سياسي وخبير أميركي في بورصة وول ستريت، تحول من منتقدي الرئيس الأميركي دونالد ترمب -قبل توليه الرئاسة- إلى أكبر داعميه ليكافأ بتعيينه في يوليو/تموز 2017 مديرا للاتصالات في البيت الأبيض، وأعلن أنه سيهتم بـ”ضبط إيقاع تغريدات الرئيس على تويتر والتخفيف من حدتها”، لكنه أقيل بعد عشرة أيام على تعيينه.
المولد والنشأة
ولد أنطوني سكاراموتشي يوم 6 يناير/كانون الثاني 1964 في نيويورك لعائلة أميركية-إيطالية.
الدراسة والتكوين
حصل على درجة بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة تافتس بولاية ماساتشوستس، وعلى الدكتوراه في القانون من كلية الحقوق بجامعة هارفارد.
الوظائف والمسؤوليات
يعد سكاراموتشي خبيرا ماليا في بورصة وول ستريت، وهو مؤسس صندوق التحوط في البورصة، بدأ حياته المهنية بالعمل في شركة تمويل أميركية متعددة الجنسيات “غولدن ساش” بين عامي 1989 و1996.
أسس عام 2005 شركة “سكاي بريدج”، وهي شركة استثمار عالمية مركزها الرئيسي في نيويورك، ومن المناصب التي شغلها أيضا نائب الرئيس الأول لبنك التصدير والاستيراد، وهو وكالة حكومية أميركية تعنى بضمان القروض للمشترين الأجانب للصادرات الأميركية.
عمل سكاراموتشي مستشارا في البيت الأبيض في ظل إدارة الرئيس دونالد ترمب، ورغم أنه لا يملك خبرة سابقة في الإعلام عين سكاراموتشي في 21 يوليو/تموز 2017 مديرا للاتصالات في البيت الأبيض، وهو المنصب الذي ظل شاغرا منذ 30 مايو/أيار 2017 عقب استقالة مدير الاتصالات السابق مايك دوبكي عقب ثلاثة أشهر من بدء عمله ضمن إدارة ترمب.
ومدير اتصالات البيت الأبيض يكون مسؤولا عن الحملة الإعلامية لهذا البيت والترويج للبرنامج السياسي للرئيس الأميركي، إضافة إلى العمل مع طاقمه الخاص على كتابة خطابات الرئيس.
التجربة السياسية
يعتبر سكاراموتشي من المبتدئين في عالم السياسة، وقد انضم إلى حملة ترمب الحملة الانتخابية للرئاسيات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وكان سكاراموتشي من المنتقدين لترمب قبل الالتحاق به، وله آراء مخالفة لسياساته حيال عدة محاور، منها الهجرة غير النظامية، والتغير المناخي، وحمل السلاح.
وفي مقابلة له مع فوكس بيزنس في أغسطس/آب 2015 وصف سكاراموتشي ترمب بأنه “رجل لا يسعى لسوى لجمع المال” ومتأنق يمتلك إرثا من المال” و”متشدق”.
غير أنه تحول إلى داعم قوي للرئيس الأميركي، وظهر على شاشة التلفزيون في أكثر من مناسبة للدفاع عنه، وبعد توليه منصبه مديرا للاتصالات أكد أن فريقه الإعلامي سيدافع عن الرئيس الذي وصفه بأنه “جوهرة كريستال” بكل قوة لمواجهة “المعلومات المغلوطة وغير المنطقية التي تقال عنه”.
وبعد يوم على تسلمه منصبه الجديد حذف الخبير المالي السابق في نيويورك سلسلة تعليقات على حسابه في تويتر كان أبدى فيها آراء مخالفة لتلك التي يحملها الرئيس الأميركي.
وكتب سكاراموتشي على تويتر “لأجل الشفافية الكاملة أقوم بحذف التغريدات السابقة، لقد تطورت الآراء السابقة ولا يجب أن تصرف الانتباه عن أمور أخرى، أنا أخدم أجندة رئيس الولايات المتحدة وهذا كل ما يهم”.
وعن الإستراتيجية التواصلية المقبلة قال سكاراموتشي في مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز الإخبارية يوم 23 يوليو/تموز 2017 إن البيت الأبيض يحتاج بصورة ما إلى تعديل أسلوبه الخاص بتوجيه الرسائل، ووعد بأن يبدأ “عهدا جديدا من المشاعر الطيبة“، معربا عن أمله في خلق “بيئة عمل أكثر إيجابية”.
وواجه ترمب متاعب مع وسائل الإعلام على خلفية نشره في كثير من الأحيان تغريدات وصفت بالتحريضية عبر تويتر، حيث هاجم شبكة “سي أن أن” ووسائل إعلام أخرى باعتبارها تنشر “أخبارا زائفة”، وعقد البيت الأبيض في الأغلب جلسات الإحاطة للصحفيين بعيدا عن الكاميرات.
المدير الجديد للإعلام في البيت الأبيض أنطوني سكاراموتشي أعلن أنه سيسعى إلى ضبط إيقاع ترمب على تويتر والتخفيف من حدتها، موضحا أنه “سيطلب على الأرجح إعادة ضبط بعض تغريدات الرئيس ترمب المستفزة”.
وتابع قائلا “هذا سيكون أمرا مفيدا له”، بحسب تصريحات نقلها موقع شبكة “سي أن أن”، مؤكدا رغبته في إعادة العلاقات بين البيت الأبيض ووسائل الإعلام، ولا سيما المحلية، والتي لا يتحدث ترمب إلى أغلبيتها.
الإقالة
بعد عشرة أيام على تعيينه، أعلن البيت الأبيض إعفاء مديره للاتصالات المعين حديثا أنتوني سكاراموتشي. وجاءت إقالته بعد أيام من نشر مقابلة أجرتها معه مجلة “نيويوركر”، هاجم فيها بحدة رئيس موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس، وكبير المخططين الإستراتيجيين في البيت الأبيض ستيف بانون.
وأكد البيت الأبيض القرار يوم السبت 31 يوليو/تموز 2017 الإعفاء بعدما أوردت صحيفة نيويورك تايمز في موقعها الإلكتروني -نقلا عن مصادر- أن ترمب قرر إقالة سكاراموتشي بناء على طلب من كبير موظفي البيت الأبيض الجديد جون كيلي، الذي عينه ترمب في منصبه مكان راينس بريبوس
الجزيرة