وراء القوى السياسية العراقية والعربية والإقليمية المناهضة للنفوذ الإيراني في العراق.
وخلال اللقاء أبدى الوفد الإيراني امتعاضهم من مؤتمر أنقرة، فالإيرانيون لا يرغبون بأن تتشكل جبهة ضدهم في العراق، لاسيما بعد ازدياد التواجد الأمريكي في العراق. لذا بدأ النظام الإيراني العمل بشتى الطرق لكسب حلفاء جدد من الشيعة والسُنة والكورد لخطورة الوضع الداخلي في إيران وذلك لقطع الطريق على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها. وفي هذا السياق نتساءل ما مستقبل العراق كدولة موحدة في ظل الصراع الصفري الأمريكي والإيراني عليه؟ أما على الجانب الأمريكي وصل بريت ماكغورك مسؤول الملف العراقي والإيراني والسوري إلى بغداد. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق؟ ما هي الخطة العسكرية التي ستعمتد عليها الولايات المتحدة الأمريكية في حربها ضد النظام الإيراني؟ فهل 10000 ألاف جندي قادرين على وقف التمدد الإيراني بالعراق؟
وفي بيئة إقليمية مضطربة، تتكرر أنباء عن وجود مناقشات جدية خلف الكواليس تتحدث عن إقامة تحالف إقليمي يشبه “الناتو”، تقوده الولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة دول عربية، وينحصر دورها المعلن بالتعاون الأمني والاستخباراتي. وما يرجح وجود نوع من المصداقية لهذه الانباء التي نشرتها صحف أمريكية من بينها صحيفة “وول ستريت جورنال” المقربة من ادارة ترمب،عزم هذه الإدارة عقد مؤتمر دولي لمحاربة الإرهاب، وتنظيم داعش على وجه الخصوص، بحضور عربي مكثف، وكذلك ارسالها، أي إدارة ترمب، حوالي الف جندي إضافي الى سورية للمشاركة في عملية “تحرير” الرقة عاصمة التنظيم، وكذلك تكثيف هجماتها ضد تنظيم “القاعدة” في اليمن. اللافت ان هذا الحراك بشقيه السياسي والعسكري يتم تحت عنوان محاربة الإرهاب، ولكن هدفه غير المعلن، هو النظام الإيراني والجماعات التابعة لها في كل من العراق وسورية ولبنان، وسيكون العرب او “محور الاعتدال” خاصة هو “رأس الحربة” والممول الرئيسي لاي تحرك امريكي في سورية والعراق، وربما ايران لاحقا. وما يؤكد صحة هذه التوجهات اتفاق ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماعهما -يوم الثلاثاء- على أن النظام الإيراني يمثل تهديدا أمنيا على المنطقة،وأنه يحاول كسب شرعيته في العالم الإسلامي عبر دعم المنظمات الإرهابية بهدف وصولهم لقبلة المسلمين في مكة، مما يعطيهم الشرعية التي يفتقدونها في العالم الإسلامي.
في المقابل يدرك النظام الإيراني تفاصيل هذه الاستراتيجية الامريكية وأهدافها السرية والمعلنة، وهناك مؤشرات بأنه يستعد لها، من بينها تهديدات حسن نصر الله، زعيم حزب الله بقصف مفاعل ديمونة الإسرائيلي في قلب صحراء النقب، وحاويات مادة الايمونيا السامة في محيط مدينة حيفا، وفي الحالين ستكون الخسائر الإسرائيلية المادية والبشرية مرعبة بكل المقاييس، حتى ان المستوطنين في الأخيرة، أي مدينة حيفا، بدأوا تحركا يطالب الحكومة الإسرائيلية بإزالة هذه المستودعات من مدينتهم ونقلها الى مكان آخر.
المشهد يبدو تصعيدا أميركيا سيقابله طبعا تصعيد إيراني. أدوات النظام الإيراني وأذرعه بإنتاج واسع على الأرض العراقية، بدأ يتموضع في سورية وبوضوح أكبر في العراق وذلك بزيادة القوات ونشرها دون ضجيج وعلى ودفعات وبأماكن متفرقة، والأخبار صادمة بكل تأكيد للإرهاب الداعشي المتواجد على أطراف محافظة الأنبار في مدن عانة وراوة والقائم، والاستعدادات والترقب للمعارك حاضرة في تهيئة الحشود العشائرية ومنها من لا علاقة له بالحشد الشعبي الطائفي ويقاتل مع القوات العسكرية لتحرير مناطقه.رد الفعل يأتي من بعض قادة الحشد بالرفض لمشاركة أعداد إضافية من القوات الأميركية في الحرب ضد الإرهاب، رغم أن الأميركيين يشاركون في الدعم الجوي الكبير الفاعل في معركة الموصل وكذلك في إسناد القطعات الأرضية. لماذا التوجس من الحرب الحاسمة على الإرهاب؟ الجواب في الصراع الأميركي القادم مع إيران، الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم، وهي حرب سيخوضها الحرس الثوري الإيراني لكن وقودها من العراقيين من منتسبي الحشد، وهو وقود متوفر ورخيص وتحت الطلب وبأمر الولي الفقيه طبعا.
في نيسان/إبريل عام 2003م، ضربت الولايات المتحدة الأمريكية العراق “بالساطور” وقضت عليه، فهل تأكل النظام الإيراني “بالشوكة والسكينة” بدءًا بالعراق مرورًا في اليمن وسوريا وانتهاءً بلبنان. وبعدها تبدأ مرحلة مواجهة النظام الإيراني من الداخل حيث ستعمل الولايات المتحدة الأمريكية على دعم المعارضة الإيرانية بالخارج وتقديم الدعم أيضًا للمكونات القومية والدينية التي تعاني لعقود من اضطهاد النظام الإيراني لها.
وفي إطارالحرب القائمة ضد تنظيم داعش والنظام الإيراني مستقبلاً تسعى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الجوار بكل قوة في إنهاء ظاهرة داعش والنتائج التي ترتبت على ظهوره كتأسيس الحشد الشعبي الذراع العسكري للنظام الإيراني في العراق فوفق معلومات خاصة حصل عليها مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ففي اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي سيعقد في تونس فإن الحشد الشعبي سيتصدر جدول أعمال اجتمال وزراء الداخلية العرب، وبطلب من مملكة البحرين وبدعم من دول الخليج العربي سيطرح على الاجتماع اعتبار الحشد الشعبي كقوة إرهابية. وإذا أقر هذا الطلب، فإن مواجهة ساخنة مرتقبة ستكون بين دول الخليج من جانب العربي والعراق من جانب آخر. لا حل لمشكلات المنطقة إلا بوحدة الدول العربية من ناحية، وبوضع حد للفتنة بين الشيعة والسنّة من ناحية أخرى. وما لم يتحقق ذلك سيدفع العرب والمسلمون من دون استثناء فاتورة باهظة
والسؤال ما مصير العراق وإيران بعد تحرير الموصل من داعش، هل في طريقهما للتقسيم، هل نرى باكو وأذربيجان وأرومية يتحدون لتكوين دولة أذربيجان الكبرى؟، هل سيشكل كردستان العراق وكردستان إيران وكردستان تركيا دولة كردستان الكبرى، هل بلوشستان ينضم إلى بلوشستان الكبرى؟، هل أهواز وعبدان وعربستان الإيراني يكونوا دولة خليجية جديدة؟.
وحدة الدراسات الاستراتيجية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية