بغداد – أعلنت هيئة الاستثمار العراقية الأحد المباشرة رسميا في إجراءات تنفيذ باكورة مشاريع توليد الطاقة الكهربائية من النفايات في العاصمة بغداد، على أن تتوسع التجربة في مرحلة لاحقة في باقي محافظات البلاد.
ويخطو البلد عبر هذه المبادرة الطموحة التي ظلت في دائرة النقاش خلال الأشهر الماضية خطوة أخرى باتجاه تنويع مصادر الطاقة في وقت تستورد فيه معظم احتياجاته من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء وخاصة من إيران.
ويعد المشروع أحد المبادرات، التي تعمل عليها الحكومة من أجل مواجهة التحديات البيئية عبر اعتماد التكنولوجيا الحديثة والمصادر المستدامة، في محاولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري والذي لا يزال المحرك الأول للاقتصاد.
80 ميغاواط يوميا ستنتجها محطة النهروان عبر معالجة نحو 3 آلاف طن من المخلفات
وقال نائب رئيس الهيئة سالار محمد أثناء مؤتمر صحفي للإعلان عن الفرصة الاستثمارية لمعالجة النفايات وإنتاج الطاقة الكهربائية في منطقة النهروان “نعلن اليوم فتح العطاءات المقدمة لتنفيذ مشروع معالجة النفايات لتوليد الطاقة في بغداد”.
وأوضح في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء العراقية الرسمية أنه “تم تبني المشروع”، الذي سيعتمد تقنية عالية الكفاءة من الجيل الرابع، “رسميا وبمتابعة شخصية من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
وذكر أنه تم تشكيل لجنة وزارية برئاسة هيئة الاستثمار وعضوية وزارة البيئة وأمانة بغداد من أجل “مواكبة التطور الحضاري والنهضة العلمية في العالم والمنطقة على وجه الخصوص في قطاع الطاقات المتجددة والمستدامة والنظيفة”.
وشدد محمد على أهمية “هذا المشروع الحضاري الأول من نوعه في العراق من النواحي الصحية والبيئية والمجتمعية التي لها صلة مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين”.
ومن المتوقع أن تعالج المنشأة التي لم تحدد الهيئة تكلفة إنشائها حتى الآن، ثلاثة آلاف طن من كمية النفايات في بغداد والتي تصل إلى أكثر من 10 آلاف طن يوميا.
وقدرت وزارة الكهرباء أنه لتوليد ميغاواط واحد فإن الأمر يحتاج معالجة 40 طنا من النفايات، مما يعني أن المحطة الجديدة قد يصل إنتاجها إلى 80 ميغاواطا يوميا من الطاقة يمكن أت تكفي لنحو 47 ألف منزل.
ومشكلة الكهرباء في البلد النفطي العضو في منظمة أوبك من أكبر الأزمات التي تواجه الحكومة في ظل ارتفاع الطلب المحلي، خاصة خلال فصل الصيف ومحدودية الإنتاج وتراجع إمدادات الغاز الإيراني للمحطات.
وتعمل الحكومة على تنفيذ خطط لتأمين الطلب المتنامي على الكهرباء دون التوسع في استعمال الوقود، من خلال الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن ومشاريع الطاقة النظيفة.
والسبت الماضي، دخلت خدمة الربط الكهربائي بين العراق والأردن العمل بشكل رسمي بعد سنوات من الترتيبات والأشغال المتعلقة بالالتزامات الفنية وتلك المتعلقة بالبنية التحتية.
والخط سيكون مشتركا بين محطتي الريشة الكهربائية الأردنية والرطبة العراقية على جهد يبلغ 132 كيلوفولط، وهو تجسيد لاتفاق في فبراير 2023 لتزويد العراق بقدرة 40 ميغاواط في المرحلة الأولى.
المشروع يعد إحدى المبادرات التي تعمل عليها الحكومة من أجل مواجهة التحديات البيئية عبر اعتماد التكنولوجيا الحديثة والمصادر المستدامة، في محاولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري
ويعاني العراق من فجوة في إنتاج الطاقة الكهربائية، حيث يستهلك أكثر من 23 ألف ميغاواط، مقارنة بإنتاج بلغ سابقا حوالي 19 ألف ميغاواط فقط.
وسبق أن أكد وزير الكهرباء زياد فاضل وجود عجز كبير يفوق 50 في المئة من إجمالي إنتاج المحطات حاليا، بما يعادل 13 ألف ميغاواط، رغم الخطط الرامية إلى تأمين الإمدادات بانتظام في غالبية المحافظات.
وتنتشر في أرجاء منطقة الشرق الأوسط بعض المشاريع الرائدة لإنتاج الكهرباء من المخلفات، على رأسها أكبر مركز لحرق النفايات وتحويلها إلى طاقة في دبي، حيث ينتج 220 ميغاواط تكفي لقرابة 135 ألف وحدة سكنية.
وفي الصحراء الشرقية من الأردن، وعلى بعد أربعين كيلومترا تقريبا من العاصمة عمّان، يقع مكب نفايات الغباوي الذي بدأ العمل في 2019 ويعالج قرابة 4200 طن من النفايات.
وتبني مصر محطة لمعالجة النفايات الصلبة وتحويلها إلى كهرباء في منطقة أبورواش بمحافظة الجيزة بمعدل إنتاج يبلغ 30 ميغاواط في الساعة من معالجة 1200 طن.
العرب