بغداد – تزامنت دعوة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الأحد، لعقد حوار سياسي بين الأطراف العراقية تستضيفه أربيل، مع إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر تحرير المنطقة الخضراء.
وبعد أن أعلن الصدر انسحابه من العملية السياسية وأعلن استقالة نواب التيار الصدري قبل شهرين، وأوصى مناصريه بالانسحاب من مبنى البرلمان والمنطقة الخضراء، عاد واعتبر احتلال أنصاره للمنطقة الخضراء والبرلمان عملية تحرير ونقطة انطلاق في التغيير الذي يريد إرساءه في العراق على حساب التيارات الشيعية الموالية لإيران وخصوصا الإطار التنسيقي وكذلك بقية الأحزاب غير الشيعية التي كانت خارج مظلة الثلاثي: الصدر – الحلبوسي – بارزاني.
واعتبر زعيم التيار الصدري، الأحد، أن اعتصام أنصاره داخل البرلمان العراقي يمثل “ثورة عفوية” حررت المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد، مشيراً إلى أن ما يحصل يعد “فرصة ذهبية” لكل من اكتوى بالظلم والفساد والإرهاب والتبعية.
وقال الصدر في بيان “كلي أمل ألاّ تتكرر مأساة تفويت الفرصة الذهبية الأولى عام 2016″، مشيراً بذلك إلى أول اقتحام للبرلمان من قبل الصدريين. وتابع أن اقتحام الصدريين للبرلمان مرة أخرى يعدّ “فرصة أخرى لتبديد الظلام والظلامة والفساد والتفرد بالسلطة والولاء للخارج والمحاصصة والطائفية التي جثمت على صدر العراق منذ احتلاله وإلى يومنا هذا”.
وقال إن المظاهرات “فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والانتخابات التي إن زوّرت لصالح الدولة العميقة باتت أفضل انتخابات حرة ونزيهة، وإن كانت نزيهة وأزاحت الفاسدين باتت مزوّرة تنهشها أيادي الفاسدين من جهة والدعاوى الكيدية من جهة أخرى”.
وخاطب الصدر العراقيين قائلاً “هبّوا لطلب الإصلاح في وطنكم… فلا تفوّتوا الفرصة وإلا فلات حين مندم”.
ودعا الصدر الشعب العراقي إلى “مناصرة الثائرين للإصلاح” ولاسيما العشائر والقوات الأمنية والحشد الشعبي تحت قرار الشعب وإن ادّعى البعض أن “الثورة الحالية صدرية”.
واقتحمت أعداد كبيرة من مؤيدي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، السبت، مبنى البرلمان العراقي، في ثاني اقتحام خلال يومين، وأعلنوا اعتصاما مفتوحا حتى طرد من وصفوهم بـ”الفاسدين”.
وفي جلسة صورية، اختار المتظاهرون الصدريون، الأحد، زعيمهم مقتدى الصدر “حاكماً فعلياً” للعراق.
ووسط هتافات وشعارات أنصاره، قال أحد المتظاهرين الذي بدا جالساً على كرسي رئيس البرلمان “قرر مجلس الشعب التصويت على أن يستلم السيد مقتدى الصدر زمام الأمور ليكون هو الرئيس والحاكم في العراق، ليمهد ظهور الإمام المهدي”.
الأكراد يعتقدون أن الأجواء صارت مسمومة في بغداد حيث من المتوقع أن تنفجر مواجهات مسلحة في أي لحظة
وتسود أجواء من القلق في بغداد حيث يبدي أنصار التيار الصدري حماسا واندفاعا بشأن حراكهم الأخير ملوحين برد العنف الذي قد يطال المتظاهرين، فضلًا عن تبادل البيانات الشديدة بين التيار والإطار التنسيقي.
لذلك يعتقد الأكراد أن الأجواء صارت مسمومة في بغداد حيث من المتوقع أن تنفجر مواجهات مسلحة في أيّ لحظة، وبات من الصعب التوصل إلى تسوية بين الأطراف الشيعية وهو ما دفعهم لطرح مبادرة الحوار في أربيل وتقديم الحزب الديمقراطي الكردستاني وسيطا رغم كونه طرفا في الأزمة، حيث يعطل منذ أشهر التوافق داخل إقليم كردستان على شخصية لترشيحها لرئاسة الجمهورية.
ويقول مراقبون إن الوساطة الكردية تبدو الأنسب خاصة وأن الانسداد وصل إلى درجة تمنع أيّ دور للوساطة الأممية. وطرح رئيس إقليم كردستان شمالي العراق ، الأحد، مبادرة لعقد حوار سياسي بين الأطراف العراقية تستضيفها أربيل.
وقال بارزاني في بيان “إقليم كردستان سيكون دائما جزءاً من الحل، لذا ندعو الأطراف السياسية المعنية في العراق إلى القدوم إلى أربيل، والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد”.
وأضاف “نتابع بقلق عميق الأوضاع السياسية والمستجدات التي يشهدها العراق، وندعو الأطراف السياسية المختلفة إلى التزام منتهى ضبط النفس وخوض حوار مباشر من أجل حل المشكلات”. وتابع “زيادة تعقيد الأمور في ظل هذه الظروف الحساسة يعرض السلم المجتمعي والأمن والاستقرار في البلد للخطر”.
وأردف بارزاني بالقول “في الوقت الذي نحترم فيه إرادة التظاهر السلمي للجماهير، نؤكد على أهمية حماية مؤسسات الدولة وأمن المواطنين وموظفي الدولة وحياتهم وممتلكاتهم”.
العرب