شذى خليل*
يعاني العراق تخلفا وعجزا وفسادا منذ عام 2003 في مختلف القطاعات وخاصة الصحي الامر الذي انعكس سلبيا على نظام الرعاية الصحية للمواطنين، حيث ارتفعت مستويات الفقر والبطالة، وتردت الحالة التغذوية.
كما يعاني العراق من سوء خدمات الصرف الصحي ومشكلات توفير المياه الصالحة للشرب، وتراجع مستويات التعليم فضلًا عن انتشار أنماط حياتية غير صحية،مما أدى إلى انتشار الامراض والأوبئة، وزيادة معدلات الوفيات وانخفاض معدلات العمر.
وحذرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان الجهات المسؤولة في العراق ، في 26 حزيران 2018، من انتشار مرض “الحمى النزفية” لما له من تاثيرات سلبية على اقتصاد البلد، وحياة المواطنين اذ يمكن يتسبب بوفاة العديد منهم.
ودعت وزارة الصحة ودائرة صحة الديوانية الى “تعفير حظائر الحيوانات في المحافظة والقيام بإجراءات وقائية سريعة للحيلولة دون انتشار المرض الى باقي محافظات العراق”، محذرة من انتشار مرض “الحمى النزفية” الفيروسية الخطير في مناطق الفرات الاوسط بالتحديد .
وشددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان ، على اتخاذ التدابير اللازمة لتشديد الرقابة على المجازر وتكثيف الجهود في مراقبة العاملين في مجال القصابة والزامهم بعدم الذبح خارج اطار المجازر الرسمية؛ للحيلولة دون انتقال الفيروس من الحيوانات الى الانسان.
اذ أعلنت وزارة الصحة عن رصدها لعدة حالات للفيروس المسبب المرض في عدد من المدن العراقية، ودعت العراقيين من مربي الدواجن والمواشي إلى أخذ الاحتياطات الضرورية، والالتزام بالإرشادات الصحية والنظافة والتعقيم ولبس القفازات والأكمام لمنع انتقال المرض، مشيرة الى انتقال فيروس المرض عن طريق الجاموس والأبقار والدواجن إلى الإنسان، ويمكن انتقاله من إنسان إلى آخر عبر الاتصال المباشر بدم المصاب أو إفرازات جسده.
وسجلت وزارة الصحة ارتفاعا في أعداد الضحايا في الديوانية والقرى التابعة لها إلى نحو عشرين شخصا، مرجحة احتمالية انتقاله إلى مدن جنوبية أخرى كالناصرية والعمارة إذا لم تضع السلطات الصحية حدا لذلك.
وتقول مصادر في مدينة الديوانية إن مستشفيات المدينة وعياداتها امتلأت بالمراجعين، الذين قدموا لإجراء الفحوصات الطبية، خوفا من إصابتهم بهذا المرض.
وشددت شرطة محافظة وقائمقامية الديوانية على اصدار التعليمات الخاصة بمنع الرعي داخل المدن، ومتابعة الموضوع مع الجهات المعنية بالمحافظة؛ بما يكفل سلامة الانسان والبيئة الحيوانية، واتخاذ اجراءات مشددة تجاه المخالفين لتلك الاوامر.
كما شددت على قيام الجهات المعنية القيام بحملات تثقيفية ارشادية للمواطنين البسطاء باقامة الندوات وطبع البوسترات التوضيحية عن الامراض الانتقالية ومنها مرض الحمى النزفية الفيروسية واساليب الوقاية منها .
وأكد مصدر مطلع أن “المخاوف انتقلت إلى مدن ومحافظات أخرى، اذ أصدرت قائم مقامية قضاء الفلوجة بيانا حذرت فيه الأهالي من شراء اللحوم الحمراء من محلات القصابة، ما لم تكن مختومة بختم الطبيب البيطري، الذي يفيد بصلاحيتها للاستهلاك، وكونها مذبوحة داخل المجزرة الرسمية وتحت إشراف طبيب مختص”.
وقال طبيب في مستشفى مدينة الناصرية العام بمركز محافظة ذي قار إن عدة حالات وصلتهم يشتبه بإصابتها بالمرض، إلا إن تعليمات رسمية منعتهم من التصريح بشكل رسمي عن إصابات جديدة خارج محافظة الديوانية، إلا عن طريق الوزارة.
وأضاف الطبيب ان المشتبه بإصابتهم ظهرت عليهم عدة أعراض للمرض، من بينها ارتفاع درجات الحرارة والنحول الشديد والغثيان والتقيؤ، بالإضافة إلى ظهور البقع النزفية تحت الجلد والفم والأنف، مصحوبة بآلام شديدة في العضلات.
وتوقع مسؤولون في وزارة الصحة ظهور مزيد من الحالات في بعض المحافظات الجنوبية المحاذية لمنطقة الأهوار كذي قار والبصرة وميسان، حيث تزدهر تربية الجاموس والأبقار، في ظل غياب المستشفيات والمراكز الصحية عن مساحات شاسعة منها.
وقال مدير عام صحة البصرة “رياض عبد الأمير”، بتسجيل حالة وفاة في مستشفى البصرة، داعيا المواطنين إلى التعاون مع الفرق الصحية.
وأعلن عضو مجلس محافظة ذي قار “رشيد حميد السراي”،عن تسجيل أول حالة وفاة بمرض الحمى النزفية”.لشخص أثبتت الفحوص المختبرية إصابته بالمرض في قرية بقضاء الشطرة شمالي ذي قار.
وفي محافظة الانبار، أعلنت دائرة صحة محافظة الأنبار فتح ردهات خاصة لعزل المصابين بالحمى النزفية، مشيرة إلى أنه لم يتم تسجيل أي إصابة بالمرض في المحافظة.
الحمى النزفية الفيروسية:
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، تعد الحمى النزفية أحد الأمراض التي يسببها عدد من الفيروسات، وتكون مصحوبة بنزف في أغلب الحالات، وتنتقل أحيانا من القوارض وبعض الحشرات، وتكثر الإصابة بالمرض في المناطق الريفية، وخاصة بين مربي الدواجن والماشية، ويصاب المريض باضطرابات نزفية، تصاحبها حمى يمكن أن تتطور إلى الموت في كثير من الأحيان.
وهذه بعض الفيروسات التي تسبب حمى نزفية:
فيروس إيبولا:
مرض وخيم يصيب الإنسان ويندرج ضمن عائلة الفيروسات الخيطية وغالباً ما يكون قاتلاً، حيث يصل معدل الوفيات الناجمة عنه إلى نحو 90%..
ويصاب الناس بفيروس إيبولا عن طريق ملامسة الحيوانات المصابة (عادة بعد الذبح والطهي أو الأكل) أو من خلال ملامسة سوائل جسم المصابين بالعدوى. وتنجم معظم الحالات عن الانتقال من إنسان لآخر عندما ينفذ الدم أو سوائل الجسم الأخرى أو الإفرازات (البراز والبول واللعاب والسائل المنوي) من المصابين إلى جسم الشخص السليم من خلال خدوش الجلد، أو الأغشية المخاطية.
حمى الضنك:
وهي عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى، وتشبه حمى الضنك مرض الأنفلونزا، ويصيب الرضّع وصغار الأطفال والبالغين، ولا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك.
حمى القرم- الكونغو النزفية (CCHF)
هي مرض واسع الانتشار يسببه فيروس تحمله حشرة القراد (الفيروسةالنيروبية) التي تنتمي إلى عائلة فيروسات بونيا. ويتسبب فيروس حمى القرم– الكونغو النزفية بوقوع فاشيات الحمى النزفية الفيروسية الوخيمة، ويتراوح معدل الوفيات الناجمة عن هذه الفاشيات بين 10% و40%.
وينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان من حشرات القراد وحيوانات الماشية، بينما ينتقل من إنسان إلى آخر نتيجة الاتصال المباشر بدم الشخص المصاب، أو إفرازاته أو أعضائه، أو سوائل جسمه الأخرى.
حمى الوادي المتصدِّع:
مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات في المقام الأول، ويمكنه أيضاً إصابة البشر. ويمكن للعدوى أن تسبِّب مرضاً وخيماً لكلٍّ من الحيوانات والبشر. و يؤدِّي هذا المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع.
مرض ماربورغ الفيروسي:
مرض وخيم شديد الفتك بالناس يسبّبه فيروس من الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها مرض الإيبولاالفيروسي، والجدير بالذكر أنّ هذين الفيروسين هما من أشدّ العوامل الممرضة المعروفة من ضمن ما يصيب البشر. وكلاهما نادر، غير أنّهما قادران على إحداث فاشيات وخيمة تتسم بمعدلات إماتة مرتفعة.
ويبدأ المرض فجأة بصداع حاد ووعكة شديدة، ويُظهر الكثير من المرضى أعراضاً نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علماً أنّ الحالات المميتة تتسم، عادة، بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة.
ويسري الفيروس جرّاء ملامسة دم المريض وسوائل جسمه، ونُسجه التي تحتوي على الفيروس.
مواضيع ذات صلة
وزارة الصحة العراقية عفوا ” الا صحة ” تعجل موت المواطنين اضغط هنا
الإهمال الحكومي يعيد الامية وانتشار الأوبئة في العراق اضغط هنا
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراساتالاستراتيجية