بعد اتفاق الدوحة النفطي : هل سنشهد انضمام باقي المنتجين ؟

بعد اتفاق الدوحة النفطي : هل سنشهد انضمام باقي المنتجين ؟

cb9f2db8af4fa4812bc7f9cd93fcaee6
شهدت أسعار النفط الخام ارتفعا طفيفا على اسعار النفط وسط ترقب الأسواق لاجتماع في طهران، وهو الذي يعد شرطا لنجاح المباحثات بين المنتجين الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة يوم 16 شباط / فبراير الجاري.
وقد ارتفع خام برنت 92 سنتا إلى 33.10 دولار للبرميل بحلول الساعة بعد أن هبط 1.21 دولار عند التسوية في الجلسة السابقة في حين ارتفع الخام الأمريكي 68 سنتا إلى 29.72 دولار للبرميل.
وعزا بعض المحللين تذبذب الاسعار إلى شهدته اسعار النفط خلال هذا الاسبوع الى تراجع امال المتعاملين بعد الاتفاق على تثبيت الانتاج وليس خفض المعروض ما يعني بقاء الاسعار مادون 40دولار للبرميل .
وخلال اجتماع الدوحة اتفقت الدول الاربعة وهي (السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا ) خلال اجتماعها يوم الثلاثاء 16 شباط / فبراير الدوحة على تثبيت إنتاجها عن معدلات شهر كانون الثاني / يناير الماضي ،بهدف تعزيز الأسعار وتقييد الإنتاج ، وبشرط مشاركة باقي المنتجين في ذلك .

وقد انتجت أوبك  معدلات قياسية خلال شهر كانون الثاني /يناير عند 33مليون برميل يوميا ،في حين انتجت روسيا 10.8 برميل يوميا .
وقالت مصادر في اوبك لوكالة رويترز إنه قد يجري عرض شروط خاصة على طهران ضمن اتفاق لتجميد مستوى الإنتاج.
ان نجاح اتفاق الدوحة يعتمد بشكل اساسي على ما سيتمخض عن اجتماع طهران بين كل من وزير النفط الايراني ونظيريه العراقي والفنزويلي للموافقة على نتائج اتفاق الدوحة .
وبحسب ما صرح به مندوب طهران لدى منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” اكد ان بلاده لن تحد من إنتاجها النفطي، بل ستواصل زيادته إلى أن يصل إلى المستوى الذي كان عليه قبل فرض العقوبات الدولية على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقد نقلت وكالة رويترز عن مصدر قوله إن إيران مستعدة لبحث تجميد مستويات إنتاج النفط فور وصولها إلى مستويات ما قبل العقوبات الغربية. وأضاف المصدر “لم نصل بعد إلى مستوى إنتاجنا قبل العقوبات، عندما نصل إليه سنكون على قدم المساواة ومن ثم يمكننا الحديث”.
وأعلنت إيران مؤخرا أنها زادت إنتاجها النفطي بأربعمئة ألف برميل يوميا بعد رفع العقوبات وأظهر مسح لرويترز نشر في الخامس من يناير كانون الثاني أن إنتاج إيران من النفط بلغ 2.9 مليون برميل يوميا في ديسمبر كانون الأول.
وقد خفضت صادرات إيران من النفط الخام إلى نحو 1.1 مليون برميل يوميا من 2.5 مليون برميل يوميا سجلتها قبل العقوبات الدولية عام2012 وكالة رويترز.
ووصف وزير النفط السعودي علي النعيمي الاتفاق بأنه “بداية مسار سنعمل على تقييمه خلال الأشهر المقبلة لنقرر ما إذا كانت خطوات أخرى ضرورية من أجل استقرار الأسواق”. وأضاف “لا نريد تذبذبات كبيرة في الأسعار، لا نريد خفضا للإنتاج، نريد أن نلبي الطلب ونريد سعرا مستقرا للنفط”.
وجاء هذا الاتفاق بعد نشاط فنزويلي بجولة في الدول النفطية الكبرى لتهيئة الأجواء لاتفاق عالمي من أجل تعزيز أسعار النفط. وإعلان وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو دل بينو أنه سيجري محادثات مع نظيريه العراقي والإيراني .
أما الموقف العراقي فقد أعلنت بغداد مرارا أنه مستعد لخفض إنتاجه النفطي إذا اتفق كافة المنتجين من داخل أوبك وخارجها على مثل هذه الخطوة.
ان الاحداث المتسارعة التي تعيشها اسواق النفطية والتقلبات أفرزت حالة من الوعي بين المنتجين الى ضرورة البحث في اليات الانتاج ، فقد خسرت أسعار النفط 70% من قيمتها منذ صيف 2014، والأسواق اليوم تشهد عودة منتجين مثل ايران التي كانت ترزح تحت العقوبات الدولية منذ العالم 2011، ناهيك عن دول اخرى اصبحت تأن تحت وطئة انهيار سعر برميل النفط لاسيما تلك الدول الريعية ومن بينها العراق وفنزويلا.
وبحسب الخبراء يعد هذا المقترح في حال اتفاق جميع المنتجين النفطيين أول اتفاق عالمي منذ 15 عاما بشأن الإنتاج النفطي حيث سيبقي المنتجون على إنتاجهم عند مستويات  كانون الثاني/ يناير الماضي . لكن السعودية تشترط تعاون كبار المنتجين الآخرين من اجل استقرار السوق والاسعار ، وهو امر قد يعيقه التشدد في الموقف الايراني .

وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية